رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

تحديث محركات السفن لإضافة الميثانول.. تقنية ألمانية للتحول الأخضر

أسماء السعداوي

أعلنت شركة مان الألمانية طرح حزمة تعديلات تحديثية لمحركات السفن رباعية الأشواط؛ لتكون قادرة على الجمع بين ميزات تحقيق كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وستكون البداية مع تولي شركة مان إنرجي سوليوشنز (MAN Energy Solutions) تحديث محركها التقليدي "مان 48/60" ليكون قادرًا على حرق الميثانول، أطلقت عليه اسم "مان 51/60 آر-دي إف-إم"، بداية من العام المقبل (2025).

ووفق قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يُعد الميثانول أحد أنواع الوقود الأخضر التي يُعوّل عليها لخفض انبعاثات قطاع الشحن البحري تحقيقًا لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ومن الممكن إنتاج الميثانول من مصادر الطاقة المتجددة؛ إذ يُمكن استعماله لكل من السفن الجديدة والتعديلات التحديثية، لأنه سائل في الظروف المحيطة.

محرك شركة مان الألمانية

تقول شركة مان إنرجي سوليوشنز إنها انتهت من عمليات التطوير وبدأت اختبار محركات الوقود المزدوج باستعمال الميثانول خلال صيف العام الجاري (2024) داخل مصنعها بأوسبرغ في ألمانيا.

وعلى العكس من الاندفاع السائد داخل الصناعة نحو الهيدروجين، قررت "مان"، وهي إحدى أكبر شركات تصنيع محركات النقل البحري، تقديم خيار جديد في إطار المساعي المتزايدة لإيجاد حلول صديقة للبيئة.

مان الألمانية
أعمال الاختبار جارية لتحديث المحرك التقليدي لشركة مان ليعمل بالميثانول - الصورة من الموقع الرسمي

ومن شأن الخطوة الجديدة أن توفر 4 مكاسب فور طرح المنتج الجديد بالأسواق؛ منها قدرة المحركات المعدلة على العمل عبر مزج الميثانول مع الديزل، كما تتميز بكفاءة استهلاك عالية للديزل؛ ومن ثَم ستقلل تكاليف التشغيل.

وللحصول على أداء مثالي، ستشمل التحديثات أيضًا أفضل نُظم التحكم والسلامة، والتحكم بحرق الوقود وضخ الميثانول، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "إيكوتيكياس" (Ecoticias).

ومن الناحية الاقتصادية، يبدو مشروع تحديث محرك السفن التقليدي لآخر يعمل بالميثانول مجديًا؛ لأن التحديث أسهل من بناء محركات وسفن جديدة، خاصة أن العمر التشغيلي للسفن يتراوح بين 20 و30 عامًا.

محرك الشركة "مان 48/60"
محرك الشركة "مان 48/60" - الصورة من الموقع الرسمي

خفض انبعاثات النقل البحري

يأتي إعلان شركة مان الألمانية في وقت حاسم؛ إذ تتزايد مطالب عملاء الشركة بإجراء تعديلات تتيح استعمال وقود الميثانول.

وأيضًا تتسارع الضغوط لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري التقليدي لتحقيق الحياد الكربوني في قطاع الشحن البحري المسؤول عن 4% من الانبعاثات العالمية.

وتخطط صناعة النقل البحري لتحويل 20% من الأسطول للعمل ببدائل زيت الوقود الثقيل مثل الغاز المسال والميثانول بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030.

وهنا يبرز دور الميثانول بوصفه عامل تمكين لتلك الجهود، وخاصة الميثانول الأخضر المستخرج إما عبر دمج الهيدروجين المنتج باستعمال الكهرباء النظيفة مع ثاني أكسيد الكربون المعاد تدويره، وإما ذلك المنتج من مصادر حيوية مثل النفايات الزراعية.

أهمية حاسمة

أكد مدير قسم التعديلات التحديثية والترقيات في شركة "مان برايم سرف" ذراع شركة مان الألمانية لخدمات ما بعد البيع بيرند زيبرت، الحاجة لإزالة الكربون من أسطول النقل البحري، وفق بيان صحفي نشرته الشركة عبر موقعها الإلكتروني الرسمي.

وثمّن إعلان بدء تحديث محركات السفن للعمل بالوقود المزدوج، قائلًا إنه يحمل أهمية حاسمة لأهداف تحقيق الحياد الكربوني لقطاع الشحن البحري.

عاملان داخل أحد مواقع شركة مان الألمانية
عاملان داخل أحد مواقع شركة مان الألمانية - الصورة من الموقع الرسمي

وبدوره، قال مدير قسم التطوير والأبحاث الهندسية للمحركات رباعية الأشواط في شركة مان ألكساندر كنافل، إن الشركة الألمانية جمعت خبرة طويلة في تشغيل المحركات بالميثانول بفضل اختبارات المحرك الجديد.

كما حققت نتائج جيدة في التحكم بحرق الوقود وضخ الميثانول، وتركز حاليًا على إضافة المزيد من التحسينات، مشيرًا إلى أن الشركة تستهدف الوصول باستمرار لأعلى مستوى من كفاءة المحركات بغض النظر عن نوع الوقود سواء ديزل أو ميثانول.

كما يقول مدير شركة مان برايم سرف في ألمانيا ستيفان إيفتينغ، إن الحياد الكربوني لقطاع الشحن لن يتحقق إلا بالوقود الاصطناعي.

وعلى نحو خاص، قال إن الميثانول الأخضر مناسب للتطبيق على محركات السفن رباعية الأشواط بسبب كثافة الطاقة.

كما أكد تلقي شركة مان الألمانية طلبيات بالفعل لإجراء تعديلات تحديثية للمحركات لتعمل بوقود الميثانول.

وإذ وصف التطور بالجاذب اقتصاديًا، قال إنه يجمع بين حماية المناخ وضمان استمرار قدرة العملاء على التكيف مع متطلبات المستقبل، مع تحقيق إيرادات أيضًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق