التقاريرتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعات

طموحات الوقود الحيوي في سلطنة عمان تستهدف الإنتاج التجاري (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الحكومة العُمانية شكّلت لجنة خاصة لتطوير قطاع الوقود الحيوي ودعمه
  • سعر الديزل الحيوي أعلى من نظيره الهيدروكربوني بمرتين إلى 4 مرات
  • "وقود" أول شركة عُمانية تنتج الوقود الحيوي من زيت الطهي المستعمل على نطاق تجاري
  • وفقًا للمصادر يُهرّب نحو 90% من زيت الطهي المستعمل خارج عُمان

يحظى إنتاج الوقود الحيوي في سلطنة عمان بالاهتمام المحلي والإقليمي، ويسعى هذا القطاع للتحول إلى نطاق تجاري، لتحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية المنشودة.

ويبذل المستثمرون جهودًا حثيثة، بهدف إطلاق الإنتاج على نطاق تجاري، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي الوقت نفسه يقول رواد الأعمال البارزون بمجال الوقود الحيوي في سلطنة عمان، إنهم بحاجة إلى دعم الحكومة لتغيير هذا الوضع.

وكانت سلطنة عمان قد شهدت إطلاق حافلة تعمل جزئيًا بنواة التمر في شوارع العاصمة مسقط نهاية عام 2022، في نتيجة لمشروع نفّذته جامعة السلطان قابوس، في إطار سعي عُمان إلى تطوير مصادر مستدامة للطاقة.

وتعمل الحافلة بمزيج من الديزل الحيوي المصنوع من الزيت المستخرج من نواة التمر والديزل التقليدي.

وفي تعليق لها على هذا الإنجاز، قالت العالمة العُمانية التي رأست المشروع، الدكتورة لمياء الحاج: "كان هناك كثير من الاهتمام المحلي والإقليمي، وسارت الأمور على ما يُرام".

وأضافت: "ظهرت التحديات التي توقعتها؛ إذ إن تكلفة إنتاج هذه التقنية الجديدة مرتفعة نسبيًا، ومن الصعب جمع البذور"، مشيرة إلى أن الخدمات اللوجستية معقدة، وقالت: "ما زلنا نفتقر إلى البنية الأساسية اللازمة لذلك".

تحديات الوقود الحيوي في سلطنة عمان

من المتوقع أن يزيد الطلب العالمي على الوقود الحيوي، المشتق من مصادر عضوية، مثل الكتلة الحيوية والنفايات العضوية، بمقدار 38 مليار لتر بين عامي 2023 و2028، ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وتُعد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من الأسواق المهمة، ومن المتوقع أن تنمو بنحو 10% سنويًا حتى عام 2030، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة العُمانية شكّلت لجنة خاصة لتطوير قطاع الوقود الحيوي ودعمه.

وتقول مصادر في الصناعة إن المحادثات تشمل وضع لوائح تنظيمية، مثل تقديم الدعم أو إزالة ضريبة القيمة المضافة، إلّا أن عملية اتخاذ القرار بطيئة.

ويقول خبراء الصناعة إن نقص المواد الخام وارتفاع تكاليف الإنتاج هما التحديان الرئيسان لتطوير الوقود الحيوي في بلدان مثل عُمان، حسبما نشره موقع "أرابيان غلف بيزنس إنسايت" (AGBI)، المعني بأخبار الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

سعر الديزل الحيوي

يُعد سعر الديزل الحيوي أعلى من نظيره الهيدروكربوني بمرتين إلى 4 مرات.

ويبلغ سعر الديزل في سلطنة عمان في الوقت الحالي 0.67 دولارًا للتر، في حين يبلغ المتوسط ​​العالمي 1.18 دولارًا للتر.

وعلى الرغم من دعم الوقود التقليدي بصورة كبيرة، فإن الوقود الحيوي لا يستطيع المنافسة دون مساعدة مؤسسية، حسبما نشره موقع "أرابيان غلف بيزنس إنسايت" (AGBI).

في المقابل، فإن دعم الديزل الحيوي بما يكفي لمجاراة أسعار الوقود التقليدي في المضخة من شأنه أن يفتح الباب أمام كميات هائلة من الوقود، وفقًا للمؤسس المشارك لشركة "إكس تو إي" X2E، وهي شركة ناشئة بيئية عُمانية بريطانية، جون جونز.

ويبلغ استهلاك الديزل في عُمان شهريًا نحو 190 مليون لتر، ويقول جونز: "لذا إذا صدر قرار خلط 5 إلى 7% من الديزل الحيوي (كما هو الحال في أوروبا) أو إذا كان لدينا هذا الدعم، فإن الكميات ستكون هائلة".

عيّنات من الديزل الحيوي النقي الذي أنتجته مختبرات جامعة السلطان قابوس
عيّنات من الديزل الحيوي النقي الذي أنتجته مختبرات جامعة السلطان قابوس – الصورة من وكالة الأنباء العمانية

جذب المستثمرين المحليين والدوليين

تُعَد "وقود" Wakud أول شركة عُمانية تنتج الوقود الحيوي من زيت الطهي المستعمل على نطاق تجاري، وقد نجحت في جذب المستثمرين المحليين والدوليين، وتسعى من أجل مواصلة أعمالها.

ومنذ إنشائها قبل 3 سنوات، كانت تسجّل خسائر، وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة "وقود"، ماهر الحبسي.

وأضاف الحبسي: "أتطلع بفارغ الصبر إلى تغيير التشريعات.. وآمل أن يأتي التغيير، ربما بعد الصيف".

من ناحية ثانية، ارتفعت تكاليف الإنتاج إلى حد كبير، بسبب مشكلات المواد الخام، وبمجرد إلقائه في المجاري، يصبح الحصول على زيت الطهي المستعمل صعبًا وبالتالي باهظ الثمن.

وقال المؤسس المشارك لشركة "إكس تو إي"، جون جونز: "إنه عندما يتوفر، يمكن أن يصل سعره إلى ضعف سعر الديزل الحيوي النهائي".

ويجمع الزيت لاعبون غير رسميين يقدمون علاوة إلى منتجي النفايات مثل المطاعم أو الفنادق، ويمكن تهريبه إلى الدول المجاورة تحت أسماء مستعارة، مثل زيت النخيل أو زيت السمسم أو النفايات الصناعية، حيث يُباع بسعر أعلى.

وأوضح جونز أن "جمع زيت الطهي المستعمل في الشرق الأوسط ينطوي على صعوبات كبيرة".

زيت الطهي المستعمل هو أحد المصادر المستخدمة في صنع الوقود الحيوي
زيت الطهي المستعمل هو أحد المصادر المستعملة في صنع الوقود الحيوي – الصورة من agbi

وفي عام 2021، أعلنت الحكومة العُمانية تقييد صادرات زيت الوقود المستعمل، وفرضت رسومًا عالية لإعطاء الأولوية للمصانع المحلية.

وتشير المصادر إلى أنه يجري تهريب نحو 90% من زيت الطهي المستعمل خارج عُمان، حسب موقع "أرابيان غلف بيزنس إنسايت" (AGBI).

وبالنسبة إلى شركة "وقود"، أصبح تأمين الكميات لمصفاتها الحيوية مشكلة مستمرة، واضطرت الشركة إلى اللجوء للواردات، وتنتج ما يصل إلى 17 طنًا فقط يوميًا.

ونظرًا إلى أن آفاق استعمال الوقود الحيوي هائلة، فقد استثمرت شركة "وقود" 18 مليون دولار في التوسع. وستضيف "وقود" مصنعًا ثانيًا في "مدينة خزائن الاقتصادية"، لزيادة 50 إلى 70 طنًا إضافيًا يوميًا من القدرة الإنتاجية.

وتستهدف الشركة الأسواق الخارجية، بما في ذلك أوروبا والإمارات العربية المتحدة، وتريد التصدير إلى سنغافورة وماليزيا، حيث يوجد طلب على الديزل الحيوي، خصوصًا من قطاع الشحن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق