قرار عاجل من الجزائر لإنقاذ لبنان من الظلام.. وفياض لـ"الطاقة": التنسيق بدأ فورًا
الطاقة
أعلنت الجزائر خطوة جديدة، من شأنها إنقاذ لبنان من أزمة الكهرباء الطاحنة التي ضربته أمس السبت 17 أغسطس/آب (2024)، والتي تسببت في انقطاع الكهرباء عن كامل أراضيه، عدا المناطق التي تشهد توليدًا خاصًا أو عبر المصادر المتجددة.
وبحسب بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أصدر الرئيس عبدالمجيد تبون، اليوم الأحد 1 أغسطس/آب قرارًا بدعم لبنان في الظروف العصيبة التي يمر بها، وذلك من خلال تزويده بكميات وفيرة من الوقود.
من جانبه، قال وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض، في تصريحات خاصة إلى منصة "الطاقة"، إن وزارته تعمل حاليًا مع الجانب الجزائري بخصوص شحنات الوقود المقرر إرسالها إلى بيروت بأقرب وقت.
وأوضح فياض أن بلاده تبحث مع الجزائر في الوقت الحالي استيراد الديزل الأحمر "الغاز أويل"، وزيت الوقود الثقيل، وليس النفط الخام، وذلك على خلفية عدم امتلاك لبنان مصافي لتكرير النفط الخام.
الوقود الجزائري إلى لبنان
قررت الجزائر إرسال كميات ضخمة من الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء في لبنان، ضمن جهود دعم بيروت لإعادة التيار الكهربائي إلى مختلف المدن والقرى والمرافق الرئيسة التي تعتمد على المحطات الحكومية، والتي شهدت إظلامًا كاملًا.
يشار إلى أن الرئيس الجزائري كان قد كلّف الوزير الأول نذير العرباوي بالتواصل مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، لإبلاغه بقرار تزويد بلاده -فورًا- بكميات من "الفيول"، لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية المتوقفة عن العمل.
وأبلغ الوزير الأول في الجزائر نذير العرباوي، رئيس الحكومة المؤقتة نجيب ميقاتي، بأن رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون قرر إرسال كميات من النفط والوقود فورًا إلى بيروت، وذلك ضمن مساعي بلاده لحلّ الأزمة في البلد الشقيق، وفق ما جاء في بيان للحكومة اللبنانية.
يشار إلى أنّ تدخُّل الجزائر ليس الوحيد من نوعه عربيًا، إذ إن وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض كان قد قال في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، مساء أمس السبت، إن بلاده ستستورد شحنة من الديزل الأحمر "غاز أويل" من مصر، وليس الغاز الطبيعي، كما أشيع.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد أعلنت، في بيان أمس، نفاد كميات الوقود في مخازنها ولدى محطات توليد الكهرباء، الأمر الذي أوقف التيار كليًا عن جميع أراضي الدولة، بما في ذلك المرافق الأساسية، مثل المطار والسجون والميناء ومحطات المياه والصرف الصحي، الأمر الذي دعا الجزائر إلى التدخل الفوري.
يُذكر أن وزارة الكهرباء والمياه كانت قد أصدرت بيانًا قالت فيه، إن الوزير وليد فياض يتابع أزمة توقُّف محطات الطاقة الحرارية التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان، ويسعى لتأمين الوقود العراقي اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.
ولم يتمكن مصرف لبنان المركزي من الوفاء بالمال اللازم لدفع ثمن الوقود العراقي، الأمر الذي أدى إلى تراكم المستحقات المالية على بيروت، وفي المقابل، يسعى فياض إلى فتح الاعتمادات اللازمة لسداد هذه الالتزامات وإعادة الصادرات إلى بلاده.
في الوقت نفسه، طالب وزير الطاقة اللبناني مؤسسة الكهرباء المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بوضع إنتاج المصلحة من محطات الطاقة الكهرومائية التابعة لها، التي تتراوح بين 80 و100 ميغاواط، على الشبكة العامة للكهرباء، إلّا أن نفاد الوقود سرعان ما وضع البلاد في أزمة، بعدما انقطع التيار عن الدولة بالكامل.
يشار إلى أن لبنان لديه كثير من المحطات الخاصة الصغيرة، التي تعمل على توليد الكهرباء وبيعها في بعض القرى والأحياء، بالإضافة إلى انتشار الطاقة الشمسية على الأسطح بشكل كبير، بخلاف المولدات الصغيرة العاملة بالديزل، التي يقتنيها اللبنانيون في منازلهم.
مساعي حل أزمة الكهرباء اللبنانية
بالتزامن مع دخول الجزائر خط الأزمة، في محاولة لإحداث انفراجة، يُجري وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض محاولات لتدبير موارد الطاقة اللازمة لخطوط الخدمات العامة، المملوكة للمرافق، بجانب مصادر وقود لتشغيل محطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي.
كما تسعى الوزارة لتأمين كميات إضافية من وقود الديزل الأحمر "غاز أويل"، لتشغيل محطات الطاقة الحرارية لإنتاج الكهرباء، من مخزونات يملكها الجيش الوطني في البلاد، ويخزّنها في منشآت النفط، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وكان لبنان قد أعلن في مطلع أغسطس/آب الجاري انخفاض مخزون الديزل الأحمر بالمحطات إلى مؤشر خطير، يهدد بظلام شامل في الدولة، خاصة بعد خروج "معمل دير عمار" من الخدمة، وبقاء مجموعة واحدة لتغذية المرافق الرئيسة في محطة الزهراني، وهي المجموعة التي توقفت عن العمل مساء أمس السبت.
أسباب غياب الوقود العراقي
يواجه لبنان أزمة كبيرة في إمدادات الوقود المطلوبة لتوليد الكهرباء في المحطات، وذلك على خلفية أزمات مالية بينه وبين العراق، الذي وقّع معه اتفاقية مبادلة مهددة حاليًا بسبب تراكم المديونيات لصالح بغداد، ما دعا شركة تسويق النفط العراقية "سومو" إلى وقف تفريغ ناقلات تحمل الديزل الأحمر.
وبررت بيروت استمرار الأزمة بوجود عوائق إجرائية بين المصرف المركزي والبرلمان، إذ تأخّر البنك اللبناني في تحويل ثمن شحنات الديزل الأحمر إلى شركات الوقود العراقية، وذلك بسبب حاجته إلى غطاء قانوني من البرلمان، لإجراء التحويل المطلوب.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه إمدادات الوقود لتوليد الكهرباء في لبنان مشكلات لوجستية تتعلق بفحص شحنات الوقود، في وقت صرّح فيه الوزير وليد فياض بأن ترك مشكلة تمويل شحنات الفيول العراقي (الديزل الأحمر) دون علاج سريع، سيؤدي بالبلاد إلى ظلام شامل.
يشار إلى أن لبنان يعاني أزمة في قطاع الكهرباء منذ نحو 30 عامًا، ولكنها تعمقت منذ 4 سنوات، بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت بيروت، وجعلت حكوماتها المتعاقبة غير قادرة على توفير ثمنه لتشغيل محطات الكهرباء، لا سيما أن مستحقات بغداد لدى بيروت، في 26 يونيو/حزيران الماضي، بلغت نحو 531 مليون دولار.
موضوعات متعلقة..
- لبنان يلجأ إلى الجزائر لإنقاذه من أزمة الوقود.. و3 أسباب تهدد بفشل الصفقة
- وزير الطاقة اللبناني لـ"الطاقة": انفراجة أزمة الوقود العراقي.. وهذا موعد وصول الشحنات
- أزمة الكهرباء في لبنان تتصاعد.. ومحاولات مع العراق لإنقاذ الموقف
اقرأ أيضًا..
- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في الخليج.. كيف تدعم قطاع الغاز المسال؟
- أزمة محطة الغاز الروسية تفضح هشاشة أمن الطاقة في أوروبا (مقال)
- حقل الحوية.. مشروع عملاق لإنتاج الغاز ومعالجته في السعودية