تقارير السياراترئيسيةسيارات

صناعة بطاريات السيارات الكهربائية تنهار.. ما السبب؟

دينا قدري

تشهد صناعة بطاريات السيارات الكهربائية آفاقًا مظلمة في الآونة الأخيرة، مع إلغاء مشروعات عديدة، بعد تراجع المنتجين عن خطط التوسع.

وفي أحدث تطور اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أرجأت شركة يوميكور البلجيكية (Umicore) بناء مصنع لمواد الكاثود بقيمة 2.8 مليار دولار كندي (مليارَي دولار) في كندا، وتوقعت عامين آخرين من الخسائر في قسم مواد البطاريات.

وكان من المتوقع افتتاح مصنع أونتاريو بحلول عام 2026، وتوريد مواد البطاريات لما يصل إلى 800 ألف مركبة كهربائية سنويًا.

تأتي هذه الخطوة بعد أن بدأت شركة يوميكور، في يونيو/حزيران المنصرم، بإعادة تقييم مشروعاتها الجديدة في جميع أنحاء العالم بسبب تباطؤ السيارات الكهربائية، والمراجعات المستمرة من قبل الشركات المصنّعة لخطط الاستثمار.

إلغاء مشروعات بطاريات السيارات الكهربائية

قال الرئيس التنفيذي لشركة يوميكور، بارت ساب: "إن أعمال مواد البطاريات لدينا ليست في الحالة التي نأمل أن تكون عليها في هذه المرحلة من الزمن".

وأضاف ساب: "لقد فوجئ الجميع إلى حدّ ما بالتباطؤ، لأن الجميع وضعوا الكثير من المال.. لم يخرج الأمر كما هو متوقع"، في إشارة إلى الاستثمار بالسيارات الكهربائية والبطاريات.

كما قال: "ما زلت أقول، إن الاتجاه النهائي ما يزال واضحًا.. ستأتي الكهرباء.. المشكلة هي السرعة"، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

يوميكور ليست وحدها؛ ففي وقت سابق من شهر يوليو/تموز الجاري، تخلّت شركة باسف (BASF) عن خططها للاستثمار بأصول تعدين الليثيوم في تشيلي.

كما ألغت شركة صناعة المواد الكيميائية الألمانية مشروعًا مخططًا بقيمة 2.6 مليار دولار لتعدين النيكل والكوبالت في إندونيسيا مع شركة إيراميت الفرنسية (Eramet).

وفي الأسبوع الماضي، خفضت "إيراميت" نفقاتها الرأسمالية المخطط لها لمشروع الليثيوم الأرجنتيني، بعد تأجيل بدء بناء مصنع ثانٍ حتى العام المقبل (2025).

بطاريات السيارات الكهربائية

تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية

تأتي هذه التحركات على خلفية تباطؤ الطلب الذي دفع شركات صناعة السيارات، بما في ذلك تيسلا وجنرال موتورز وبورشه، إلى إعادة النظر في توقعاتها للسيارات الكهربائية.

وتراجعت بورشه للتوّ عن هدفها بأن تمثّل السيارات الكهربائية أكثر من 80% من مبيعات السيارات الجديدة في عام 2030، في حين قالت الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز ماري بارا -في وقت سابق من هذا الشهر-، إن شركة صناعة السيارات لن تنفّذ خططها للحصول على طاقة إنتاجية لمليون سيارة كهربائية في نهاية العام المقبل (2025).

كما تُعدّ تيسلا، التي أعلنت أرباحها المخيّبة للآمال للربع الرابع على التوالي الأسبوع الماضي، بعيدة كل البعد عن وتيرة الـ1.8 مليون سيارة التي باعتها العام الماضي (2023).

وحذّرت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية مجددًا من أنها تتوقع أن تشهد معدل نمو "أقل بشكل ملحوظ" في عام 2024، كما أغفلت هدفًا حُدِّدَ مسبقًا لبيع 20 مليون مركبة سنويًا في أحدث تقرير سنوي للتأثير نُشر في مايو/أيار.

لا تنتشر الآفاق القاتمة على نطاق واسع عبر سلسلة التوريد؛ إذ أعلنت شركة كاتل الصينية (CATL)، أكبر شركة لتصنيع البطاريات في العالم، ارتفاعًا بصافي الدخل في الربع الثاني 2024 يوم الجمعة (26 يوليو/تموز 2024).

وهو ما يبرهن أن الشركات الصينية تختلف عن منافسيها في الغرب، إذ تمضي قدمًا في التوسع للفوز بحصّة سوقية وسط الركود الأوسع.

ومن خلال خفض الاستثمارات، يخاطر المنتجون الغربيون بجعل الأمر أكثر صعوبة على مورّديهم الأوروبيين والأميركيين للتنافس مع منافسيهم الصينيين، الذين يقدمون بالفعل وفرة من البطاريات والمواد الخام الأرخص التي لا يستطيع الغرب أن يضاهيها.

السيارات الكهربائية الصينية

أزمة صناعة بطاريات السيارات الكهربائية

في سياقٍ متصل، يؤدي تباطؤ الاستهلاك والمنافسة الشرسة من مصنّعي البطاريات الصينيين إلى إرجاء خطط استثمارية لإنتاج بطاريات تلامس سعتها قرابة 158 غيغاواط/ساعة في أوروبا منذ بداية عام 2024، وفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن شركة إس سي إنسايتس (SC Insights) الاستشارية.

وقال العضو المنتدب في إس سي إنسايتس آندي ليلاند: "إن مصنّعي السيارات في أوروبا لا يتقدمون بطلبات لشراء البطاريات".

وأوضح ليلاند أن غياب التخطيط طويل الأجل من قبل الحكومات الأوروبية ومصنّعي السيارات سيعني أن "الصينيين سيحصلون على نصيب الأسد من صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا"، وفق ما أوردته صحيفة فايننشال تايمز.

وتراجعت شركات السيارات في أوروبا عن خطط لكهربة أسطولها من المركبات، بعدما سجلت مبيعات السيارات الكهربائية نموًا بنسبة 2.4% -فقط- في القارة خلال الأشهر الـ5 الأولى من عام 2024، لتصل إلى قرابة 800 ألف وحدة، مقارنةً بالعام الماضي (2023).

وفي علامة أخرى على ضعف الطلب على صناعة بطاريات السيارات الكهربائية في أوروبا، هبطت مبيعات هذا النوع من السيارات بنسبة 11% في شهر مايو/أيار 2024 وحده، بحسب بيانات صادرة عن شركة سي آر يو غروب (CRU Group) المتخصصة في معلومات السلع.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق