تقارير النفطرئيسيةنفط

ناقلات النفط الإيراني تتغلب على العقوبات الأميركية بـ"التلاعب وتزوير المستندات"

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • 11 ناقلة فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات بسبب صلاتها بإيران، معظمها اختفى، وتلاعبت بمواقعها
  • العقوبات يمكن أن تشلّ حركة السفن بصورة فعالة، من خلال تقييد وصولها إلى المواني
  • المشترون في الصين يظلّون على استعداد لإيجاد طرق للالتفاف على العقوبات
  • إيران تميل إلى تجنيد سفن جديدة لأسطول ناقلاتها للتقليل من تأثير العقوبات

تتقن الناقلات المنخرطة في تجارة النفط والخاضعة العقوبات ممارسات الشحن الخادعة، بدءًا من التلاعب بإشارات نظام التعرف الآلي إلى تزوير المستندات.

وأوضح تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن ناقلات النفط الإيراني الخاضعة للعقوبات الأميركية تُضاعِف من تلاعبها بنظام التعرف الآلي، ما يزيد من صعوبة تتبّع نشاطها وتأثير العقوبات.

وعلى الرغم من أن العقوبات تفرض عقبات كبيرة أمام الناقلات، فإنها لا تنهي أنشطتها، التي تتواصل باستمرار، وتجد حيلًا جديدة لمواصلة عملياتها التجارية.

تتبُّع ناقلات النفط الإيراني

تتبّعت منصة "قائمة لويدز" Lloyd’s List، التي تغطي أخبار الشحن البحري وتحليلات للسوق، 11 ناقلة فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات بسبب صلاتها بإيران بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين، ووجدت أن معظمها اختفى، وتلاعبت بمواقعها، ورفع بعضها أعلامًا كاذبة لمواصلة التداول.

وقامت 7 من ناقلات النفط الإيراني المتعقبة ببثّ بيانات موقع خاطئة عبر نظام التعرف الآلي، منذ تصنيفها.

بدأت ناقلة النفط الخام فائقة الضخامة "مونباي" Moonbay ، المعروفة سابقًا باسم "إيترنال فورتشن" Eternal Fortune، بالتلاعب بموقعها بعد أيام فقط من تصنيفها في 6 مارس/آذار الماضي.

عملية تفتيش إحدى ناقلات النفط الإيرانية
عملية تفتيش إحدى ناقلات النفط الإيرانية – الصورة من رويترز

وتُظهر بيانات نظام التعرف الآلي AIS أن السفينة راسية قبالة فيتنام في المدة من 10 مارس/آذار إلى 18 أبريل/نيسان الماضيين.

ولوحظ أن السفينة تتحرك بطريقة غريبة خلال هذه المدة، وهي علامة واضحة على التلاعب بنظام التعرف الآلي، إذ تتحقق صور القمر الصناعي من أن الموقع المرسَل غير صحيح.

ممارسات الشحن الخادعة

ما تزال بعض ناقلات النفط الإيراني تزور مواقعها بعد أشهر من تحديد تلك المواقع، وتتظاهر بالإبحار في دوائر حول المكان نفسه، مثل "سينسير 02" و"موليكيول" و"فورتشن غالاكسي".

وانخرطت هذه المجموعة من الناقلات بانتظام في ممارسات شحن خادعة قبل تصنيفها من جانب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC التابع لوزارة الخزانة الأميركية.

وكان هذا النشاط أكثر استهدافًا لتمويه النشاط غير المشروع، مثل النقل الخادع من سفينة إلى سفينة أو مكالمات المواني في إيران، بدلًا من محاولة إخفاء مكان وجودها على مدى أوقات طويلة.

وفي المدة التي سبقت فرض العقوبات، جرى تتبُّع ناقلات النفط الإيراني الـ11 باستعمال بيانات نظام التعرف الآلي، إذ أُجريَ نحو 116 مكالمة إلى المواني والمراسي في الصين والعراق والإمارات العربية المتحدة وماليزيا.

وعلى الرغم من أن العديد من هذه المكالمات لم تكن مشروعة، بل كانت جزءًا من تقنيات التلاعب بالموقع، فإن نشاط ما بعد العقوبات يظل تحولًا واضحًا بعيدًا عن هذه الأنماط "العادية"، مع تسجيل 10 حالات وصول فقط إلى المواني والمراسي، سواء كانت مشروعة أو غير ذلك.

تعطيل نظام التعرف الآلي

عطّلت 3 ناقلات فقط، تمّت مراجعتها في تحليل منصة "قائمة لويدز" Lloyd’s List، نظام التعرف الآلي لديها، وكانت الناقلة "دوون 2" تتداول في البحر الأسود، عندما فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية العقوبات ضدها.

وأبحرت السفينة إلى المنطقة الواقعة جنوب مضيق كيرتش، وهي نقطة نقل من سفينة إلى سفينة تُستعمل لنقل السلع الروسية، وتوقفت عن إرسال بيانات نظام التعرف الآلي في 9 أبريل/نيسان الماضي.

بدورها، أمضت الناقلة "ليدي صوفيا" أكثر من شهر تتسكع في أجزاء مختلفة من بحر الصين الأصفر وبحر الصين الشرقي، قبل تعطيل نظام التعرف الآلي في 9 مايو/أيار الماضي.

أمضت الناقلة "ميهلي" بعض الوقت في تزييف موقعها جنوب شرق تايوان، ثم توقفت عن الإرسال عبر نظام التعرف الآلي في 15 أبريل/نيسان الماضي.

وأفرغت الناقلة "مونباي" حمولتها في ميناء دونغجياكو بالصين في 27 مايو/أيار الماضي، مع تمكين نظام التعرف الآلي لديها، بعد أكثر من شهرين من فرض العقوبات عليها.

فرّغت الناقلة "سويزماكس أرتورا" شحنة بالمحطة نفسها في 10 يوليو/تموز الجاري، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

(من اليسار) الناقلة "أرمان 114" والناقلة "إس تينوس" تنفذان عملية النقل من سفينة إلى سفينة
(من اليسار) الناقلة "أرمان 114" والناقلة "إس تينوس" تنفّذان عملية النقل من سفينة إلى سفينة، المصدر: وكالة أنباء الأناضول

ويبدو أن الناقلة "مونباي" تحاول عمدًا تضليل أيّ شخص يحاول تتبّعها باستعمال نظام التعرف الآلي، إذ كانت السفينة تنقل باستمرار، ولعدّة أشهر، البيانات عبر جهازين مختلفين لخدمة التعريف البحري المتنقلة MMSI.

وتظهر إحدى رسائل جهاز خدمة التعريف البحري المتنقلة، المرتبطة بسفينة "إيترنال فورتشن" وبنما، خطأً، السفينة قبالة سواحل فيتنام.

وترتبط البيانات المرتبطة بجهاز خدمة التعريف البحري المتنقلة الثاني بالسفينة "مونباي" التي تحمل علم غايانا، وهي المصدر الشرعي للمعلومات لنظام التعرف الألي.

وترفع "مونباي" علم غايانا بشكل خاطئ، وتقوم أكثر من 12 ناقلة مرتبطة بإيران، بما في ذلك بعض الناقلات الخاضعة للعقوبات، بذلك، دون الحصول على إذن من الإدارة البحرية في البلاد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق