استثمارات المحللات الكهربائية للهيدروجين قد تقفز 140% خلال 2024
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- إنتاج الهيدروجين عبر التحليل الكهربائي للماء ما زال ضئيلًا في العالم.
- الصين تقود استثمارات المحللات الكهربائية بنسبة 40% في عام 2024.
- استثمارات التحليل الكهربائي في أوروبا قد ترتفع بنسبة 120% خلال العام.
- قانون خفض التضخم يخصص إعفاءات ضريبية لدعم الهيدروجين منخفض الكربون.
- السعودية تستعد لتشغيل أكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات عالميًا بحلول 2026.
تزايدت إعلانات استثمارات المحللات الكهربائية للهيدروجين خلال العامين الماضيين بقيادة الصين، وسط منافسة كبيرة بين دول العالم لحجز مقاعدها في سوق الوقود الأخضر التي لا تزال ناشئة حتى الآن.
وبحسب تقرير حديث اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن، من المتوقع ارتفاع الاستثمار العالمي في المحللات الكهربائية المستعملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة 140% لتصل إلى 5 مليارات دولار خلال عام 2024.
ولم تحظَ استثمارات المحللات الكهربائية للهيدروجين باهتمام عالمي كبير خلال العقود الماضية، مع شيوع إنتاجه عبر حرق الوقود الأحفوري، لكن هذه الطريقة صارت محل انتقادات بيئية متصاعدة منذ سنوات لما ينتج عنها من انبعاثات في أثناء حرق الغاز أو تغويز الفحم.
في المقابل، ثمة إلحاح دولي متصاعد لإنتاج الهيدروجين من الماء بدلًا من الوقود الأحفوري، وذلك عبر عمليات التحليل الكهربائي التي تعمل على فصل ذرات الهيدروجين عن الأكسجين اعتمادًا على كهرباء مولدة من الطاقة المتجددة.
ورغم كثافة المطالبات البيئية بالتوسع في استخلاص الهيدروجين من الماء بوساطة المحللات الكهربائية، فإن حصته من إجمالي الإنتاج العالمي للهيدروجين لا تتجاوز 0.1% أو ما يعادل 100 ألف طن فقط من إجمالي 95 مليون طن في عام 2022، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ويرجع السبب في ضعف إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا إلى ارتفاع تكلفة المحللات الكهربائية بصورة باهظة وهي الجزء الأكبر في معادلة التكاليف إلى جانب تكلفة كميات الكهرباء المتجددة الكبيرة اللازمة لإنتاجه.
استثمارات المحللات الكهربائية للهيدروجين في الصين
تتنافس الولايات المتحدة وأوروبا مع الصين على زيادة قدرة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين عبر برامج تحفيز ضخمة مثل التي أقرها قانون خفض التضخم الأميركي عام 2022.
وبلغت القدرة العالمية للتحليل الكهربائي للهيدروجين 2 غيغاواط فقط في عام 2023، لكن الصين تخطط لإضافة 2.5 غيغاواط وحدها من التركييات الجديدة خلال عام 2024، ما يزيد مرة ونصف المرة عن القدرة المركبة في عام 2023 والبالغة 1 غيغاواط.
بينما تبلغ قدرة التحليل الكهربائي في أميركا -حاليًا- قرابة 116 ميغاواط فقط، لكن لديها مشروعات معلنة يمكنها أن ترفع هذه القدرة إلى 4.52 غيغاواط إذا تحولت إلى مراحل التنفيذ، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وتوقع تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية (يونيو/حزيران 2024) زيادة استثمارات المحللات الكهربائية للهيدروجين في الصين بنسبة 140% لتتجاوز ملياري دولار خلال عام 2024، ما يمثل 40% من إجمالي الاستثمارات العالمية في القطاع.
وتخطط الصين لتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا منخفضة الكربون في عام 2024، بتكلفة استثمارية تصل إلى 900 مليون دولار وقدرة إنتاجية تصل إلى 32 ألف طن سنويًا.
كما يتوقع أن يدخل 20 مشروعًا لإنتاج الهيدروجين عبر التحليل الكهربائي إلى حيز التشغيل بحلول عام 2026، بقدرات مجمعة تصل إلى 6.9 غيغاواط، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
استثمارات أوروبا وأميركا في 2024
من المتوقع أن تشهد استثمارات المحللات الكهربائية للهيدروجين في أوروبا زيادة بنسبة 120% إلى 1.5 مليار دولار خلال عام 2024، ما يمثل أقل من ثلث الاستثمار العالمي.
وتضم قائمة المشروعات الكبرى المخططة للمحللات الكهربائية في أوروبا، مشروع شركة غالب "GALP" الذي تطور في ميناء سينس في البرتغال بقدرة إنتاجية تصل إلى 15 ألف طن سنويًا وتكلفة تتجاوز 270 مليون دولار، كما تخطط السويد لإنشاء مصنع للصلب يعمل بالهيدروجين منخفض الانبعاثات بتكلفة تصل إلى 7 مليارات دولار.
على الجانب الآخر، من المتوقع ارتفاع استثمارات المحللات الكهربائية للهيدروجين في الولايات المتحدة بنسبة 120% إلى مليار دولار خلال عام 2024، ما يمثل 15% من الاستثمار العالمي.
وتحظى مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في أميركا بإعفاءات ضريبية على الإنتاج لمدة 10 سنوات بواقع 3 دولارات لكل كيلوغرام من الهيدروجين منخفض الانبعاثات.
وهناك عدد ضخم من المشروعات المعلنة قيد التطوير حاليًا، بما في ذلك مصنع لإنتاج الهيدروجين السائل بتكلفة 550 مليون دولار في ولاية أريزونا تطوره شركة فورتسكو (Fortescue) بقدرة إنتاجية تصل إلى 11 ألف طن سنويًا بداية من عام 2026.
كما تخطط الشركة ذاتها لاستثمار 150 مليون دولار في مشروع محلل كهربائي في أستراليا متوقع تشغيله على مرحلتين الأولى عام 2025، والثانية عام 2028.
وخارج أوروبا وأميركا، تطور السعودية أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات في العالم بمدينة نيوم على البحر الأحمر، ومن المتوقع تشغيله بحلول عام 2026، بتكلفة استثمارية تصل إلى 8.4 مليار دولار.
وفي سلطنة عمان، تخطط شركة إيه سي إم إي غروب الهندية (ACME Group) لضخ استثمارات في مشروع هيدروجين منخفض الانبعاثات بتكلفة 480 مليون دولار، سيبدأ تشغيله في عام 2025.
موضوعات متعلقة..
- قدرة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين في أميركا قد تقفز إلى 4.5 غيغاواط
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين قد يتجاوز 220 ألف طن سنويًا
- قدرة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين قد ترتفع إلى 175 غيغاواط بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- كيف تؤمّن تركيا الطاقة إلى أوروبا رغم ضعف إمكاناتها من النفط والغاز؟ (تقرير)
- سفينة إعادة تغويز في طريقها لمصر.. وتطورات مهمة باستيراد الغاز المسال
- استثمارات الطاقة في الشرق الأوسط قد ترتفع إلى 200 مليار دولار سنويًا
- أكبر محطات الطاقة الشمسية عالميًا.. دولتان عربيتان في القائمة (إنفوغرافيك)