بات مشروع خط أنابيب الغاز باور أوف سيبيريا 2 (Power of Siberia2) بين موسكو وبكين على مقربة من توقيع العقود الخاصة به خلال الآونة المقبلة.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك إنه في إطار تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين روسيا والصين فإنه يتوقع الانتهاء قريبًا من المراجعات النهائية لمشروع خط الأنابيب ثم توقيع العقود الخاصة به، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وتُجري روسيا محادثات منذ سنوات بشأن بناء خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 لنقل 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا من منطقة يامال في شمال روسيا إلى الصين عبر منغوليا.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ تعهّدا ببدء مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية في وقت يلجأ فيه الزعيم الروسي إلى بكين لدعم اقتصاد بلاده الذي تأثر بقوة بسبب العقوبات الغربية المفروضة على بلاده جراء الحرب على أوكرانيا.
توقيع العقود قريبًا
قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن روسيا والصين تتوقعان توقيع عقد -في المستقبل القريب- بشأن خط أنابيب الغاز باور أوف سيبيريا 2 الذي سينقل الغاز الروسي إلى الصين، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز في 17 مايو/أيار 2024، نقلًا عن وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس.
ويزور "نوفاك" الصين حاليًا ضمن وفد رسمي، لكن هذا الوفد لا يضم الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم، أليكسي ميلر، المسؤول عن الشركة المنفذة لخط غاز باور أوف سيبيريا.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي إن موسكو وبكين تعملان -أيضًا- على تنفيذ المزيد من المشروعات المشتركة.
وكانت روسيا كانت قد طرحت فكرة إنشاء خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2 منذ سنوات عديدة، لكن هذا الطرح اكتسب أهمية خاصة خلال الآونة الأخيرة؛ إذ تتطلع موسكو إلى الصين لتحل محل أوروبا التي كانت بمثابة العميل الرئيس لموسكو في مجال الغاز.
وخلال زيارة الرئيس الصيني شي جي بينغ إلى موسكو في مارس/آذار 2023، أعلنت روسيا إتمام الاتفاق "تقريبًا" بشأن خط الغاز الروسي باور أوف سيبيريا الثاني، الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقال له بصحيفة الشعب الصينية بأنه "صفقة القرن".
وكان تأجيل توقيع العقود الخاصة بالمشروع بسبب مجموعة من العوامل من بينها اشتراط الصين خفض سعر الغاز الروسي المنقول عبر الخط الجديد، فضلًا عن مخاوف أخرى تنتاب بكين بشأن ضعف الطلب المحلي وإلحاق خسائر بمبيعات الغاز المحلية.
خطا أنابيب باور أوف سيبيريا 2
بدأت شركة غازبروم الروسية دراسات الجدوى الخاصة بمشروع خطّ الأنابيب باور أوف سيبيريا 2 منذ عام 2020.
ويُمكن لخط الأنابيب الذي يبلغ طوله ألفي و600 كيلومترًا أن ينقل 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، أي أقل قليلًا من خط أنابيب نورد ستريم 1 الذي يربط روسيا بألمانيا تحت بحر البلطيق.
وسيكون خط الأنابيب باور أوف سيبيريا 2 إضافة قوية لزيادة إمدادات الغاز الروسي إلى الصين المنقول حاليًا عبر خط أنابيب باور أوف سيبيريا الأول الذي يمتد لمسافة 3 آلاف (1865 ميلًا).
وفي هذا السياق، كشفت شركة غازبروم عن زيادة ملحوظة في إمدادات الغاز الروسي إلى الصين من خلال خط أنابيب باور أوف سيبيريا؛ ما حقق زيادة بمقدار 1.5 مرة إلى 22.7 مليار متر مكعب في عام 2023، أي 700 مليون متر مكعب فوق الكميات التعاقدية المتفق عليها.
وفي فبراير/شباط 2024، سجلت شركة غازبروم رقمًا قياسيًا تاريخيًا جديدًا لشحنات الغاز اليومية عبر خطوط الأنابيب إلى الصين، إذ تجاوز خط أنابيب باور أوف سيبيريا 1 الالتزامات التعاقدية اليومية للشركة مرة أخرى، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
ويمثل هذا الإنجاز الرقم القياسي الخامس الذي سُجل منذ بداية عام 2024، بعد 4 أرقام قياسية سُجلت في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما تصاعدت إمدادات الغاز الروسي إلى الصين يوميًا، إلى مستويات غير مسبوقة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
موضوعات متعلقة..
- طموح صادرات الغاز الروسي إلى الصين يواجه اعتراضات تركمانستان
- الغاز الروسي إلى الصين.. بكين وموسكو تواجهان عقوبات الغرب (مقال)
- خط أنابيب باور أوف سيبيريا 2.. هل تنهار صفقة القرن بسبب الصين؟
اقرأ أيضًا..
- مصر تخطط لإغلاق 12 محطة كهرباء
- حقل غاز عربي يبدأ الإنتاج بعد 75 عامًا من استكشافه
- قطاع الغاز في المغرب يواصل نموه.. وهذه أبرز العوامل (تقرير)
