أخبار الهيدروجينسلايدر الرئيسيةهيدروجين

تكلفة مشروع الهيدروجين الأخضر تثير معارضة عنيفة في فرنسا

دينا قدري

يواجه مشروع الهيدروجين الأخضر المخطط له في موقع محطة لتوليد الكهرباء بالفحم على الحدود بين فرنسا وألمانيا، معارضة عنيفة حول جدواه، في ظل تكلفته المرتفعة للغاية.

وكانت شركة غازل إنرجي الفرنسية (GazelEnergie) قد خططت لاستعمال موقع محطة توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم "إيميلي يوشيه"، المقرر إغلاقها نهائيًا في عام 2027، لبناء ما يسمى مشروع "إيميل هاي".

ووفق البيانات المالية التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المقرر أن تبلغ تكلفة هذا المشروع نحو 780 مليون يورو (844 مليون دولار).

وستُجرى عمليات بناء مشروع الهيدروجين الأخضر على مرحلتين بقدرة 200 ميغاواط، بدءًا من خريف العام المقبل (2025)، وستكون إحداهما قيد التشغيل بين عامي 2027 و2028.

مشروع الهيدروجين الأخضر في فرنسا

ستغذّي منشأة الهيدروجين الأخضر بعد ذلك شبكة خطوط أنابيب بين فرنسا وألمانيا، التي اتخذ الجانب الفرنسي منها بالفعل قرار الاستثمار النهائي، من أجل تزويد شركة الصلب الألمانية شتال هولدينغ سارلاند (Stahl-Holding-Saarland) بما يكفي من الهيدروجين لإزالة الكربون من عملياتها.

وتطرح شركة الصلب الألمانية -حاليًا- مناقصة لشراء 50 ألف طن من الهيدروجين الأخضر لاستعمالها في مصنع الحديد المختزل المباشر المخطط له في سارلاند بألمانيا، بالقرب من الحدود الفرنسية.

ومع ذلك، حذّر أصحاب المصلحة في تعليقاتهم جزءًا من المشاورة العامة، من أن مشروع الهيدروجين الأخضر "إيميل هاي" باهظ الثمن بصورة لا تُصدق، حتى بالمقارنة مع مشروعات الهيدروجين الأخضر الكبيرة الأخرى في فرنسا.

ومن المقرر أن تبلغ تكلفة مشروع الهيدروجين الأخضر "إيميل هاي" 780 مليون يورو (844 مليون دولار)، لكنه ينتج فقط نحو 56 ألف طن من الهيدروجين سنويًا.

وقدّر أحد المشاركين في المشاورة العامة بشأن المشروع، أن هذا يعني إنفاق 139 مليون يورو (150 مليون دولار) لكل 10 آلاف طن من الطاقة الإنتاجية السنوية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).

محطة توليد الكهرباء بالفحم "إيميلي يوشيه"
محطة توليد الكهرباء بالفحم "إيميلي يوشيه" - الصورة من منصة "لا غازيت"

هل تكلفة المشروع باهظة؟

أشار التعليق في المشاورة العامة إلى أن مشروعات أخرى في فرنسا، مثل نورماند هاي بقدرة 28 ألف طن سنويًا بتكلفة 240 مليون يورو (260 مليون دولار)، وثيونفيل بقدرة 56 ألف طن سنويًا بتكلفة 500 مليون يورو (541 مليون دولار)، أقل تكلفة بنسبة 50% على الأقل من "إيميل هاي"، على الرغم من استعمال تقنية التحليل الكهربائي نفسه وامتلاك "غازيل إنرجي" للأرض بالفعل.

وهو ما ردت عليه شركة "غازيل إنرجي" بأن شركة إير ليكيد (Air Liquide)، المطوّرة لـ"نورماند هاي"، راجعت منذ ذلك الحين تقديراتها لتكلفة المشروع إلى أكثر من 400 مليون يورو (433 مليون دولار)، ما جعل تكلفة استثمارها لكل 10 آلاف كيلوغرام من الهيدروجين أعلى من تكلفة "إيميل هاي".

ومع ذلك، فقد أثارت التكلفة المرتفعة تساؤلات حول ما إذا كانت شركة الصلب الألمانية شتال هولدينغ سارلاند، ستلتزم فعليًا بالشراء الكامل، أم ستختار كميات أرخص من مشروع مختلف.

وأشار العديد من المشاركين إلى أن مشروعًا مختلفًا واسع النطاق للهيدروجين الأخضر تطوره شركة فيسو إنرجي (Verso Energy) في المنطقة نفسها، يمكن أن يمثّل منافسًا لمبيعات الهيدروجين إلى شتال هولدينغ سارلاند.

ويسعى هذا المشروع إلى الحصول على 100 ميغاواط بين عامي 2027 و2028، وترتفع إلى 300 ميغاواط بحلول عام 2030، لكن من المقرر أن يتكلّف 450 مليون يورو (488 مليون دولار) فقط، ما يشير إلى أنه يمكن بيع الهيدروجين بتكلفة أقل لسداد المقرضين والمستثمرين.

وأثار تعليق آخر أن شتال هولدينغ سارلاند، التي فتحت مناقصة لشراء 50 ألف طن من إمدادات الهيدروجين في مارس/آذار، قد تستمر في الشراء من "إيميل هاي"، ولكنها تختار تنويع إمداداتها بين منتجي الهيدروجين الأخضر، ما يعني أن الاستحواذ الكامل غير مضمون.

مخاوف أخرى

تساءلت العديد من التعليقات في المشاورة العامة بشأن مشروع "إيميل هاي" عما إذا كانت هناك موارد كافية، خاصةً شبكات المياه والكهرباء، لدعم مشروعين كبيرين للتحليل الكهربائي في المنطقة نفسها.

وأشارت "غازيل إنرجي" إلى أن المياه التي ستستعملها هي وفيرسو إنرجي في مشروعاتهما مخصصة للاستهلاك الصناعي بسبب الجودة، مؤكدة أنها ستشارك في مشاورة أخرى مستمرة من قبل شبكة نقل الكهرباء الفرنسية (RTE) بشأن خطتها لتوسيع الشبكة.

وأشار بعض المشاركين -أيضًا- إلى مشكلات محتملة تتعلق بخطط شركة "غازيل إنرجي" لتحويل آخر غلاياتها التي تعمل بالفحم في محطة "إيميلي يوشيه" إلى الكتلة الحيوية، مع عدم اليقين حول ما إذا كانت المنشأة ستستعمل توليد الكهرباء في الموقع خلال أوقات الطلب المرتفع على الشبكة لتشغيل أجهزة التحليل الكهربائي.

وتعهدت الشركة بعدم تشغيل أجهزة التحليل الكهربائي خلال أوقات ارتفاع الطلب على الشبكة، مشيرة في ردها إلى أن الكهرباء ستكون مكلفة للغاية.

وأثارت العديد من التعليقات -أيضًا- مخاوف بشأن السلامة، مع العديد من الأسئلة حول ما يمكن أن يحدث إذا توقف الإنتاج فجأة، أو تعطلت الضواغط، أو لم يعد من الممكن الحفاظ على ضغط خطوط الأنابيب، من بين المخاطر المحتملة الأخرى.

وأشارت "غازيل إنرجي" إلى أنه لن يكون هناك تخزين في الموقع، مضيفة أنه لن يكون هناك سوى 5 أطنان حدًا أقصى من الهيدروجين في الموقع في أي وقت، وهو الحد الأدنى في توجيهات الاتحاد الأوروبي للصحة والسلامة الصناعية.

ومع ذلك، لا يبدو أنها تقدم تفسيرات مفصلة لكيفية إدارة وفرة المخاطر التي أبرزها المشاركون، إذ طالبت وكالة الاستشارات البيئية المستقلة في فرنسا (CNDP) بمزيد من المعلومات من "غازيل إنرجي" والأطراف الثالثة ذات الصلة، حول تقديرات التكلفة لمشروع "إيميل هاي".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق