نفطتقارير النفطرئيسية

"صفقة العشاء".. شركات النفط الأميركية تجني 110 مليارات دولار إذا فاز ترمب (تحليل)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • شركات النفط الأميركية تحبس أنفاسها قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.
  • شركات النفط الأميركية قد تخسر إعفاءات ضريبية بقيمة 110 مليارات دولار حال فوز بايدن.
  • ترمب يطالب شركات الوقود الأحفوري بتبرعات قدرها مليار دولار.
  • يرغب بايدن المعروف بسياساته العدائية لقطاع النفط والغاز في إنهاء الإعفاءات الضريبية.
  • قيمة الإعفاءات الضريبية تزيد بنحو 11,000% عن مبلغ المليار دولار الذي طلبه ترمب.

تنتظر شركات النفط الأميركية -بفارغ الصبر- الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستقرر إذا كانت ستحصل على مليارات الدولارات حال وصل المرشح الجمهوري دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وتحصل شركات الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة على تلك الأموال في شكل إعفاءات ضريبية، يتعهّد ترمب بإبقاء العمل بها حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في حين يلتزم منافسه الرئيس جو بايدن بإنهائها حال أُعيد انتخابه.

وتأتي تعهدات ترمب في إطار "صفقة العشاء" التي أبرمها -ضمنيًا- مع مسؤولي شركات النفط خلال اجتماعه بهم في أبريل/نيسان 2024.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) طالب ترمب شركات الوقود الأحفوري بدعم حملته ماليًا في الانتخابات نظير سن قوانين مواتية بالنسبة لها.

صفقة العشاء

من الممكن أن تُبقي "الصفقة" المزعومة التي عرضها ترمب العملَ بنظام الإعفاءات الضريبية البالغة قيمتها 110 مليارات دولار لصالح شركات النفط الأميركية، حال عاد إلى البيت الأبيض، وفق تحليل أجرته منظمة فريندز أوف ذا إيرث أكشن (Friends of the Earth Action) المعنية بالقضايا البيئية، ونشرته غارديان.

وتتبني منظمة فريندز أوف ذا إيرث أكشن (Friends of the Earth Action) خطابًا متشددًا ضد صناعة الوقود الأحفوري، وتحمله المسؤولة عن الانبعاثات، وتضع في مقدمة أهدافها السعى لوقف الاستثمارات في القطاع من خلال الوقفات الاحتجاجية والدعاوى القضائية.

وتتلقى المنظمة دعمًا من العديد من المؤسسات والكيانات التي ترفع شعار قضية التغير المناخي، وتهاجم صناعة النفط والغاز من خلال أجندات خاصة.

ووفق المنظمة، طالب ترمب أكثر من 20 من رؤساء شركات النفط الأميركية بمنحه مليار دولار لتمويل حملته الرئاسية في الانتخابات المقبلة، خلال حفل عشاء جمعه بهم في أبريل/نيسان 2024، في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا الأميركية.

وشمل الضيوف، الذين حضروا اجتماع ترمب، الرؤساء التنفيذيين لشركات فينتشر غلوبال (Venture Global)، وتشينيير إنرجي (Cheniere Energy)، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات شيفرون (Chevron)، وكونتننتال ريسورسيز (Continental Resources)، وإكسون موبيل (ExxonMobil)، وأوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum).

وتعهّد ترمب لرؤساء شركات النفط الأميركية بإزالة العقبات التي تعترض أنشطة الحفر والتنقيب، وإلغاء حظر الصادرات الذي أقره الرئيس بايدن، وإنهاء التشريعات الجديدة التي تستهدف خفض الانبعاثات الناجمة عن السيارات، نظير مساهمة تلك الكيانات بتبرعات تدعم حملته الرئاسية.

في المقابل، شدد عدد من المتخصصين في قطاع الطاقة على أن الأرقام التي ساقتها المنظمة حول صفقة العشاء الأخير مبالغ فيها، إذ إنه لا توجد إعفاءات ضريبة بـ110 مليارات دولار على الإطلاق.

ترمب يغازل شركات النفط والغاز
ترمب يغازل شركات النفط والغاز - الصورة من WhiteHouse.gov

عرض مقايضة

أطلق النواب الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي تحقيقًا في القضايا الأخلاقية والقانونية المرتبطة بتمويل حملة ترمب التي أثارها عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ، وصف الصفقة بأنها "عرض مقايضة صارخ"، في حين تحقق لجنة مراقبة شهيرة فيما إذا كان اجتماع "العشاء" يتطلب اتخاذ إجراء قانوني.

