رئيسيةتقارير الكهرباءكهرباء

أكبر مشروع بطاريات تخزين الكهرباء في العالم يقترب من التنفيذ

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • أكبر مشروع لبطاريات تخزين الكهرباء في العالم يدعم جهود إزالة الكربون.
  • تشهد تشيلي طفرةً في إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة.
  • تبرُز حاجة ماسّة في تشيلي لاستحداث حلول لتخزين الكهرباء.
  • بدأ أول مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء في تشيلي عام 2009.
  • المشروع يُنتِج كهرباء تغطي احتياجات 145 ألف أسرة في تشيلي.

يدعم أكبر مشروع بطاريات تخزين الكهرباء في العالم الجهود المبذولة لتسريع وتيرة تحول الطاقة، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني، بما يتوافق مع بنود اتفاقية باريس للمناخ 2015.

ويعكس المشروع الذي تحتضنه تشيلي القفزةَ الكبيرة التي حققتها الدولة الواقعة غرب أميركا الجنوبية، في تركيبات الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة؛ ما أوجد لديها طلبًا ضاغطًا على حلول تخزين الكهرباء.

وبدءًا من شهر أغسطس/آب (2023)، كان لدى تشيلي 85 مشروعًا لتخزين الكهرباء في مراحل تطوير مختلفة، بسعة إجمالية قوامها 6.4 غيغاواط، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وخلال العام الماضي (2023) استحوذت المصادر المتجددة على 64% من إجمالي الكهرباء المولّدة في أميركا اللاتينية؛ ما يزيد كثيرًا على المتوسط العالمي البالغ 39%، ومن ثَم يرفع معه احتياجات تخزين الكهرباء في دول القارة.

المشروع يتقدّم

انتهت عملية الإغلاق المالي لأول مرحلتين من أكبر مشروع بطاريات تخزين الكهرباء في العالم؛ إذ يجري -حاليًا- تمويل سعة 1.24 غيغاواط/ساعة، مع التخطيط لإضافة سعة أخرى قدرها 4.1 غيغاواط/ساعة ما إن تكتمل كل المراحل الـ5 من المشروع، وفق بيان صحفي منشور على الموقع الرسمي للشركة.

ويشير مصطلح الإغلاق المالي إلى جميع العمليات المحاسبية ذات الصلة بمشروع ما، والتي تعطي صورةً دقيقةً عن الوضع المالي للشركة.

وأعلنت شركة دي إن في (DNV) المتخصصة في مجال الطاقة ومزودة الضمانات أنها قد دعمت نظيرتها غرينرجي رينوفابالز (Grenergy Renovables) في تأمين الإغلاق المالي للمرحلة الأولى من أكبر مشروع بطاريات تخزين الكهرباء في العالم والذي يحمل اسم أواسيس دي أتاكاما (Oasis de Atacama)، وفق بيان الشركة.

وسيسهم التمويل، الذي نجحت غرينرجي في توفيره لأول مرحلتين من المشروع، في تمويل عملية تطوير محطة شمسية سعة 220 ميغاواط، وبطارية تخزين كهرباء سعة 1.24 غيغاواط/ساعة.

ومن المتوقّع توصيل المرحلة الأولى من أكبر مشروع بطاريات تخزين الكهرباء في العالم بالشبكة بحلول نهاية العام الحالي (2024)، في حين توصل المراحل الـ4 المتبقية خلال العام المقبل (2025)، على أن يدخل المشروع حيز التشغيل كاملًا بحلول عام 2026.

مشروع بطاريات تخزين كهرباء بجوار محطة شمسية
مشروع بطاريات تخزين كهرباء بجوار محطة شمسية - الصورة من موقع vox

مشروع هجين

ما إن يكتمل نهائيًا سيتألف مشروع "أواسيس دي أتاكاما" من إنتاج طاقة شمسية سعة 1 غيغاواط وتخزين كهرباء سعة 4.1 غيغاواط/ساعة.

وتتوقع غرينرجي رينوفابالز أن يُنتِج المشروع كهرباء تعادل احتياجات 145 ألف أسرة، وأن يقلص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 146 ألف طن.

يُشار إلى أنه قد جرى التعاقد على ما نسبته 75% من إجمالي الكهرباء في هذا المشروع، عبر اتفاقيات شراء كهرباء مختلفة طويلة الأجل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقُدم تمويل أول مرحلتين من أكبر مشروع بطاريات تخزين الكهرباء في العالم، والبالغة قيمته 345 مليون دولار أميركي، بوساطة مؤسسات مالية دولية مختلفة أمثال مصرف بي إن بي باريبا (BNP Paribas) الفرنسي وشركة ناتيكسيس كوربوريت أند إنفيستمنت بانكينغ (Natixis Corporate & Investment Banking) ومصرف سوسيتيه جنرال وبنك أوف نوفا سكوتيا (Bank of Nova Scotia) وأخيرًا مصرف إس إم بي سي (SMBC) الياباني.

نموذج أعمال ناجح

قال الرئيس التنفيذي لشركة غرينرجي رينوفابالز ديفيد رويز دو أندريس: "المشروع يُسلِّط الضوء على الثقة بتهجين محطات الطاقة الشمسية بعمليات تخزين الكهرباء، وكذلك في نموذج الأعمال المطبق لدى الشركة، الذي يواصل تقدمه لكي يصبح رائدًا عالميًا في هذا المجال".

وفي معرض تعقيبه على أكبر مشروع بطاريات تخزين الكهرباء في العالم، قال نائب الرئيس التنفيذي والمدير الإقليمي لأميركا اللاتينية وأنظمة الطاقة في "دي إن في" سانتياغو بلانكو: "تشيلي تشتهر بإمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة الشمسية، والتزاماتها الصارمة بأهداف إزالة الكربون".

وتابع بلانكو: "كما تبرُز تشيلي سوقًا واعدةً في مجال الطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء"، بتصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وواصل: "المشروع خُطوة مهمة نحو تعزيز قدرات تخزين الكهرباء في المنطقة، وهو يتوافق مع التزامنا الكامل بدعم مبادرات الطاقة المتجددة".

وأتم: "التمويل الناجح يسلط الضوء على أهمية إجراءات الفحص النافي للجهالة وتحليلات الخبراء في مشروعات الطاقة المتجددة".

بطاريات تخزين كهرباء في تشيلي
بطاريات تخزين كهرباء في تشيلي - الصورة من AES Gener

الطاقة المتجددة في تشيلي

يدعم أكبر مشروع بطاريات تخزين الكهرباء في العالم جهود تشيلي لرفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لديها إلى 70% بحلول نهاية العقد الجاري (2030)؛ ما يخدم، في النهاية، مستهدفات الحكومة بشأن تحقيق الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050).

وعلى الرغم من أن تشيلي لا تزال تعوّض التراجع في إنتاجية الطاقة الشمسية لديها عبر مصادر الوقود الأحفوري، تعهّدت الحكومة بغلق ما تبقى من محطات توليد الكهرباء بهذا الوقود التقليدي الحساس بيئيًا بحلول عام 2040.

ولتحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة المتجددة، أصبح تطوير حلول تخزين الكهرباء ضرورةً ملحةً، غير أن تشيلي أحرزت تقدمًا كبيرًا، وسرعان ما أصبحت نموذجًا يحتذى به في أميركا اللاتينية في مثل تلك التقنية النظيفة.

المشروعات الأولى

بدأ أول مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء في تشيلي في عام 2009، وتمتلك جميع مناطق البلاد الإدارية الـ16، باستثناء منطقتين، مرافق نشطة ذات صلة، أو قيد الإنشاء أو حتى في مرحلة التخطيط.

وتتركّز أكبر سعة مركّبة من تلك المشروعات في المناطق الشمالية من البلاد، وتحديدًا في أنتوفاغاستا وتاراباكا، وهما مركزا الطاقة الشمسية في البلاد.

يُشار إلى أنه في عام 2023 كان من المقرر أن يدخل 12 مشروعًا في مجال بطاريات تخزين الكهرباء حيز التشغيل في تشيلي، بسعة إجمالية لامست قرابة 1.3 غيغاواط، مع التخطيط لتركيب 1 غيغاواط إضافية سنويًا خلال المدة من عام 2024 إلى عام 2026.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق