حصة الطاقة المتجددة في لاتفيا ترتفع إلى 75% من مزيج الكهرباء (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- الطاقة الكهرومائية تستحوذ على أكثر من نصف توليد الكهرباء في لاتفيا
- الغاز الطبيعي يستحوذ على 37% من مزيج توليد الكهرباء عام 2023
- حصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية أقل من 7.5%، لكنها الأسرع نموًا
- تعزيز الطاقة المتجددة في لاتفيا يمكن أن يخلّصها من الاعتماد على روسيا
- لاتفيا تنشئ وزارة متخصصة للطاقة والمناخ، وتطلب عضوية وكالة الطاقة
ثمة اتجاه لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة في لاتفيا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية؛ لتقليل الاعتماد على واردات غاز موسكو في المديين المتوسط والطويل.
وأظهر تقرير تحليلي حديث -حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه، ومقرّها واشنطن- ارتفاع حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء بدولة لاتفيا من 55% عام 2010، إلى 76% عام 2022.
وتستحوذ الطاقة الكهرومائية على الحصة الكبرى من مصادر توليد الطاقة المتجددة في لاتفيا بنحو 55%، تليها الطاقة الحيوية ثم طاقة الرياح، بينما ما يزال التوليد من الطاقة الشمسية متواضعًا، لكنه يظل الأكثر نموًا بين جميع المصادر.
وقفزت حصة الطاقة الحيوية والنفايات من مزيج الكهرباء في البلاد من 1% عام 2010 إلى 16% عام 2022، بينما قفزت حصة طاقة الرياح من 0.37% إلى 3.8%.
أمّا حصة الغاز الطبيعي من توليد الكهرباء في لاتفيا، فقد انخفضت من 45% إلى 24% خلال المدة نفسها (2010- 2012)، بحسب التقرير.
قدرة الكهرباء في لاتفيا 2023
بلغ إجمالي قدرة توليد الكهرباء في لاتفيا قرابة 3.17 غيغاواط في عام 2023، استحوذت الطاقة الكهرومائية وحدها على أكثر من نصفها، أو ما يعادل 1.6 غيغاواط.
وبلغت قدرة التوليد الغاز الطبيعي في المركز الثاني قرابة 1.15 غيغاواط من إجمالي توليد الكهرباء في بلد صغير يقع بمنطقة بحر البلطيق، ولا يتجاوز سكّانه مليوني نسمة.
وتأتي مصادر الكتلة الحيوية في المركز الثالث بنحو 0.17 غيغاواط، تليها طاقة الرياح بالمركز الرابع بنحو 0.16 غيغاواط، ثم الطاقة الشمسية بنحو 0.06 غيغاواط، بحسب تقرير مراجعة شامل لقطاع الطاقة في لاتفيا صادر عن وكالة الطاقة الدولية (27 مايو/أيار 2024).
ورغم توافر الطاقة الكهرومائية، لكن معدلات النمو المسجلة في التوليد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ما زالت الأسرع بين جميع مصادر التوليد في لاتفيا.
وارتفع التوليد من طاقة الرياح بنسبة 90% على أساس سنوي خلال عام 2023، وكذلك قفزت قدرة من الطاقة الشمسية بنسبة 350% مقارنة بعام 2022، بحسب التقرير.
كهربة النقل والمباني تحتاج إلى المزيد
رغم الجهود المبذولة لتيسير العقبات أمام انتشار جميع مصادر الطاقة المتجددة في لاتفيا، فإنها ما زالت بحاجة إلى تسهيل التصاريح وتحديث البنية التحتية حتى تتخلص من واردات الغاز والكهرباء الروسية.
كما يمكن للتوسع في نشر مصادر الطاقة المتجددة في لاتفيا أن يمثّل أساسًا قويًا لدفع خطط خفض الانبعاثات على مستوى الاقتصاد وتحقيق هدف البلاد الطموح -المُحدَّث مؤخرًا- لتوفير 60% من استهلاكها النهائي للطاقة من المصادر المتجددة وحدها بحلول عام 2030.
ومع ذلك، فإن القطاعات الأخرى، لا سيما النقل والمباني، ما تزال تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، وتعتمد على البنية التحتية القديمة، ما قد يعوق جهود الحدّ من استهلاك الطاقة بصورة عامة، وانبعاثات الغازات الدفيئة.
وما زال قطاع النقل البري يعتمد على المشتقات النفطية (البنزين والديزل) بنسبة 95%، إذ يعدّ أسطول السيارات في لاتفيا قديمًا نسبيًا، بينما ما يزال تبنّي السيارات الكهربائية بطيئًا.
وتوصى وكالة الطاقة الدولية الحكومة بإعطاء الأولوية لكفاءة الطاقة واستبدال الوقود في هذه القطاعات ضمن خططها الوطنية التفصيلية لتحقيق أهدافها المناخية بحلول عام 2030 و2050.
وحتى تتمكن البلاد من كهربة قطاع الطاقة، تنصح الوكالة صناعة السياسات بخلق بيئة مواتية للمستثمرين لدعم مشروعات الطاقة المتجددة في لاتفيا، وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وذلك عبر تيسير التصاريح وحل المشكلات البيروقراطية والتنظيمية المعوقة للاستثمارات الجديدة.
لاتفيا تسعى لعضوية وكالة الطاقة
أشادت وكالة الطاقة بقدرة لاتفيا على تقليل اعتمادها على روسيا في مجال الطاقة خلال مدة قصيرة، إذ قررت حظر وارداتها من الكهرباء والغاز الروسي في عام 2023.
كما أشادت الوكالة بقرار إنشاء وزارة جديدة للمناخ والطاقة في لاتفيا (يناير/كانون الثاني 2023)، ما قد يسهم في تحقيق أهداف البلاد ويضمن اتّباع نهج حكومي أكثر تخصصًا وانتظامًا في صنع السياسات وتنفيذها.
وتعمل البلاد حاليًا على تحديث خطّتها الوطنية للطاقة والمناخ (2021-2030)، بما يتماشى مع أهداف الاتحاد الأوروبي الأكثر طموحًا في هذا الإطار، كما تستعد البلاد للحصول على عضوية وكالة الطاقة الدولية رسميًا خلال المدة المقبلة.
وتضم وكالة الطاقة الدولية الآن 31 دولة عضوًا، أبرزها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة وتركيا وكوريا الجنوبية، كما تضم 13 دولة منتسبة، أبرزها الصين والهند والأرجنتين والبرازيل.
وتعدّ لاتفيا واحدة من 5 دول تدرس الانضمام إلى عضوية الوكالة منذ سنوات، وهي: تشيلي وكولومبيا وإسرائيل وكوستاريكا، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- لاتفيا تبني أول محطة شمسية عائمة على مياه الصرف الصحي
- لاتفيا تعلّق مزج الوقود الحيوي الإلزامي حتى نهاية 2023
- وكالة الطاقة ترسم ملامح التحول الأخضر في إستونيا وتحديات الصخر النفطي
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تعلن مستهدفات إنتاج الغاز.. ومشروع ضخم مع أوروبا قريبًا
- أنس الحجي: نفط إيران جعلها هدفًا للبريطانيين والسوفيت.. وهذه أسباب فشل "مصدق"
- حقل أتول في مصر.. حكاية اكتشاف غاز احتياطياته 1.5 تريليون قدم مكعبة
- الغاز المسال الخليجي.. رحلة كفاح بين الاستيراد والتصدير تمهد لمنافسة شرسة