تقنية جديدة لإعادة تدوير الألواح الشمسية في صناعة الأحذية والخرسانة

أسماء السعداوي

2024-06-18

0 671

نجحت شركة تايوانية ناشئة في تطوير تقنية جديدة لإعادة تدوير الألواح الشمسية، لتحقيق الاستفادة المثلى من المكونات الثمينة عبر تدوير 100% منها دون إطلاق أي انبعاثات ملوثة للبيئة وبتكلفة منخفضة -أيضًا-.

ووفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستعمل الشركة، وهي "تي إس جي سي تكنولوجيز" (TSGC)، جهازًا إلكترونيًا لإعادة التدوير يستغل تقنية الذكاء الاصطناعي لفصل المكونات يُطلق عليه "بي في سيركيوليتور" (PV Circulator).

وتعزيزًا للشفافية والاقتصاد الدائري، تدعم بيانات إعادة التدوير غير القابلة للتغيير دقة "جواز سفر المنتج الرقمي"، وهو سجل رقمي لدورة حياة المنتج الفريد لتخزين بيانات التتبع الرئيسة، ويوفر سهولة أكبر لمصادقة المنتجات ونقل الملكية والوصول إلى الخدمات مثل إعادة البيع والإصلاح وإعادة التدوير.

وباستعمال الجهاز الفريد من نوعه، أصبح بالإمكان إنتاج الخرسانة من الزجاج الشمسي، والأحذية الرياضية -أيضًا- من خلال إعادة تدوير الألواح الشمسية.

إعادة تدوير الألواح الشمسية 100%

نجحت شركة "تي إس جي سي تكنولوجيز" في توفير حل مستدام لمواجهة تحديات تواجهها سلاسل إمداد صناعة الطاقة الشمسية أجمع عبر إعادة تدوير الألواح.

وبينما توجيه إعادة تدوير نفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية الصادر عن الاتحاد الأوروبي (WEEE) يتطلب إعادة تدوير 80% فقط من الألواح الشمسية، فإن الشركة التايوانية نجحت في سد تلك الفجوة لتُعيد تدوير كامل المكونات بنسبة 100%.

ويمكن لجهاز إعادة التدوير معالجة وحدة شمسية واحدة في الدقيقة عبر استهلاك 5 كيلوواط/ساعة فقط، وتصل الطاقة الإنتاجية السنوية للجهاز إلى 10 آلاف طن.

ويعمل الجهاز على مدار الساعة دون توقف أو تدخل بشري، ودون إضافة كيماويات أو استعمال حرارة أو مياه، وبالتالي لا ينتج عنه أي انبعاثات، وفق ما جاء في الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة.

وعلاوة على خفض تكاليف التشغيل والمكاسب الاقتصادية لإعادة تدوير الألواح الشمسية عند انتهاء عمرها التشغيلي، يتميز الجهاز الجديد بكونه صغيرًا، ما يسّهل نقله في أي مكان.

جهاز إعادة تدوير الألواح الشمسية - الصورة من موقع شركة "تي إس جي سي تكنولوجيز"

قدرات واعدة

تفصيليًا، يستخرج الجهاز مكونات الألواح الشمسية ولا سيما الخلايا والمواد اللاصقة والألومنيوم والزجاج وصناديق التجميع، ليحتفظ بقيمة المواد المستخرجة لإعادة استعمالها في تطبيقات أخرى مفيدة.

ولا يقتصر الأمر على إعادة تدوير الألواح الشمسية فحسب، وإنما أفسحت التقنية الطريق لإعادة التعيين الإبداعي للمكونات الشمسية المنتهي عمرها الافتراضي -أيضًا- عبر الاحتفاظ بالخصائص الفيزيائية للمكونات.

وأصبح بالإمكان استعمال زجاج الألواح الشمسية في إنتاج الخرسانة، وهو ما يقلل الحاجة إلى استعمال الأسمنت بنسبة تصل إلى 50%، وهو ما يقلل الانبعاثات الناتجة عن الأسمنت ويزيد قوة الخرسانة -أيضًا-.

بالإضافة إلى ذلك، أعادت الشركة تدوير مادة أسيتات الإيثيلين-فينيل "إيفا" التي تستعمل لتغليف الألواح الشمسية.

ومن المتوقع أن يصل حجم السوق العالمية لمادة "إيفا" إلى 6.16 مليون طن بحلول عام 2019، بمعدل سنوي مركب يبلغ 5.09% بين عامي 2024 و2029.

ويُستعمل 11% من "إيفا" في الألواح الشمسية، و50% في الأحذية الرياضية، وإلى الآن ثمة شُح في المادة المعاد تدويرها بالسوق.

ولكن بفضل تقنية الشركة التايوانية المبتكرة، يمكن للمستهلكين أن يرتدوا الأحذية الرياضية المصنوعة من الألواح الشمسية المُعاد تدويرها، وفق تقرير منصة "كيم يوروب" (chemeurope)، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبذلك، تضمن الطريقة الجديدة أن تظل مواد الألواح الشمسية المنتهية صالحة للاستعمال ومستمرة داخل الاقتصاد الدائري، وهو ما يطيل عمر المكونات بعد وصولها لمرحلة النفايات.

الاقتصاد الدائري

لتتبع مسار المواد المُعاد تدويرها، تعمل شركة "تي إس جي سي" مع شركة "داويه تكنولوجي" (Daoyih Technology) لتطوير برنامج "إيزي سايكل دوت أونلاين" (EasyCycle.Online)، لتتبع مسار رحلة إعادة تدوير الألواح الشمسية وجمع البيانات الدقيقة الخاصة بإعادة التدوير، وهو ما يدعّم جواز سفر المنتج الرقمي الذي أقره الاتحاد الأوروبي.

وعبر الجمع بين خبرات الشركة التايوانية في إعادة التدوير، يمكن للبرنامج الجديد تتبع الوحدات الشمسية منتهية الصلاحية، وتقديم معلومات تفصيلية حول إعادة تدويرها وبصمتها البيئية وتقييم دورة الحياة، ما يضمن الاستدامة والشفافية ومستقبلًا أكثر مراعاةً للبيئة.

بدوره، أعرب المؤسس المشارك، الرئيس التنفيذي لشركة "تي إس جي سي"، أندرو تشيا تسونغ هونع، عن الالتزام بحلول إعادة تدوير الألواح الشمسية وهدف تقليل الأثر البيئي للألواح المنتهي عمرها الافتراضي، مع التركيز بصورة رئيسة على "إحداث ثورة" في طريقة إعادة التدوير، عبر التحول من الطرق التقليدية التي تستعمل المواد الكيماوية والحرارة إلى طريقة أكثر استدامة.

وإذ لفت إلى أن مركز القوة الرئيس للشركة يكمن في جهاز إعادة التدوير الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، قال إن النهج المبتكر للشركة الناشئة واجه تحديات في التمويل وضمان الامتثال للوائح الكثيرة حول العالم، بالإضافة إلى الشكوك حول نجاح التجربة، ما تطلب جهودًا مستمرة للتحسين، لأن الابتكارات تستغرق وقتًا حتى اعتمادها الكامل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..