التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

السيارات الكهربائية الصينية تواجه أزمة في أوروبا.. المبيعات الجديدة تهبط للنصف

في يوليو 2024 مع بدء تطبيق الرسوم الجديدة

هبة مصطفى

يبدو أن الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية ستطيح بالمبيعات؛ إذ انخفضت التسجيلات الجديدة بصورة كبيرة خلال شهر يوليو/تموز الماضي.

وخلال السنوات الأخيرة، كانت دول الاتحاد سوقًا خصبة لشركات صناعة السيارات في الصين، والتي تعرض مركباتها بأسعار مخفضة مقارنة بأسعار السيارات الكهربائية المصنوعة في أوروبا.

وعلى مدار الأشهر الأخيرة، تفاقم الخلاف الأوروبي الصيني بعدما اتهمت هيئات مختصة في القارة العجوز عددًا من شركات السيارات الصينية بتلقي دعم حكومي تسبب في خفض تكلفة وحداتها.

وبعد تحقيق -تابعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) تفاصيله- قررت أوروبا فرض رسوم جمركية إضافية على السيارات الكهربائية الصينية، لحماية منتجاتها من مخاطر الإغراق.

تسجيلات يوليو

شهد شهر يوليو/تموز الماضي تراجع تسجيلات السيارات الكهربائية الصينية في الاتحاد الأوروبي بنسبة 45%؛ إذ تُشير أصابع الاتهام إلى أن السبب وراء ذلك هو الرسوم الجمركية الجديدة التي بدأ تطبيقها يوم 5 من الشهر ذاته.

وتراوحت الرسوم الجمركية المفروضة حسب الشركات وطرازاتها؛ إذ ارتفعت من 10% إلى (17.4% لطرازات شركة "بي واي دي"، و20% لطرازات جيلي، و38.1% لسيارات مجموعة سايك).

سوق للسيارات
سوق للسيارات - الصورة من Global Times

وجاء ذلك رغم تسجيل مبيعات السيارات الكهربائية الواردة من الصين -خاصة طرازات شركتي "إم جي" و"بي واي دي"- نموًا ملحوظًا في السوق الأوروبية، منذ بدء تدفقها عام 2019.

وجاءت قفزة الرسوم الأخيرة بصورة "مؤقتة" وفق إعلان المفوضية الأوروبية، غير أن محاولات تعزيز الصناعة المحلية وحمايتها من التوغل الصيني قد تنذر باستمرارها.

وتُشير تسجيلات الشهر الماضي المنخفضة إلى نية العلامات التجارية للسيارات الصينية تقليص حصص مبيعاتها في أوروبا؛ ما يثير التساؤلات حول واقعية مستهدفات نشر السيارات الكهربائية على طرق القارة العجوز، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ عن محللين.

تفاصيل المبيعات

تباينت مبيعات السيارات الكهربائية الصينية في دول الاتحاد الأوروبي، خلال شهر يوليو/تموز الماضي، بعد رصد لسوق السيارات في 16 دولة عضوة بالاتحاد أجراه مزود البيانات داتا فورس (Data Force) شمل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها.

ورغم الرسوم الجديدة؛ فقد باعت شركة "بي واي دي" الصينية 3 أضعاف سياراتها المبيعة خلال الشهر ذاته من العام الماضي (2023).

ولم تؤثر الرسوم الجمركية في نظام تسعير سيارات "بي واي دي" بالسوق الأوروبية؛ إذ لم ترفع الشركة أسعار طرازاتها؛ بل على العكس يبدو أن الرسوم لن تُشكِّل عائقًا أمام توسعاتها بالقارة العجوز، مثلما فعلت في بولندا خلال شهر أغسطس/آب الجاري وتخطط لبناء مصنع جديد في المجر.

وتراجعت مبيعات شركة "إم جي" التابعة لمجموعة "سايك" بنسبة 20% على أساس سنوي، وسجلت مبيعات شركة بوليستار "مشروع صيني سويدي مشترك" انخفاضًا بنسبة 42%.

وبالقياس على تسجيلات الطرازات الكهربائية لكبريات الدول الأوروبية خلال يوليو/تموز الماضي، نجد أن سيارات بكين الكهربائية شكّلت 8% من تسجيلات ألمانيا، منخفضةً بنسبة 13% على أساس شهري، وانخفضت في فرنسا أيضًا بنسبة تتراوح بين 5 و8%.

سيارة من إنتاج شركة بي واي دي الصينية
سيارة من إنتاج شركة بي واي دي الصينية - الصورة من Hungary Today

أسباب التراجع

فسّر محللون تراجع مبيعات السيارات الكهربائية الصينية بدول الاتحاد الأوروبي، في يوليو/تموز الماضي؛ إذ قال محلل السيارات المستقل "ماثياس شميت" إن محاولة ضخ المزيد من الطرازات في الأسواق خلال يونيو/حزيران تجنبًا للرسوم كانت أحد أبرز الأسباب.

واستبعد شميت تأثر شركات العلامات التجارية الصينية بتراجع التسجيلات والمبيعات، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية لا تُعَد عائقًا أمام شركة مثل "بي واي دي" بل على العكس قد تشكل دافعًا لزيادة مبيعاتها في السوق الأوروبية.

ورجّح المحلل لدى "داتا فورس" جوليان ليتزنغر، أن زيادة ضخ وحدات "بي واي دي" في السوق الأوروبية ستخفف تأثير تراجع علامات بكين التجارية الأخرى.

وكانت المفوضية الأوروبية قد بدأت تحقيقًا منذ أشهر في حجم الضرر الاقتصادي الواقع على شركات السيارات المحلية.

وخرج التحقيق بنتائج تفيد بأن الدعم الحكومي الصيني للشركات سبب في خفض أسعارها ومن ثَم زيادة مبيعاتها مقارنة بنظيرتها الأوروبية.

وتزامنت أزمة السيارات، بين الاتحاد الأوروبي والصين، مع موجة تراجع عالمية في مبيعات السيارات الكهربائية، مع تراجع مستوى الطلب لأسباب تتعلق بارتفاع التكلفة والتحديات الفنية التي ظهرت مع استعمال هذه السيارات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق