التخلص من محطات الكهرباء بالفحم والتحول إلى الطاقة المتجددة مُكلف (دراسة)
حياة حسين
وجدت دراسة حديثة أن التخلص من محطات الكهرباء بالفحم خاصة في الدول النامية والتحول إلى الطاقة المتجددة يواجه العديد من التحديات، أبرزها التكلفة الباهظة والتمويل.
وكشفت الدراسة، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، عن أن الدعم المقدم إلى الوقود الأحفوري في البلدان النامية يمثّل عقبة أمام تحقيق هدف التحول إلى الطاقة المتجددة، وعنصرًا جوهريًا لإطالة عمر محطات الفحم.
وأشارت الدراسة إلى أن 800 محطة كهرباء تعمل بحرق الفحم، بُنيت خلال مدة تتراوح بين 15 وأكثر من 30 عامًا، قابلة أن تحل محلها محطات طاقة شمسية نظيفة بدءًا من نهاية العقد الحالي (2030).
وشددت الدراسة، التي أجراها معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي (IEEFA)، على أن محطات الكهرباء بالفحم التي لا تتمتع أصولها بدعم حكومي لديها فرص للتحول إلى الطاقة النظيفة، خلال السنوات الـ5 المقبلة، موضحة أن تلك المحطات ليست لديها فرصة للتحول فحسب، وإنما لتحقيق ربح على الاستثمارات المرتقب ضخها في هذه العملية.
انبعاثات محطات الكهرباء بالفحم
تنتج محطات الكهرباء بالفحم 15.5 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، لتوليد 2000 غيغاواط من الكهرباء على مستوى العالم.
وترى وكالة الطاقة الدولية أنه للسيطرة على الحرارة، إذ لا تزيد على 1.5 درجة مئوية عن مستواها قبل الثورة الصناعية، فلا بد من العمل على ضرورة تحقيق الحياد الكربوني في 2050.
ووفق دراسة معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، المنشورة على الموقع الإلكتروني للمعهد، أمس الإثنين 17 يونيو/حزيران 2024، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب تحويل محطات الفحم إلى الطاقة المتجددة.
وأكدت الدراسة أن هذا التحويل يتسم بارتفاع تكلفته، خاصة بالنسبة إلى المحطات التي ما تزال محملة بالديون، أو تلك المرتبطة باتفاقيات بيع الكهرباء المولدة، وفق ما نقلته وكالة رويترز عن الدراسة.
وحثّت الدراسة الحكومات على البحث عن وسيلة لسداد التمويل اللازم لتحويل محطات الكهرباء بالفحم إلى إنتاج طاقة نظيفة، مثل بنك التنمية الآسيوي Asian Development Bank من خلال آلية تحول الطاقة.
وحددت الدراسة 800 محطة طاقة تعمل بالفحم في الدول النامية قابلة لعملية التحول، مشيرة إلى أن 600 منها أُنشئت قبل 30 عامًا أو أكثر، وكثير منها ما يزال محملًا بأعباء ديون، لكنها لم تعد مرتبطة باتفاقيات بيع الكهرباء.
وترى الدراسة أنه بكفاءة محطات الطاقة المتجددة وهامش الربح الذي يمكن تحقيقه، يستطيع مستثمرو تحويل محطات الكهرباء بالفحم إليها تدبير تكلفة التحول في المحطات الـ600.
وترى الدراسة أنه لا توجد مشكلات قد تقف حائلًا أمام المحطات الـ200 المتبقية الحديثة نسبيًا، التي يقل عمرها عن 30 عامًا، إذ يمكن ربحية المحطات المتجددة تعويضها، "لكن تظل المشكلة في الدعم الحكومي للوقود الأحفوري الذي يرفع من قيمة الأصول".
الاستثمارات الحديثة
خلصت دراسة معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، إلى أن التخلص من محطات الفحم، والتحول إلى بناء محطات طاقة متجددة مكانها، سيكون صعبًا على جانب التمويل، خاصة في البلدان النامية التي ما زالت تستثمر في تلك المحطات مثل فيتنام، والهند التي يشهد معدل توليد الكهرباء بالفحم فيها ارتفاعًا قياسيًا، ما يضع ضغوطًا على حكومتها، لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
وتعوّل الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا على الفحم في توليد الكهرباء لسد الطلب المتنامي على الطاقة، سواءً على مستوى الأفراد أو حتى القطاعات التصنيعية، رغم التزامها بالأهداف المناخية عبر خفض الانبعاثات إلى 45% بحلول عام 2030، بالإضافة إلى تحقيق نحو 50% من السعة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة.
ونما معدل توليد الكهرباء بالفحم في الهند خلال مايو/أيار (2024) بأسرع وتيرة له خلال الأشهر الـ7 السابقة، وارتفع بنسبة 13% من عام سابق إلى 119.54 تيراواط/ساعة في مايو/أيار (2024)، وفق بيانات صادرة عن هيئة الكهرباء المركزية (Central Electricity Authority) المعروفة اختصارًا بـ"سي إي إيه" (CEA)، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعرّضت العديد من البلدان التي تتوسع في استعمال محطات الكهرباء بالفحم إلى حملات نقد من نشطاء البيئة والمناخ بسبب التلوث الناجم عن هذه المحطات.
وقال قائد فريق عمل الدراسة باول جاكوبسون: "إن بعض الشركات تواصل بناء محطات الفحم الجديدة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى الحصول على امتيازات لتدشين مشروعات طاقة متجددة، يجب ألا يُسمح لها بذلك".
موضوعات متعلقة..
- مخزونات الفحم الحراري الأوروبية عند أدنى مستوياتها في عامين.. ما السبب؟
-
مصر والمغرب والسعودية ضمن 7 دول عربية تشتري الفحم والنفط والغاز الروسي
اقرأ أيضًا..
- أكثر الدول تطويرًا لطاقة الرياح في أفريقيا.. سيطرة عربية بقيادة مصر (تقرير)
-
أسعار البنزين في أميركا قد تدفع بايدن إلى السحب من احتياطي النفط الإستراتيجي
-
أكثر الدول العربية امتلاكًا لسعة الطاقة الكهرومائية قيد التشغيل (إنفوغرافيك)