لكن دراسة منظمة فريندز أوف ذا إيرث أكشن أظهرت أن الدافع الأكبر لشركات الوقود الأحفوري في دعم ترمب بالانتخابات الأميركية يكمن في نظام الضرائب؛ حيث تهدد إعادة انتخاب جو بايدن بتبخر قيمة الإعفاءات الضريبية الممنوحة لتلك المؤسسات.

ويرغب بايدن المعروف بسياساته العدائية لقطاع النفط والغاز في إنهاء العمل بالإعفاءات الضريبية التي تشتمل على تحفيزات مطبقة منذ مدة طويلة لمساعدة أنشطة التنقيب عن هذين الوقودين الإستراتيجيين، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مسؤولو النفط يتصبّبون عرقًا

قال الناشط في منظمة فريندز أوف ذا إيرث أكشن لوكاس روس: "مسؤولو شركات النفط الأميركية الكبرى يتصبّبون عرقًا وهم جالسون في مقاعدهم بسبب الفكرة التي تراودهم بشأن خسارة 110 مليارات دولار في شكل إعفاءات ضريبية حال فاز بايدن في الانتخابات الرئاسية".

وأضاف روس أن قيمة الإعفاءات الضريبية تزيد بنحو 11,000% عن مبلغ المليار دولار الذي طلبه ترمب في شكل تبرعات من مسؤولي الشركات في "صفقة العشاء".

وتابع: "إذا كان ترمب يتعهّد بحماية الدعم الممنوح لملوثي البيئة خلال المفاوضات الضريبية؛ فإن حجم التمويل الذي طلبه (مليار دولار) هو بمثابة بوليصة تأمين رخيصة لتلك الصناعة".

وتُطبق بعض الإعفاءات الضريبية في الولايات المتحدة منذ عقود، غير أن صناعة النفط والغاز الأميركية قد استفادت بشكل غير متناسب من التخفيضات الضريبية التي أقرها ترمب خلال مدة رئاسته في عام 2017.

وفي عام 2025 فإنه وبصرف النظر عن الفائز في الانتخابات، سينتهي العمل بمجموعة من التخفيضات الضريبية المتضمنة في ذلك القانون؛ ما قد يدفع إلى إبرام صفقات في واشنطن بشأن الصناعات التي ستساعد في تمويل تمديد تلك المزايا الضريبية.

وتقابل المسؤولون في شركات شيفرون وإكسون موبيل وكونوكو فيليبس (ConocoPhillips) وأوكسيدنتال بتروليوم وتشينيير إنرجي ومعهد البترول الأميركي إيه بي آي (API) مع أعضاء في الكونغرس هذا العام؛ لمناقشة هذا الوضع الضريبي؛ ما يشجع تلك الكيانات على تجاهل خطة بايدن لاستهداف الاستثناءات الممنوحة لصناعة الوقود الأحفوري.

بايدن يتحدّث خلال إحدى الفعاليات المناخية
بايدن يتحدّث خلال إحدى الفعاليات المناخية - الصورة من Getty Images

الشركات تضغط

مارست شركتا شيفرون وكونوكو فيليبس ضغوطًا على خصم تكاليف الحفر غير الملموسة، وهو أكبر دعم فيدرالي لشركات النفط والغاز الأمريكية، وتلامس قيمته 10 مليارات دولار، وفقًا للأرقام الفيدرالية، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتكاليف الحفر غير الملموسة هي نفقات تتعلق بأنشطة الحفر التي لا يمكن استردادها أو ليس لها شكل مادي ملموس، وتشمل تكاليف العمالة، وإعداد الموقع، والوقود.

وركزت جماعات الضغط الأخرى على الإعفاءات الضريبية الأكثر عمومية التي استفادت منها صناعة النفط والغاز.

فعلى سبيل المثال مارست إكسون موبيل ضغوطًا من أجل مشروع قانون غير معروف من شأنه أن يعيد خصم انخفاض قيمة المكافأة إلى قيمته الكاملة، والذي سيتيح لشركات النفط الكبرى تجنب الحد الأدنى من الضرائب التي أقرها بايدن مؤخرًا على الشركات، وفق لوكالة موديز.

وقال بايدن: "عكس الإدارات السابقة، لا أعتقد أن الحكومة الفيدرالية ينبغي أن تمنح إعانات لشركات النفط الكبرى،" في تصريحات أدلى بها في أعقاب مراسم تنصيبه الرئاسي في 2021.

لكن الكونغرس والرئيس سيتعين عليهما الموافقة على أي ترتيبات ضريبية جديدة العام المقبل (2025)، في حين لا تزال صناعة الوقود الأحفوري تحظى بدعم الجمهوريين وبعض الديمقراطيين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق