أعطال خطوط الربط الكهربائي البحري تهدد صناعة الرياح العالمية
محمد عبد السند
- تتزايد أعطال خطوط الربط الكهربائي البحري عالميًا
- توقعات بتزايد الطلب على منصات الرياح البحرية بين عام 2024 و2040
- تسهم صناعة الرياح في تسريع جهود تحول الطاقة
- نمو صناعة الرياح البحرية تسارعَ خلال السنوات القليلة الماضية
توشك أعطال خطوط الربط الكهربائي البحري أن تصبح أزمة عميقة تعرقل التطورات المتسارعة في مشروعات طاقة الرياح، التي تزداد الحاجة إليها لتسريع جهود التحول الأخضر.
ووفق تقرير حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُتوقع ارتفاع معدلات أعطال خطوط الربط المذكورة بالآلاف خلال المدة من العام الحالي (2024) حتى أواسط العقد المقبل (2035).
وتصطدم أعطال خطوط الربط الكهربائي البحري بخطط الحكومات لضخّ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للشبكات، بهدف رفع معدلات الكهرباء المولدة بطاقة الرياح، أرخص مصادر الطاقة المتجددة ثمنًا.
ويُتوقع أن تتجاوز قيمة الاستثمارات في مشروعات الرياح البحرية العالمية 756 مليارًا و917 مليون دولار أميركي بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، ولكي يحقق العالم أهداف الحياد الكربوني خلال الجدول الزمني المقرر بحلول 2050، يجب أن تصعد سعة الرياح البحرية العالمية بواقع 1.120 غيغاواط.
بيانات متشائمة
أدرجت شركة تي جي إس (TGS) العالمية المتخصصة في تزويد بيانات الطاقة، للمرة الأولى، تحليلًا شاملًا لأعطال خطوط الربط الكهربائي البحري في أحدث تقاريرها ربع السنوية التي تحمل عنوان "النقل والربط الكهربائي البحري"، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة.
ويقدّم هذا التقرير المفصل فحصًا عميقًا لخطوط الربط الكهربائي في طاقة الرياح البحرية، والوصلات المتبادلة؛ ما يتيح رؤى في غاية الأهمية لأصحاب المصلحة بتلك الصناعة الحيوية.
ويستكشف التقرير الذي يستند في معلوماته إلى شركة 4 سي أوفشور (4C Offshore) العاملة في أبحاث السوق، أسباب إخفاق خطوط الربط الكهربائي البحري في طاقة الرياح، والتكاليف ذات الصلة، ويشتمل على عدّة دراسات حالة تسلّط الضوء على الآثار والحلول الواقعية.
ويقدّم التقرير بيانات جديدة بشأن معدلات أعطال خطوط الربط الكهربائي البحري، متوقعًا حصول 3600 عطل مماثل في تلك الصناعة خلال المدة بين عام 2024 و عام 2035، بتكاليف محتملة قد تلامس قيمتها 61.5 مليار يورو (66 مليون دولار أميركي).
*(اليورو = 1.07 دولارًا أميركيًا).
وقالت الباحثة البارزة في شركة "4 سي أوفشور" راميزا دوغال: "يشكّل هذا العدد المرتفع من حالات أعطال خطوط الربط الكهربائي البحري المحتملة تحديًا كبيرًا لصناعة السفن؛ إذ قد يَنتُج عن ذلك نقص في أعداد السفن، إلى جانب آثار التكلفة التي يتعين أخذها في الحسبان عند التخطيط لمشروعات مزارع الرياح".
وإضافةً إلى أعطال خطوط الربط، يقدّم التقرير تحليلًا للبنية التحتية المتعلقة بنقل الطاقة البحرية، بما في ذلك الطلب على منصات الرياح البحرية، وتحديثات خطوط الربط الكهربائي البحري المتبادلة، والتغيرات في السياسات البيئية الوطنية، والطموحات التي تؤثّر في نقل الطاقة البحرية وخطوط الربط البحري، وتطورات الشبكة البحرية العالمية.
طلب قوي
يتوقع تقرير "النقل والربط الكهربائي البحري" طلبًا قويًا على منصات الرياح البحرية خلال المدة من عام 2024 إلى 2040، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
كما يتوقع التقرير تركيب قرابة 832 محطة فرعية عالميًا خلال المدة الحالية؛ ما يسلّط الضوء على الآثار المتنامية للبنية التحتية لطاقة الرياح البحرية.
ويقدّم التقرير -كذلك- تفاصيل بشأن التطورات الحاصلة والتقدم في مشروعات الربط المتبادل الأوروبية.
وقال مدير فريق البحث في شركة "تي جي إس" الدكتور جيمي بيرنثال هوكر: إن "وقت بناء محطات الطاقة الفرعية تضاعفَ بمرور السنين، بواقع 4 سنوات لمحطات الطاقة الفرعية للتيار المتردد، و6 سنوات لمحطات الطاقة الفرعية للتيار المستمر".
ويسهم التقرير في تعزيز حقيقة مفادها أنه مع تنامي الطلب بدرجة أكثر من أيّ وقت مضي، ومع اقتراب مستهدفات 2030، من الضروري فهم وقائع خطوط الربط الكهربائي البحري، بما في ذلك المخاطر والتحديات الحالية والمستقبلية.
استثمارات متنامية
ترتفع قيمة سوق الرياح البحرية العالمية إلى 65.8 مليار دولار بحلول عام 2026، من 31.8 مليار دولار في عام 2021، بمعدل نمو سنوي مركب نسبته 12.3%، حسب تقرير سابق صادر عن مؤسسة "ماركيتس أند ماركيتس" نشرته منصة غلوب نيوزواير (GlobeNewswire).
ومن المرجّح أن يسهم تسارع وتيرة الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة بنمو سوق الرياح البحرية العالمية؛ نتيجة الزيادة القوية في معدلات تركيب توربينات الرياح البحرية في أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ؛ ما يُظهر نموًا قويًا في تلك الصناعة الحيوية، بحسب التقرير.
ومن المتوقع -كذلك- أن يؤدي الطلب المتنامي على الطاقة المتجددة، وتواصل الجهود الرامية لتقليص الانبعاثات الكربونية عبر العالم، إلى إتاحة فرص ذهبية لنمو سوق الرياح البحرية خلال مدة التوقعات.
وتسارعَ نمو صناعة الرياح البحرية خلال السنوات القليلة الماضية، وهي تُسهم كثيرًا بتلبية معايير كفاءة الطاقة في البلدان الواقعة في أوروبا وآسيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية.
أهداف طموحة
تتطلع مجموعة من البلدان -مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين وفرنسا- إلى تعزيز تركيبات الرياح البحرية؛ ما يجعل الطلب المتزايد على الكهرباء المتجددة محفزًا لنمو سوق الرياح البحرية العالمية.
وبحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، يتعين أن تصعد حصة المصادر المتجددة في معدلات توليد الكهرباء عالميًا على أساس سنوي من 25% في العام الماضي (2023) إلى 86% بحلول عام 2050، اتّساقًا مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ 2015، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة.
ولتحقيق هذا الهدف الطموح، أصبح لزامًا على حكومات العالم أن تضخ استثمارات قوامها 110 تريليونات دولار في مشروعات الرياح البحرية العالمية بحلول نهاية العقد الجاري (2030).
موضوعات متعلقة..
- أعطال الربط الكهربائي البحري تدق جرس إنذار لصناعة الرياح العالمية
- جدول زمني لتشغيل خطوط الربط الكهربائي بين الأردن ولبنان وسوريا
- مشروعات الرياح البحرية في اليابان فرصة لتقليل استيراد الوقود الأحفوري (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 6 شهور (ملف خاص)
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع ارتفاع الطلب على الفحم لمستوى قياسي في 2024
- حقل غاز في شرق المتوسط احتياطياته 1.1 تريليون قدم مكعبة.. متى يبدأ الإنتاج؟