أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

حظر الرياح البحرية في أميركا "محتمل" بعد حادث مثير للجدل

أسماء السعداوي

يترقب قطاع الرياح البحرية في أميركا تطورات أزمة انهيار شفرة توربين أكبر مزرعة رياح بحرية تجارية في البلاد قبالة سواحل ولاية ماساتشوستس بالشمال الشرقي.

وما زالت الجهود جارية لاحتواء آثار الحادث، الذي وقع يوم 13 يوليو/تموز (2024) داخل مزرعة "فينيارد ويند"، كما أن هناك استعدادات لإصلاح التوربين وتركيب شفرات جديدة واستئناف توليد الكهرباء، بعد الحصول على الضوء الأخضر من السلطات.

وتدخلت السلطات لوقف تركيب مزيد من توربينات الرياح، كما توقف إنتاج الكهرباء من المزرعة التي دخلت حيز الخدمة في نوفمبر/تشرين الثاني (2021).

وتسود حالة من الغضب بين المواطنين بسبب الحادثة التي أعادت إلى الأذهان تصريحات للرئيس السابق، المرشح الجمهوري لولاية جديدة دونالد ترمب، بحظر مشروعات الرياح البحرية في أميركا.

وفي الأساس، يواجه القطاع مشكلات عديدة أبرزها التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، واضطراب سلاسل التوريد، وانخفاض أسعار بيع الكهرباء؛ ما دفع شركات كبرى إلى الخروج.

غضب شعبي

رغم أن مؤيدي مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح يرون حادث مزرعة فينيارد مؤسفًا، فإنهم يؤكدون أن تأثيره سيتجاوز المدى القريب.

وتناثرت بقايا شفرة التوربين المتحطم قبالة سواحل جزيرة نانتوكيت في ولاية ماساتشوستس الأميركية، في حين شبهه السكان بـ"التسرب النفطي".

ورغم مرور شهر على الحادثة وإعادة فتح الشاطئ أمام السباحة، فإن السكان هناك ما زالوا غاضبين.

وقال قادة المجتمع المحلي في الجزيرة إنهم يعتزمون التفاوض من جديد بشأن اتفاقية حسن الجوار مع مطوري مزرعة الرياح البحرية.

آثار حطام شفرة توربين رياح مزرعة فينيارد ويند
آثار حطام شفرة توربين رياح مزرعة فينيارد ويند - الصورة من "vineyardgazette"

وتتنامى المشاعر المناهضة للمشروع، إذ يرى السكان أن الجزيرة وقعت فريسة لمساعي التحول إلى الطاقة النظيفة، ولذلك يُشعل أي حادث ولو صغير نيران الحرب ضد الرياح البحرية في أميركا.

يُضيف ذلك إلى شكاوى أصحاب المنازل المطلة على السواحل من أن المزارع تحجب رؤية المناظر الطبيعية، كما يقول الصيادون إن التوربينات تهدد البيئة البحرية، وفق تقرير وكالة بلومبرغ.

قصة نجاح.. هل تنهار؟

كان يُنظر إلى المزرعة بوصفها "قصة نجاح" لصناعة الرياح البحرية في أميركا؛ إذ إنها أحد مشروعي طاقة الرياح على النطاق التجاري في المياه الفيدرالية الأميركية.

وكان من المقرر أن تضم 62 توربينًا يجمع الواحد منها بين طول نصب واشنطن التذكاري وتمثال الحرية الشهيرين مجتمعين.

بالإضافة إلى إمداد أكثر من 400 ألف منزل بالكهرباء النظيفة، وعد تحالف الشركات المطورة بتمويل قيمته 16 مليون دولار للمدينة وسكانها.

وبعد توقف إنتاج المزرعة جرّاء الحادث، أعاد الرئيس التنفيذي للمشروع كلاوس سكوست تأكيد أهمية المزرعة لمستقبل الكهرباء بالمنطقة.

يُشار هنا إلى أن الشركات التي تتولى تطوير المزرعة هي أفانغريد الأميركية "Avangrid" التابعة لإيبردرولا الإسبانية "Iberdrola"، ومجموعة كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز الدنماركية "Copenhagen Infrastructure Partners".

شبح ترمب

يحمل المرشح الرئاسي دونالد ترمب مشاعر مناهضة لبناء مزارع الرياح، وسيمنحه حادث تحطم شفرة توربين رياح مزرعة فينيارد ويند الفرصة لاستئناف الحرب بعد عودته إلى البيت الأبيض.

ووعد ترمب باستهداف القطاع حال انتخابه لولاية جديدة، تمامًا كما خاض حربًا ضد مشروع رياح بحرية قريب من ملعب غولف خاص به في إسكتلندا قبل مدة رئاسته الأولى.

ومن المحتمل أن يوقف بناء مشروعات جديدة، كما حظر الرئيس بايدن بيع تراخيص التنقيب عن النفط البحري ومحطات تصدير الغاز المسال.

المرشح للرئاسة الأميركية والرئيس السابق دونالد ترمب
المرشح للرئاسة الأميركية، الرئيس السابق دونالد ترمب - الصورة من شبكة سي إن إن

كما يتوقع محللون أن تدفع الحادثة باتجاه تشجيع الحكومة على اشتراط متطلبات جديدة من المطورين لتغطية تكاليف الحوادث وتفكيك توربينات الرياح بعد عقود.

يُذكر أن مشروعات الطاقة المتجددة تخضع لمعايير بيئية أكثر تشددًا من الوقود الأحفوري، لأنها من المفترض أن تمهّد لعالم أنظف.

الرياح البحرية في أميركا

وضع الرئيس جو بايدن هدف رفع قدرات الرياح البحرية إلى 30 غيغاواط بحلول عام 2030 تحقيقًا لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، عبر زيادة قدرات الإنتاج وإتاحة مناطق جديدة للتطوير وتسريع وتيرة التراخيص البيئية وزيادة التمويل الحكومي.

وتُنذر حادثة مزرعة فينيارد بتوابع طويلة الأمد على مشروعات أخرى على الساحل الشرقي، ومنها 8 مزارع تجارية حصلت على الضوء الأخضر للبناء في المياه الخاضعة لسلطة الحكومة الفيدرالية، بقدرة توليد 12.9 غيغاواط.

كما توجد 8 مشروعات أخرى تنتظر موافقة الجهات التنظيمية الفيدرالية، ومشروعات أخرى قيد التخطيط في المحيط الأطلنطي والهادئ وخليج المكسيك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق