رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

سوق الكهرباء النظيفة في أوروبا ما بين تقلّبات الأسعار وفرص الاستثمار (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

اقرأ في هذا المقال

  • توقعات بنمو حصة توليد الكهرباء النظيفة في أوروبا إلى 82% بحلول عام 2030
  • سوق الكهرباء النظيفة في أوروبا تواجه عوائق للتكامل والدمج مع الشبكة
  • تجاوز المعروض الطلب يسهم بتقلّب الأسعار في أسواق الكهرباء
  • خطط الطاقة والمناخ الوطنية لدول الاتحاد الأوروبي لا ترتقي إلى مستوى التوقعات
  • التزايد السريع في المعروض من الكهرباء النظيفة يمكن أن يوفر فرصًا استثمارية في المنطقة

تنتظر سوق الكهرباء النظيفة في أوروبا الكثير من التحديات مع تسارع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، على الرغم من الاستثمار الكبير في مصادر الطاقة المتجددة (مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح)، المتوقع حدوثه خلال السنوات المقبلة.

ووسط تزايد مخاوف عدم القدرة على التنبؤ بأسعار الكهرباء وتقلّبها، من الضروري تعزيز الاستثمار في توفير حلول مرنة لأنظمة الشبكات لضمان نظام كهرباء مستقر، وسط الطبيعة المتغيرة للطاقة المتجددة.

ونتيجة لذلك، فإن الشركات ستحتاج إلى مجموعة متنوعة من مصادر الإيرادات؛ من أجل التخفيف من المخاطر المرتبطة بالمنافسة وتقلّبات السوق.

يأتي ذلك وسط توقعات بنمو حصة توليد الكهرباء النظيفة في أوروبا من 67% في عام 2024 إلى 82% بحلول عام 2030، ومع ذلك، ما تزال دول المنطقة تواجه صعوبات في تحقيق أهداف إزالة الكربون، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، الذي أوضح 3 تحديات رئيسة تواجه السوق: (التكامل مع الشبكة، وتقلبات أسعار الكهرباء، وتوقعات فشل خطط المناخ الأوروبية في تحقيق أهدافها).

تحديّات التكامل مع الشبكة

أمام سوق الكهرباء النظيفة في أوروبا عوائق للتكامل وإيجاد طرق لدمجها بشكل فاعل في الشبكة، وسط ضعف الطلب واستمرار التوسع في قدرة مصادر الطاقة المتجددة، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة المتخصصة "وود ماكنزي".

ومع بقاء سنوات قليلة لتحقيق أهداف إزالة الكربون بحلول 2030، يتعيّن على سوق الكهرباء خالية الانبعاثات في أوروبا أن تحقق التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء في الوقت الفعلي، مع ضمان استقرار الشبكة وموثوقيتها.

وبين عامَي 2007 و2023، تضاعفَ توليد الكهرباء من طاقة الرياح تقريبًا، في حين زاد التوليد من الطاقة الشمسية 140%، وانخفض إنتاج الكهرباء المعتمد على الفحم 60%، وكذلك تقلَّص توليد الكهرباء من الطاقة النووية 25%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

توربينات الرياح المستعملة في توليد الكهرباء
توربينات الرياح البحرية – الصورة من Electrical Review‏

ومع ذلك، فإن الانخفاض الكبير في الطلب على الكهرباء البالغ 7% بين عامي 2017 و2023، يُشكّل عقبة رئيسة أمام هدف صنّاع السياسات المتمثل بمنح الكهرباء النظيفة في أوروبا الأولوية في إزالة الكربون من إجمالي مزيج الطاقة الأوسع نطاقًا.

تقلبّات أسعار الكهرباء

عندما يتجاوز المعروض من الكهرباء النظيفة في أوروبا (من طاقة الرياح والطاقة الشمسية) الطلب، غالبًا ما تشهد أسواق الكهرباء تقلبات في الأسعار.

في عام 2023، أدت أوقات الإمدادات الزائدة في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا إلى انخفاض أسعار الكهرباء لِما يقرب من الصفر، أو حتى أصبحت قيمة سلبية (يمكن المستهلكين هنا بيع الكهرباء الزائدة إلى الشبكة)، حتى وصلت إلى -58 يورو لكل ميغاواط/ساعة (-63 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة)، وذلك عندما لبّت طاقة الرياح والطاقة الشمسية 80% أو أكثر من الطلب في السوق.

في المقابل، حافظت سوق الكهرباء النظيفة في الدنمارك على استقرارها، على الرغم من المستويات الأعلى بكثير من إنتاج الطاقة المتجددة، وعندما تجاوز توليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية الطلب في البلاد بنسبة 50%، صدّرت البلاد الكهرباء الزائدة إلى ألمانيا، متجنبة تآكل الأسعار.

ولذلك، من المهم إدارة تقلبات الأسعار المرتبطة بالعرض المتغير باستمرار، لضمان استقرار سوق الكهرباء النظيفة في أوروبا، مع انتقال المنطقة إلى مزيج أكثر تنوعًا.

خطط الطاقة والمناخ

لا ترقى خطط الطاقة والمناخ الوطنية لدول الاتحاد الأوروبي (NECPs) إلى مستوى التوقعات، على الرغم من الأهداف الطموحة للمنطقة في مجال الطاقة المتجددة.

وفي ألمانيا، على سبيل المثال، وفقًا لمسودة الخطة الوطنية للطاقة والمناخ في البلاد، لن تصل إلّا إلى 40% فقط من إمدادات الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، أي أقل من هدف الاتحاد الأوروبي البالغ 42.5%.

وفي الوقت نفسه، فإن دولًا -مثل السويد وفنلندا والدنمارك- تجاوزت هدف الاتحاد الأوروبي، بهامش واضح، ولكن حجم أسواقها الصغيرة يعني أنها لا تستطيع تعويض ضعف أداء الأسواق الأكبر، مثل ألمانيا.

ونتيجة ذلك، فإن خطط الطاقة والمناخ الوطنية لدول المنطقة تتطلب المزيد من التغييرات أو التحديثات لتحقيق مستهدفاتها.

دفع استثمارات سوق الكهرباء النظيفة في أوروبا

رغم التحديات التي تواجه سوق الكهرباء النظيفة في أوروبا، فإن التزايد السريع في المعروض من الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة يمكن أن يوفر فرصًا استثمارية في المنطقة، عبر الحلول اللازمة لتوفير المرونة للشبكة، مثل بطاريات تخزين الكهرباء.

وعلى مدار السنوات القليلة المقبلة، من المتوقع زيادة إضافات قدرة توليد الكهرباء النظيفة في أوروبا، مع نمو سريع في سعة الطاقة الشمسية والرياح البرية، كما ستتسارع إضافات طاقة الرياح البحرية أواخر العقد الحالي.

وبحلول عام 2029، من المتوقع إضافة ما يقرب من 120 غيغاواط من سعة الرياح والطاقة الشمسية وبطاريات التخزين، مقارنةً بمستويات عام 2021 التي تقلّ عن 50 غيغاواط، بحسب ما اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

بطاريات تخزين الكهرباء المدعومة من ألواح الطاقة الشمسية
بطاريات تخزين الكهرباء المدعومة من ألواح الطاقة الشمسية- الصورة من ADEX‏

ورغم ذلك، من المتوقع تباطؤ إضافات القدرة بحلول عام 2035، إذ يلبي العرض الجديد الطلب المدفوع بجهود الكهربة وإزالة الكربون في أوروبا.

ومع تحول مشهد الطاقة، تنشأ فرص استثمارية كبيرة بسوق الكهرباء النظيفة في أوروبا، وبحلول 2030، من المتوقع أن تهيمن مصادر الطاقة المتجددة على المزيج، وتولّد أكثر من ثلثَي الكهرباء، مع قيادة الرياح والطاقة الشمسية الطريق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق