التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

انبعاثات الوقود الأحفوري الأسترالي تبلغ مستويات قياسية تهدد الأهداف المناخية (دراسة)

أسماء السعداوي

رصدت دراسة حديثة ارتفاع انبعاثات صادرات الوقود الأحفوري الأسترالية إلى مستوى قياسي عالميًا؛ ما يثير تساؤلات بشأن التزام البلاد بمكافحة تغير المناخ.

وتعدّ أستراليا ثاني أكبر مُصدّر للغاز المسال في العالم بعد الولايات المتحدة، وأكبر مصدّر للفحم المعدني، وثاني أكبر مصدّر للفحم الحراري، وفق قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ورغم أن أستراليا لا تطلق سوى 1% فقط من الانبعاثات العالمية داخل أراضيها، فإنه مع إضافة صادرات الفحم والغاز تكون مسؤولة عن إجمالي 4.5%.

وتؤكد نتائج الدراسة أن إنتاج الوقود الأحفوري الأسترالي وتصديره له تأثير ضخم في العالم، وهو ما يتعارض مع مسار منع ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر من 1.5 مئوية، وهو الهدف الرئيس لاتفاق باريس الذي وقعّته أستراليا.

كما تقول، إن أستراليا تتحمل مسؤولية مناخية، ليس تجاه مواطنيها بالداخل فقط، بل أمام العالم كلّه أيضًا.

انبعاثات صادرات الوقود الأحفوري الأسترالي

استهدفت الدراسة تحديد حجم البصمة الكربونية الكاملة لمصادر الوقود الأحفوري، وتأثيرها في الانبعاثات المحلية والصادرات على كلٍّ من المستوى التاريخي والتوقعات المستقبلية.

وفي عام 2022، كان نحو 80% من انبعاثات الوقود الأحفوري الأسترالي بسبب صادرات الفحم والغاز، وفق الدراسة التي أعدّتها منظمة "كلايمت أناليتكس" غير الربحية، لصالح معهد حقوق الإنسان الأسترالي التابع لجامعة نيو ساوث ويلز.

ويعدّ نصيب الفرد من انبعاثات غازات الدفيئة في أستراليا ضعف نظيره في الصين، و9 أضعاف الهند؛ ما يجعله أحد أكبر المعدلات في العالم كلّه.

أحد مواقع إنتاج الفحم في أستراليا
أحد مواقع إنتاج الفحم في أستراليا - الصورة من وكالة بلومبرغ

وفي 2021، كانت أستراليا ثالث أكبر مصدّر للوقود الأحفوري في العالم، بعد روسيا والولايات المتحدة، لكنها حلّت في المركز الثاني من حيث ترتيب مُطلقي انبعاثات غازات الدفيئة؛ بسبب ضخامة حصة صادراتها من الفحم عالي التلوث.

وعلى صعيد الغاز المسال، زادت قدرات التصدير بأكثر من الضعف، لتضيف أستراليا 62 مليون طن سنويًا خلال السنوات الخمس التي سبقت عام 2020، بالمقارنة بـ25.5 مليون طن خلال 20 عامًا، قبل 2012.

كما ضاعفت قدرات إنتاج الوقود الأحفوري وصادرات الغاز المسال، وأعطت إشارة الضوء للكثير من المشروعات الضخمة في 2021 و2022.

يُشار هنا إلى أن وزيرة الموارد الأسترالية مادلين كينغ أعلنت في يوليو/تموز (2024) منح تراخيص لستّ شركات، منها وودسايد وإنبكس وشيفرون، للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل غرب وجنوب شرق البلاد.

الوقود الأحفوري الأسترالي

بين عامي 1961 و2023، أطلقت صادرات الوقود الأحفوري الأسترالية 30 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون.

وبحلول عام 2035، يتوقع القائمون على الدراسة إضافة 15 مليار طن إلى الرقم المذكور، ليرتفع إلى 45 مليار طن.

وبالنسبة لانبعاثات غازات الدفيئة، فقد بلغت 1.7 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2023 وحده، و57 مليار طن بين عامي 1961 و2023.

وفي ظل استمرار الدعم الحكومي لصادرات الوقود الأحفوري، من المتوقع أن ترتفع انبعاثات غازات الدفيئة إلى 77 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035، وفق نص الدراسة المنشور عبر الموقع الإلكتروني الرسمي لمعهد كلايمت أناليتكس.

محطة لتصدير الغاز المسال في أستراليا
محطة لتصدير الغاز المسال في أستراليا - الصورة من صحيفة "The Canberra times"

التأثير في المناخ

حذّر معدّو الدراسة من أن استمرار صادرات الوقود الأحفوري الأسترالي بين عامي 2024 و2035 سيستهلك ميزانية الكربون المتبقية، والتي يُقصد بها الحدّ الأقصى لكمية ثاني أكسيد الكربون التي يمكن إطلاقها بالغلاف الجوي، مع الالتزام بأهداف محددة لمكافحة الاحتباس الحراري.

وانتقد الرئيس التنفيذي لمعهد كلايمت أناليتكس بيل هير ارتفاع انبعاثات صادرات الوقود الأحفوري الأسترالية، قائلًا، إنها تتعارض مع الالتزامات التي قطعتها أستراليا على نفسها أمام العالم.

وكانت أستراليا إحدى 200 دولة أطلقت الدعوة لتسريع التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري خلال العقد الجاري، وذلك خلال انعقاد قمة المناخ كوب 28 في دبي العام الماضي 2023.

بدورها، أعربت مديرة مشروع المحاسبة المناخية التابع لمعهد حقوق الإنسان الأسترالي، غيليان مون، عن دهشتها من استمرار انتهاج الحكومة طريق زيادة صادرات الوقود الأحفوري، رغم أن البلاد أكثر عرضة لآثار تغير المناخ من معظم الدول الأخرى.

وقالت، إن أستراليا تصدّر 91% من إنتاج الفحم وثلاثة أرباع الغاز، ولا تضع خطة للتخلّي عن تلك التجارة.

ودعت البلاد إلى بذل المزيد من الجهود لتشجيع الدول المستوردة، وخاصة المتقدمة منها -مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان-، على التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق