أنس الحجي: أسواق النفط تترقب الانتخابات الأميركية.. وهذه سيناريوهات إيران وروسيا وفنزويلا
أحمد بدر
مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، يتوقع كثيرون أن تتأثر أسواق النفط، كما من المتوقع أن تتأثر دول أخرى، في مقدمتها روسيا وفنزويلا وإيران، التي سبق أن عاداها الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي يخوض الانتخابات الحالية.
وفي هذا السياق، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الدكتور أنس الحجي، أن المتوقع حال فوز ترمب، حسبما يقول أتباعه، أنه سيوقف الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن تختلف الآراء بشأن طريقة وقفها.
جاء ذلك، خلال حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها الدكتور أنس الحجي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان: "أسواق النفط بين انتخابات إيران وفنزويلا والولايات المتحدة".
وقال: "بغض النظر إذا أوقف الحرب الأوكرانية أم لا، المتوقع أن تكون الأمور أسهل على روسيا في تصدير النفط، وأسهل على الهند في استيراد النفط الروسي، ومن ثم ستكون هناك أريحية في التعامل مع النفط الروسي، وقد يحقق الروس أسعارًا أعلى لنفطهم، ولكن كثيرًا من الأمور ستحدث ولن تكون سرًا".
ماذا سيحدث إذا فاز ترمب؟
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إنه في حال فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية، وبالتركيز على الحرب الروسية الأوكرانية، ستكون هناك أريحية في التعامل بموضوع النفط الروسي، إذ قد نرى إمدادات أكثر في أسواق النفط.
وأضاف: "بصورة عامة موضوع إيران عليه علامة استفهام كبيرة من ناحية ما إذا كان سيحدث اتفاق أم سيكون هناك عداء شديد، أم ستواجه إيران ضربة أم حلفاؤها، وغيرها من الأمور التي تجعل مصير الأمور مجهولًا".
وبالنسبة إلى فنزويلا، وفق الدكتور أنس الحجي، الشيء نفسه من المتوقع أن يحدث في حال فوز ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية، إذ إنه قد يشدد على فنزويلا، مثلما تحاول إدارة الرئيس الحالي جو بايدن الآن التشديد عليها.
ولكن، وفق الحجي، يجب أن يُوضع موضوع أنبوب "ترانس ماونتن" الكندي لنقل النفط في الحسبان، إذ إن هناك ضغوطًا على ترمب، المحسوب على صناعة النفط الأميركية، وهذه الصناعة ستطالبه بأن يُبقي على الواردات الفنزويلية، لأن أرباب الصناعة يحتاجون إليها.
ومن ثم، فإن أثر فوز ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية في فنزويلا سيكون بسيطًا، إذ إن المشكلة مع ترمب أنه يؤمن بضرورة الإبقاء على الأسعار في أسواق النفط منخفضة، وسيبذل كل ما بإمكانه لإبقائها في حالة انخفاض.
وتابع: "حسبما فهمنا، يريد دونالد ترمب أن تكون أسعار النفط في حدود 76 دولارًا للبرميل من خام برنت، أي أقل مما هي عليه الآن بنحو 10 دولارات، بعبارة أخرى، الفرق بين ما تريده دول الخليج وترمب يبلغ 20 دولارًا للبرميل، وهذه مشكلة اختياره".
ماذا سيحدث إذا فازت كامالا هاريس؟
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسواق النفط قد تشهد تطورات جديدة، في حال فوز نائبة الرئيس الحالية، والمرشحة كامالا هاريس، بالانتخابات الأميركية، في حين تُثار تساؤلات بشأن ما إذا كان فوزها سيكون امتدادًا لسياسات جو بايدن في مجالات الطاقة.
وأضاف: "المشكلة الكبيرة بالنسبة إلى الوطن العربي ككل، على المستويات السياسية والاجتماعية والنفطية، أن كامالا هاريس هي امتداد للرئيس الأسبق باراك أوباما وليست امتدادًا لبايدن، وذلك بغض النظر عن نظرة الناس إلى أوباما، ونظرة الحكومات العربية والشعوب العربية إليه".
وتابع الدكتور أنس الحجي: "كل ما نعرفه عن مدة أوباما أنه كان مع التفريغ السكاني لبعض الدول العربية، إذ عمل على التفريغ السكاني في سوريا والعراق، والآن في غزة، لذلك فهي ستعمل من هذه الجهة على مواصلة سياسات أوباما".
من جهة أخرى، وفق الحجي، تُعد كامالا هاريس -على غرار الرئيس الأسبق باراك أوباما- أكثر تحيزًا لسياسات تغير المناخ من بايدن، الذي يُعد ثعلبًا سياسيًا، وله أكثر من 50 عامًا في واشنطن، ولعب على الحبليْن.
ولفت إلى أن الخوف -حاليًا- أن كامالا هاريس كانت دائمًا تتكلم عن منع التكسير المائي أو التكسير الهيدروليكي، الضروري لأسواق النفط والصناعة بصورة عامة وصناعة النفط الصخري بصورة خاصة، رغم أنها تراجعت عنها مؤخرًا.
وأردف: "هذا التراجع مهم، ولكن كما يقول البعض هذا تراجع فقط، لأنها مرشحة الآن وتحتاج إلى الأصوات، خاصة في ولاية بنسلفانيا، التي تُعد من الولايات الأساسية لنجاح أي رئيس أميركي، وتنتج كميات هائلة من الغاز".
وأوضح الدكتور أنس الحجي أن كل الغاز الذي يُنتَج في ولاية بنسلفانيا تستخرجه الشركات العاملة في أسواق النفط والغاز، من خلال عملية التكسير المائي الهيدروليكي، من ثم هي لا تريد أن تخسر أصوات هؤلاء الناس، فقالت لهم إنها تراجعت.
ولكن الحقيقة، بحسب الحجي، أن كامالا هاريس متطرفة، والخوف أنها ستأتي بالمتطرفين إلى الإدارة الأميركية حال فوزها في الانتخابات، لافتًا إلى أنها حين أتوا بها إلى الإدارة الحالية، طلبوا منها السكوت، فلم تتكلم لمدة 3 سنوات ونصف السنة، أو تذكر أفكارها القديمة التي كانت دائمة الحديث عنها.
سياسات بايدن وأزمة التطرف الطاقوية
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الرئيس الحالي جو بايدن لعب على الحبليْن، حتى أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، وكذلك الغاز المسال، وأصبحت كذلك من كبار مصدري النفط العالميين.
وأضاف: "تمكّن الرئيس الأميركي جو بايدن من تصدّر أسواق النفط العالمية، على الرغم من كل أحاديثه عن السيارات الكهربائية، وإنفاق مليارات الدولارات على الطاقة المتجددة والبطاريات والشواحن وغيرها".
ولكن، وفق الدكتور أنس الحجي، المشكلة مع كامالا هاريس تكمن في موضوع التطرف، وستجلب المتطرفين إلى حكومتها حال فوزها بانتخابات الرئاسة الأميركية، والأسماء المقترحة الآن لنائب الرئيس والحكومة، توضح أن التطرف كبير.
ولفت إلى أن مشكلة التطرف هي أنه سيكون هناك عداء كبير لسنوات مع أسواق النفط، وعداء كبير لأوبك وكل الدول المنتجة، ولكن من ناحية الأسعار يُعد جيدًا، لأن أسعار النفط سبق أن ارتفعت بصورة كبيرة في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وتابع: "خلال أعوام 2011 و2012 و2013 و2014، شهدت أسواق النفط ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، كما سجلت في عهد بايدن 130 دولارًا للبرميل، لذلك فإن هذا التطرف يُعد جيدًا من ناحية الأسعار والإيرادات، ولكن من جهة السمعة والإعلام، فإن كل شيء سيئ".
ولفت إلى أن الولايات المتحدة قد تتبنّى سياسات متطرفة جدًا في موضوع التغير المناخي، وستركز بصورة كبيرة على الطاقة المتجددة، وستركز الإدارة الجديدة حال فوز كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة بصورة كبيرة على السيارات الكهربائية.
ولكن، بحسب الدكتور أنس الحجي، سيكون هناك محجمون على كل الحالات، لأن الوصول إلى مرحلة التشبع، سواء في طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية أو السيارات الكهربائية، يعني أنهم سينفقون أموالًا تضيع، لأنه لن تكون هناك زيادة على أرض الواقع.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي: أسواق النفط تتأثر بالانتخابات البريطانية.. وهكذا تستفيد دول الخليج
- تطورات أسواق النفط والغاز.. أنس الحجي يكشف توقعات النصف الثاني من 2024
- كيف تتأثر أسواق النفط بانتخابات الرئاسة الأميركية؟ ولماذا "ترمب" الأسوأ للصناعة؟
اقرأ أيضًا..
- اتفاقية شراء الكهرباء المباشرة في فيتنام.. سلاح جديد لدعم الطاقة المتجددة
- خبراء: الطاقة الشمسية في سلطنة عمان تواجه تحدي تعرفة الكهرباء
- أول مدينة نفطية في العالم.. حائرة بين إرث القطاع ومستقبل الطاقة المتجددة