تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

تأمين الطلب على الطاقة في موسم الحج يخفّض صادرات النفط السعودية

هبة مصطفى

دفع تأمين الطلب على الطاقة في موسم الحج باتجاه تسجيل السعودية أعلى انخفاض في إمدادات النفط العالمية، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.

وتسبّب معدل الطلب المحلي المرتفع في تقليص الرياض صادراتها، لتوفير التدفقات اللازمة لتلبية الاستهلاك الآخذ في الارتفاع خلال موسم الحج.

وتجاهلت تقارير إعلامية -اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- الإشارة إلى حجم الاستهلاك في موسم الحج الذي يشهد توافد ملايين المسلمين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، واكتفت بذكر تراجع تدفقات المملكة لما يقارب "نصف" الانخفاضات العالمية الشهر الماضي، دون توضيح أسباب.

وبصورة إجمالية، أشارت البيانات إلى أن إمدادات النفط العالمية شهدت تراجعًا إجماليًا، بنحو 1.08 مليون برميل يوميًا، خلال الشهر المذكور.

الاستهلاك في موسم الحج

يؤثر معدل الطلب على الطاقة في حجم إمدادات النفط المخصصة للتصدير، إذ تربطهما علاقة عكسية، وكلما زاد الطلب محليًا تلجأ الدول إلى تقليص الصادرات.

وطبّقت السعودية هذه المعادلة بنجاح خلال موسم الحج الأخير، في محاولة لتلبية طلب الملايين على الوقود والكهرباء مع زيادة الاستهلاك.

جانب من إضاءة الحرم المكي
جانب من إضاءة الحرم المكي - الصورة من Northeast Live

وتنشط حركة السفر الخارجي والداخلي خلال موسم الحج، ويرتفع معها الطلب على وقود الطائرات، وكذلك الطلب على التزود بوقود الحافلات والسيارات والعبارات، التي تقلّ الحجاج من أنحاء العالم ومن المدن والمحافظات الداخلية للمملكة.

ومن جانب آخر، قطن الملايين في غرف سكنية وفنادق، وامتلأت المرافق الدينية في محيط الحرمين المكي والمدني وغيرها من مساجد المملكة بوفود الحجاج، ما زاد حجم الطلب على الطاقة لتشغيل مبردات الهواء والكهرباء اللازمة للإنارة وخدمات الإنترنت وشحن الهواتف، ما يزيد الضغط على شبكات الكهرباء.

أداء قوي

انعكست المعطيات السابق ذكرها في تركيز وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان على تأمين الإمدادات اللازمة للوفاء بالطلب على الطاقة خلال موسم الحج وملايين المتوافدين، طبقًا لما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتطلّب حجم الاستهلاك المرتفع خلال مدة المناسك متابعة حثيثة من وزارة الطاقة التي لا تقتصر مهامها -فقط- على المشاركة في منظمة أوبك وتحالف أوبك+.

ولإنجاح هذه المهمة، كثّفت الهيئات المعنية جهودها للتوازن وتلبية الطلب على الطاقة، وما صاحبها من الحاجة إلى تأمين إمدادات البنزين والديزل من المصافي للمحطات وتزويد المطارات بوقود الطائرات، وضمان عدم تعرّض شبكة الكهرباء لأي انقطاعات.

وبلغ معدل استهلاك الكهرباء مستوى قياسيًا خلال موسم الحج المنصرم، وطبقًا لإعلان شركة الكهرباء السعودية فإن حجم الاستهلاك كان الأعلى في تاريخ مواسم الحج الفائتة، بما يعادل تزويد مدينة يسكنها 5 ملايين شخص بالإمدادات.

حجاج في مطار جدة السعودي
حجاج في مطار جدة السعودي - الصورة من The National

بيانات الصادرات

تزامن حجم الاستهلاك الهائل خلال موسم الحج مع ارتفاع في درجات الحرارة، ما تطلب تخصيص جزء من تدفقات النفط لتلبية الطلب المحلي مع تزايد حاجة محطات الكهرباء إلى الوقود وزيادة التوليد.

وجرت العادة أن تستهلك محطات الكهرباء السعودية تدفقات نفط أعلى خلال فصل الصيف، نظرًا إلى زيادة الطلب على تشغيل مبردات الهواء.

ويفسّر حجم الطلب على الطاقة الذي شهدته السعودية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، بالتزامن مع موسم الحج، أسباب تسجيل المملكة أكبر انخفاض في إمدادات النفط العالمية.

وصدرت المملكة بحرًا خلال الشهر المذكور 5.6 مليون برميل يوميًا، بتراجع قدره 529 ألف برميل يوميًا مقارنة بصادرات شهر مايو/أيّار البالغة 6.1 مليون برميل يوميًا، وفق ما نشرته بلومبرغ.

وعلى الصعيد العالمي، وصلت التدفقات الإجمالية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي إلى 38.02 مليون برميل يوميًا، بتراجع نسبته 1.08 مليون برميل يوميًا، مقارنة بصادرات شهر مايو/أيّار البالغة 39.09 مليون برميل يوميًا.

واقتنصت المملكة وحدها نصف الانخفاض الإجمالي، بجانب تسجيل انخفاض في التدفقات المنقولة بحرًا من كل من: العراق، وإيران، وبحر الشمال، وغيرها.

وارتفعت صادرات: البرازيل، وبحر قزوين، وقطر، وخام الأورال الروسي، وفنزويلا، وغيرها.

واستقبلت الصين، خلال الشهر الماضي، تدفقات عالمية تصل إلى 8.279 مليون برميل يوميًا، بتراجع قدره 60 ألف برميل يوميًا، مقارنة ببيانات الشهر السابق له.

ورغم الانخفاضات العالمية العالية التي سجلتها السعودية، فإن المملكة حلّت في مقدمة الدول المصدرة للنفط إلى الصين 1.267 مليون برميل يوميًا، بتراجع 281 ألف برميل عن الشهر السابق له.

وفي المرتبة الثانية، صدّر العراق 1.126 مليون برميل يوميًا إلى بكين، بزيادة 65 ألف برميل عن الشعر السابق له.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- صادرات النفط السعودي من عام 2022 حتى شهر يونيو/حزيران 2024:

صادرات النفط السعودي من 2022 حتى يونيو 2024

جهود إنتاجية

تسعى السعودية لضبط وتيرة إنتاجها بما يضمن توازن الأسواق وتلبية الطلب على الطاقة محليًا في آن واحد، واتخذت عملاقة الطاقة الحكومية "أرامكو" قرارًا مهمًا -نهاية يناير/كانون الثاني الماضي- بإعلان تجميد خطط زيادة الإنتاج إلى 13 مليون برميل يوميًا.

وأبقت المملكة على هدف إنتاج 12 مليون برميل يوميًا، ما استدعى تعليق بعض خطط الحفر الجديدة، وإنهاء مهام عدد من المنصات قبل الموعد المحدد لها.

وفي مطلع يوليو/تموز الجاري، ورغم محاولات تقليص الإنتاج (سواء المستهدفة من قبل أرامكو، أو طبقًا للتخفيضات الطوعية التي أقرتها المملكة ضمن حصص تحالف أوبك+)، أعلنت المملكة اكتشافات نفط وغاز جديدة.

وقال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن الاكتشافات تركزت في المنطقة الشرقية والربع الخالي، في حين أكدت أرامكو أنها اكتشفت حقلي نفط غير تقليدي، بالإضافة إلى مكمن للخام العربي الخفيف، وحقلان ومكمنان للغاز الطبيعي.

وشهدت السعودية أيضًا اكتشاف حقل "اللدام" بتدفقات من الخام العربي الخفيف جدا في بئر "لدام-2" تصل إلى 5 آلاف و100 برميل يوميًا، و4.9 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز.

وتضمنت الاكتشافات أصولًا نفطية أخرى هي: حقل الفروق وبئر "الفروق-4"، ومكمن "عنيزة" ب/ج"، وبئر "مزاليج-62"، بجانب اكتشافات غاز: حقل "الجهق"، ومكمن "العرب-ج" في بئر "الجهق-1"، وحقل الحيران، وحقل المحاكيك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق