حصلت شركة أسترالية على تصريح للتنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في أميركا، مستفيدة من الاندفاع الأخير نحو استكشاف هذا المورد الخالي من الكربون، الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق أهداف تحول الطاقة العالمية.
وأعلنت شركة هاي تيرا الأسترالية (HyTerra) الحصول على التصريح للتنقيب عن الهيدروجين الطبيعي على أرض في ولاية كانساس الأميركية، ومن المقرر أن يبدأ الحفر في الربع الثالث من العام الجاري (2024).
كانت الشركة الأسترالية قد جمعت -في وقت سابق- رؤوس أموال قيمتها 4 ملايين دولار أميركي لتمويل حملتها، بعد أن وجدت كميات "مرتفعة" من الهيدروجين في ولاية نبراسكا المجاورة.
وحسب تعريفه من جانب منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُطلَق الهيدروجين الطبيعي على الغاز الموجود بصورة حرة في طبقات الأرض الجوفية، وعادةً ما يُستخرج عبر عمليات الحفر، مثل التكسير المائي وحقن مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية، في ضغط مرتفع، بهدف إطلاق الغاز من الصخور.
إنجاز مهم
تعتزم شركة هاي تيرا الأسترالية حفر البئر سو دوروش-3، التي تقع على بعد نحو 200 متر من البئر سو دوروش-2 التي حفرتها شركة سي إف إيه أويل (CFA Oil) في عام 2009، وعثرت على غازات تحتوي على ما يصل إلى 92% هيدروجين و3% هيليوم.
وقال المدير التنفيذي لشركة هاي تيرا، أفون ماكنتاير: "يُعدّ الحصول على تصريح الحفر هذا إنجازًا بالغ الأهمية"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة في منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).
وتابع: "إنّ تنوُّع المواقع الجيولوجية ضمن عقود الإيجار المملوكة والمدارة بنسبة 100% يسمح لنا بتصنيف العديد من آفاق الهيدروجين والهيليوم المستقلة لبرنامج الاستكشاف المقبل للشركة".
كما قال: "بالإضافة إلى ذلك، وبعد مراجعة شاملة، نقوم بتقييم العديد من البائعين لخدمات الحفر والخدمات التشغيلية الأخرى لبرنامج الحفر للربع الثالث من عام 2024".
تهدف الشركة إلى استعادة الهيدروجين الطبيعي بتكلفة أقل من دولارين لكل كيلوغرام، وكثافة كربون أقل من 0.4 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو من الهيدروجين، وهو الحدّ الأدنى المطلوب للحصول على ائتمان ضريبي لإنتاج الهيدروجين النظيف يصل إلى 3 دولارات لكل كيلوغرام.
التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي
تمتلك شركة هاي تيرا الحقوق في 9600 فدان (39 كيلومترًا مربعًا) من الأراضي لمشروع نيماها الخاص بها، إذ تدّعي اكتشاف أكثر من 10 مواقع ساخنة للهيدروجين الطبيعي والهيليوم.
ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، قدّرت الشركة -في السابق- احتمالًا بنسبة 90% أن تحتوي أرضها على 111 ألفًا و738 طنًا من صافي الهيدروجين القابل للاستخراج، مع احتمال بنسبة 10% يبلغ 565 ألفًا و340 طنًا.
ومع ذلك، فقد اقترحت "هاي تيرا" في وثيقة عرض تقديمي للمستثمرين أن هيدروجين مشروع نيماها يُوَلَّد عندما تتسرب المياه من جبال روكي شرقًا عبر الصخور المافية (المعادن القاتمة) الغنية بالحديد تحت الأرض.
وهو ما يؤدي إلى تقسيم الهيدروجين الذي يُحتجز بعد ذلك في الخزانات تحت السطح في جميع أنحاء نيماها ريدج؛ ما يعني أن المورد يُمكن أن يكون متجددًا، وليس كمية ثابتة من الغاز.
وقالت شركة هاي تيرا: "يرتبط مشروع نيماها بقائمة طويلة من المشترين المحتملين المتصلين محليًا وإقليميًا عن طريق السكك الحديدية والطرق الحالية".
وأشارت إلى أن أكثر من 35% من الأمونيا القائمة على الهيدروجين المصنوعة في الولايات المتحدة تُنتَج بالقرب من موقع الحفر.
اكتشاف آخر للهيدروجين الطبيعي
في إنجاز آخر للشركات الأسترالية، اكتشفت غولد هيدروجين (Gold Hydrogen) مؤخرًا الهيدروجين الطبيعي بمستويات نقاء تصل إلى 95.8% في مواقع الحفر التابعة لها في جنوب أستراليا، وكذلك الهيليوم بنقاء يصل إلى 17.5%.
وكانت الشركة قد أشارت إلى أن "أفضل تقديراتها" لحجم الهيدروجين الطبيعي في مشروعها هو 1.3 مليون طن، وما يصل إلى 96 مليار قدم مكعّبة من الهيليوم.
ووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، وجدت "غولد هيدروجين" نفاذية عالية بشكل غير متوقع في التكوينات الصخرية تحت الأرض، بالإضافة إلى الهيدروجين في جميع المناطق السبع التي اختُبِرَت في البئر رامزي 2 (أي في أعماق مختلفة).
ويشير ذلك إلى أن التكوينات "تنتج السوائل والغازات المرتبطة بها"، أي إن الهيدروجين والهيليوم يُنتَجان باستمرار، وهو إنجاز مهم في إزالة المخاطر بالنسبة للشركة.
وقال المدير الإداري للشركة نيل ماكدونالد، إن مستوى 95.8% الموجود في البئر رامزي 2 هو الثاني بعد مستويات 98% التي شوهدت في مالي غرب أفريقيا، في بئر الهيدروجين الطبيعي المستغلة الوحيدة في العالم، حيث يُحرق الهيدروجين لتوليد الكهرباء لقرية مجاورة.
ما الهيدروجين الطبيعي؟
حسب تعريفه من جانب منصة الطاقة المتخصصة، يُطلَق الهيدروجين الطبيعي على الغاز الموجود بصورة حرة في طبقات الأرض الجوفية، وعادةً ما يُستخرج عبر عمليات الحفر، مثل التكسير المائي وحقن مزيج من المياه والرمال والمواد الكيميائية، في ضغط مرتفع، بهدف إطلاق الغاز من الصخور.
كما يُعرف باسم الهيدروجين الأبيض، لتمييزه عن الهيدروجين الأخضر المستخلص من الماء، والهيدروجين الأزرق المستخلص عبر حرق الوقود الأحفوري، مع استعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، وغيره من الأنواع.
كانت احتياطيات الهيدروجين الطبيعي غير معلومة، أو يصعب التحقق منها، خلال العقود الماضية، حتى أعلنت مالي اكتشاف أحد مواقع إنتاجه في عام 2012، ثم توالت المشروعات في مختلف أنحاء العالم.
وتشير دراسة حديثة إلى وجود ما يصل إلى 5 تريليونات طن من احتياطيات الهيدروجين الطبيعي داخل الخزانات الجوفية تحت الأرض في جميع أنحاء العالم، ما زالت غير مكتشفة حتى الآن.
وقد زاد الاهتمام باستخراج الهيدروجين من مكامنه الطبيعية في طبقات الأرض، نظرًا لأن أغلب الإنتاج المتداول عالميًا حاليًا يأتي من مصادر الوقود الأحفوري، ما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات خلال إنتاجه، في حين يأتي جزء ضئيل من عملية التحليل الكهربائي للماء باهظة التكاليف.
كما يتميز بانخفاض التكلفة مقارنةً بالهيدروجين الأزرق المنتج عبر حرق الوقود الأحفوري، مع احتجاز الكربون أو الأخضر المنتج عبر التحليل الكهربائي للماء.
موضوعات متعلقة..
- الاعتماد على الهيدروجين الطبيعي مستقبلًا يثير الجدل.. ما القصة؟
- الهيدروجين الطبيعي في أميركا يجذب الشركات الكبرى.. هل تكتمل ثورة "الأبيض"؟
- استخراج الهيدروجين الطبيعي يواجه تحديات.. وتحذير من خطر التسرب
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات نمو الطلب على النفط في 2025
- واردات إسبانيا من الغاز تنخفض 13% في 6 أشهر.. والجزائر تواصل هيمنتها
- قدرة الطاقة المتجددة تحتاج نموًا سنويًا 16.4%.. وتحذيرات من فشل أهداف 2030
- اتهام هيونداي بتزوير بيانات مبيعاتها الكهربائية.. وفولكس فاغن قد تغلق مصنعًا ضخمًا