أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

هل تقديرات نمو الطلب على النفط من أوبك متفائلة؟ أنس الحجي يجيب

أحمد بدر

شهدت تقديرات نمو الطلب على النفط تفاوتًا كبيرًا وفروقات ضخمة، بين ما أعلنته منظمة أوبك وما أصدرته وكالة الطاقة الدولية، وعلى الرغم من ذلك؛ فما زالت بيانات تجارة النفط الدولية غير واضحة.

وفي هذا الإطار، يقول مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إنه من الواضح أن توقعات أوبك متفائلة بشكل كبير، وهناك أدلة على ذلك، ولكن هذا لا يعني تأييد تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

جاء ذلك خلال حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، الذي يقدمه الدكتور أنس الحجي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وكانت هذا الأسبوع بعنوان "هل تحسم بيانات تجارة النفط العالمية الخلاف حول نمو الطلب العالمي عليه؟".

وكانت منظمة أوبك قد أعلنت أن نمو الطلب على النفط سيكون بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، في حين قالت وكالة الطاقة الدولية إنه سيكون أقل من مليون برميل يوميًا، أي أن الفارق بين تقديرات الجهتين يتجاوز 1.2 مليون برميل يوميًا.

تقديرات أوبك ووكالة الطاقة الدولية

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) الدكتور أنس الحجي، إن تفاؤل أوبك بشأن نمو الطلب على النفط، يمكن قياسه باستعمال أدوات عديدة، مثل بيانات التجارة العالمية، ولا سيما الخاصة بالصين والهند وأوروبا، وبيانات دول كثيرة الخاصة بالاستيراد والتصدير، وهي أدق من غيرها.

ولفت -أيضًا- إلى وجود بيانات إنتاج دول أوبك، وبيانات المخزونات لدى الدول الكبيرة التي تخزن النفط، وكلها بيانات يمكن استعمالها لتقييم حجم الطلب العالمي على النفط، ومعرفة حقيقته، وكل هذه البيانات تشير إلى أن أوبك مفرطة في تفاؤلها.

وأضاف: "أضرب مثالًا واحدًا، أن أوبك توقّعت العام الماضي أرقامًا لنمو الطلب في الصين، كانت ضِعف الحقيقة، وضِعف ما أعلنته الحكومة الصينية، ومع ذلك ما زالت المنظمة تصر على أرقامها، وهي لا علاقة لها بالصين؛ إذ إن الصين ليست جزءًا من أوبك؛ فواضح أن هناك مشكلة".

أوبك

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن المشكلة الأخرى تتمثل في أنه بالنظر إلى التجارة، هناك بيانات الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري (2024)، وهذه يمكن مقارنتها ببساطة مع بيانات التجارة العالمية لعام 2023، والنظر إلى كبار الدول التي يتغير فيها الطلب على النفط بشكل كبير، وكان متوقعًا فيها النمو، والصين كان من المتوقع أن تسجل نموًا كبيرًا، لكن هذا النمو لم يحدث؛ إذ انخفضت وارداتها بشكل واضح.

وتابع: "لا يمكن أن نتوقّع أن تكون هناك زيادة في الطلب في الصين بنحو 800 ألف برميل يوميًا، في حين أن الواردات منخفضة، وإنتاج الصين ارتفع بشكل بسيط جدًا؛ إذًا من أين سيأتي النفط؟".

وأشار إلى أنه إما أن تكون هناك مشكلة في بيانات التجارة الدولية، بحيث يكون هناك عدد هائل من السفن المختفية التي لا يمكن رؤيتها في أي مكان بالعالم، وهو أمر بعيد عن الصحة؛ لأن المنطقي أن تفلت سفينتان أو 3 سفن من الرصد، ولكن لا يمكن أن تفلت سفن تحمل 800 ألف برميل يوميًا.

وأردف: "واضح أن هناك مشكلة في بيانات الصين؛ إذ إن بكين نفسها توضح أن متوسط واردات النفط في الأشهر الـ6 الأولى من 2024 أقل من متوسط وارداتها خلال المدة المماثلة من عام 2023، ولو نظرنا لبقية البيانات نجد الشيء نفسه بالنسبة للهند؛ إذ ليس هناك ما يؤيد على الإطلاق أن لديها نموًا كبيرًا".

الطلب على النفط في الصين

 

الطلب على النفط في الهند وأوروبا

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن متوسط واردات الهند خلال الأشهر الـ6 الأول من 2024، كانت أعلى من واردات المدة نفسها من العام الماضي (2023).

وأضاف: "اسمعوا هذا الرقم: 20 ألف برميل فقط، يعني إنتاج بئر متوسطة في أحد حقول أرامكو؛ فأين ذهبت الـ350 ألفًا أو 400 ألف برميل التي وردت في تقديرات الطلب على النفط؟".

الطلب على النفط في 2024

ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن الأغرب من هذا، أن الطلب على النفط أعلى مما تظهره الواردات، والسبب هو أن هذه الدول استعملت النفط من المخزون، عندما ارتفعت الأسعار؛ فالصين مثلًا استعملت نحو 27 ألف برميل من النفط لتغطية هذا النمو.

وتابع: "أكبر مفاجأتين في الأرقام من اليابان وأوروبا؛ إذ انخفض متوسط واردات اليابان بنحو 290 ألف برميل يوميًا؛ أي لم يكن هناك نمو في الطلب على النفط من الأساس، في حين كان هناك نمو في كوريا الجنوبية، بنحو 210 آلاف برميل يوميًا".

لكن، وفق الحجي، وضع كوريا مثل الهند؛ إذ تستورد النفط الروسي وتعيد تصديره على شكل نفط خام أو بعد تكريره؛ لذلك فإنه بالنظر إلى الصادرات الكورية يتضح أنها زادت بمقدار 137 ألف برميل يوميًا، أي لم يتبقَّ من الزيادة سوى 70 ألف برميل فقط.

وأشار إلى أن هذا الرقم يقل كثيرًا عن توقعات نمو الطلب على النفط في كوريا الجنوبية؛ لذلك فهناك مشكلة أيضًا تتعلق بالبيانات والتوقعات، ولكن المفاجأة الكبيرة في كل هذه البيانات جاءت من أوروبا، في وقت كان الجميع يركّزون على النمو الهائل في الطلب الصيني والهندي.

واردات الهند من النفط

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن المفاجأة جاءت من أوروبا؛ لأنها قبل عامين، كان هناك خطأ كبير من المحللين في فهمها؛ إذ كان الجميع يتحدثون عن الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، وإمكان أن تخفض الطلب على النفط.

إلا أن الحقيقة أن النفط لا يستعمل في توليد الكهرباء في أوروبا إلا نادرًا، ومن ثم فإن التوسع بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح والسيارات الكهربائية لا يؤثر في الطلب على النفط؛ ولذلك فإن الانخفاض الذي حدث كان سببه الركود الاقتصادي، وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي في أوروبا.

لذلك، بحسب الحجي، فإن الحديث منذ عامين كان: إذا عاد النمو الاقتصادي لأوروبا، وأصبح الاتحاد الأوروبي ينمو بنحو 3 إلى 5%، سيزيد الطلب على النفط؛ لأن الأساس كبير، يصل إلى 15 مليون برميل يوميًا؛ فإذا زاد بنحو 3% فإن الزيادة ستكون كبيرة.

وأردف: "الطلب على النفط في أميركا ما زال يعاني؛ إذ ما زلنا نرى أشياء غريبة في الولايات المتحدة؛ فهناك أكبر عدد مسافرين بالطيران في التاريخ الأمريكي خلال هذا العام، ومع هذا فالطلب على وقود الطائرات لم يرتفع؛ لأن الحكومة الأميركية أجبرت شركة "بوينغ" على سحب طائراتها؛ فأصبح هناك ضغط كبير بينما لا يوجد عدد طائرات كافٍ؛ فزاد الزحام وساءت الخدمة ولم يرتفع الطلب على وقود الطيران".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق