تغير المناخ يضرب أوروبا.. طقس حار وأمطار وحرائق وفيضانات في شهر واحد
أسماء السعداوي
تستعد دول أوروبا لاستقبال موجة جديدة من الظواهر المناخية المتطرفة، الناتجة عن تغير المناخ خلال شهر يوليو/تموز المقبل (2024).
ويتوقع خبراء الأرصاد أن تشتد درجات الحرارة الحارقة في دول جنوب أوروبا وعلى رأسها اليونان وإسبانيا وإيطاليا خلال الشهر السابع، بحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وستشهد ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة درجات حرارة أقل من المتوسط، مع احتمالات أن ترتفع بنهاية الشهر.
واندلعت حرائق غابات في اليونان في يونيو/حزيران الجاري بعدما تجاوزت درجات الحرارة حاجز الـ40 مئوية، كما سيكون شمال إيطاليا ودول البلطيق والبلقان مركزًا لهطول أمطار غزيرة، مع تحذيرات من فيضانات مفاجئة.
تغير المناخ في أوروبا
لا تبشّر ظواهر المناخ المتوقعة بمنح أوروبا بعض الراحة من موجات الحر وحرائق الغابات التي تسيطر على أجزاء من القارة العجوز.
ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم آثار ظواهر الطقس المتطرفة عالميًا، ومن المتوقع أن يكون العام الجاري هو الأشد حرارة على الإطلاق.
ويستعد نصف الكرة الشمالي ومنه أوروبا لصيف حارق آخر، بعدما تسبب ارتفاع درجات الحرارة في العام الماضي (2023) في تهديدات لصحة الإنسان وموارد رزقه.
وربط خبير الأرصاد في شركة ماكسار تكنولوجيز (Maxar Technologies) ماثيو دروس، بين الطقس المتطرف في أوروبا، وارتفاع درجة حرارة المحيط الأطلنطي التي حطمت الأرقام القياسية في الأشهر الأخيرة، متوقعًا أن يُسهم الأخير في ارتفاع درجات الحرارة في جنوب شرق أوروبا.
وأوضح قائلًا، إن حالة سطح البحر عالميًا تؤدي دورًا في ضوء التفاعل الوثيق بين المحيطات والغلاف الجوي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويقول العلماء، إن تغير المناخ الناتج عن احتباس غازات الدفيئة المؤدية إلى ارتفاع حرارة الأرض، يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة، إذ تتصاعد الرطوبة من البحار الدافئة إلى الغلاف الجوي ثم تسقط في صورة أمطار.
اليونان وإيطاليا
بعدما استعرت حرائق الغابات في اليونان خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، ثمة خطر كبير باندلاع المزيد خلال الأسابيع المقبلة من جزيرتي يانتوريني وميكونوس إلى العاصمة أثينا.
وشهد يوما الخميس والجمعة 27 و28 يونيو/حزيران اندلاع حرائق كان لمنطقة ريثيمنو في جزيرة كريت نصيب منها، حينما طلبت الأجهزة المحلية من السكان الاستعداد لإخلاء المنطقة إذا لزم الأمر.
وعلاوة على ذلك، تستعد اليونان إلى عطلة نهاية أسبوع عسيرة، إذ إن نحو نصف البلاد المطلة على البحر المتوسط في خطر عالٍ أو عالٍ للغاية من اندلاع حرائق غابات اليوم السبت (29 يونيو/حزيران)، وفق وكالة بلومبرغ.
وشملت قائمة الدول التي تعرّضت لحرائق غابات ضخمة في عام 2023، اليونان، وكرواتيا، وإيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، والجبل الأسود، والبرتغال، وتركيا.
وكشفت نتائج دراسة نُشرت في يونيو/حزيران الجاري، أن عدد حرائق الغابات المتطرفة وحجمها تضاعفا خلال الأعوام الـ20 الماضية، ومن المتوقع أن يرتفع عدد تلك الحرائق على مستوى العالم بنسبة 50% بحلول 2030، وفق تقديرات برنامج البيئة العالمي.
وفي يوليو/تموز (2024) -أيضًا-، ستكون المنطقة الشمالية من إيطاليا ودول البلقان والبلطيق مركزًا لأمطار غزيرة، إذ سيلتقي الهواء البارد من شمال أوروبا مع الساخن القادم من جنوب شرقها.
وعن ذلك، يقول كبير خبراء الأرصاد في شركة "أكيو ويزر" (AccuWeather) تيلر رويس، إنه من المرجح أن تشهد المنطقة جولات من العواصف الشديدة التي قد تأتي برياح مدمرة وبرد وفيضانات مفاجئة.
وفي الأجزاء الأخرى من أوروبا ومنها المملكة المتحدة وفرنسا، سيكون معدل هطول الأمطار في يوليو/تموز دون المتوسط.
تهديد نظامي
أرسل أول تقييم شامل لمخاطر تغير المناخ في أوروبا المنشورة نتائجه في مايو/أيار (2024)، رسالة واضحة مفادها بأن الأمر وصل لمرحلة حرجة ويتطلب اتخاذ صنّاع السياسات خطوات حاسمة.
وفاز تيار اليمين بالانتخابات البرلمانية في أوروبا حديثًا، ما يهدد أهداف القارة المناخية التي تسعى لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وأيضًا الخروج من براثن أزمة الطاقة التي أعقبت غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022.
وحذّرت وكالة البيئة الأوروبية من الوصول إلى مستويات خطرة وكارثية بحلول نهاية القرن الحالي إذا لم تُتخذ إجراءات حاسمة على الفور، لافتة إلى أن مئات الآلاف من المواطنين قد يلقون مصرعهم جراء موجات الحر.
وكشفت وثائق حديثة أن الاستعداد لمخاطر الاحتباس الحراري لم يعد أولوية بين زعماء الاتحاد الأوروبي، يأتي ذلك في وقت أصبح فيه الجفاف وحرائق الغابات وارتفاع درجات الحرارة أكثر تواترًا وقسوة.
واختفى سطر يدعو إلى الاستعداد للحقائق الجديدة الناتجة عن تغير المناخ من أولويات سياسة الاتحاد الأوروبي خلال السنوات الـ5 المقبلة، وفق تقرير لصحيفة "بوليتيكو" (politico) الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت تلك الدعوة موجودة قبل الانتخابات ضمن قائمة الخطوات المأمولة لحكومات دول الاتحاد البالغ عددها 27 خلال المدة بين عامي 2024 و2029.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي: سياسات تغير المناخ غير منطقية.. ومصطلحات "طاقة متجددة ومستدامة" للتسويق فقط
- ما علاقة تغير المناخ بشراء ولايات أميركية الغاز المسال من قطر والجزائر؟ (تقرير)
- تغير المناخ يفاقم حرائق الغابات في أميركا.. وإجراء غريب لمواجهة الأزمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تمويل المناخ.. دولة أفريقية تقدم حلًا مبتكرًا لدعم الشركات المستدامة (تقرير)
- عدد حفارات النفط الأميركية ينخفض لأقل مستوى منذ ديسمبر 2021
- ألمانيا تسعى لاستيراد الهيدروجين الأخضر من المغرب.. ومحطة تجريبية قريبًا
- الأردن يعلن اكتشافات غاز تكفي الكهرباء لعشرات السنين