رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

أدوات لقياس انبعاثات الهيدروجين للمرة الأولى عالميًا

دينا قدري

يقترب العلماء من الإفصاح عن أدوات جديدة لقياس انبعاثات الهيدروجين عبر مختلف أنحاء العالم، في محاولة لمساعدة الصناعة على تجنّب أيّ مشكلات، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن).

وقال كبير العلماء في صندوق الدفاع عن البيئة (EDF) ستيفن هامبورغ، إن العلماء يطوّرون -الآن ولأول مرة- التقنية التي يُمكن من خلالها قياس المدى الحقيقي لانبعاثات الهيدروجين من البنية التحتية لغاز الهيدروجين في العالم.

وشدد هامبورغ على أن البيانات ستأتي مع التعاون الصناعي أو دونه، على هامش مشاركته بقمة الهيدروجين العالمية في روتردام هذا الأسبوع.

ويسعى هامبورغ مع زملائه إلى إحداث الطفرة نفسها التي شوهدت في مجال انبعاثات الميثان، إذ نجحوا في جمع البيانات التي مكّنت قطاع النفط والغاز من خفض انبعاثاته بشكلٍ ملحوظ.

عواقب انبعاثات الهيدروجين

أوضح ستيفن هامبورغ، أن الصندوق ينسّق مع أكاديميين في هولندا والولايات المتحدة لبناء أدوات لقياس غاز الهيدروجين من حيث الحجم، وقد أجرى اختبارًا مستقلًا لنموذج أولي في هذا المجال.

وحذّر صندوق الدفاع عن البيئة من أنه "لا أحد يعرف" كمية الهيدروجين المتسربة إلى الغلاف الجوي، مع ما لذلك من عواقب خطيرة على المناخ.

وساعدت المنظمة غير الربحية في تنسيق حملة ضخمة حول مخاطر انبعاثات غاز الميثان، حتى وصلت إلى التعهد العالمي لغاز الميثان في عام 2021، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن منصة "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).

وأطلقت المنظمة -منذ ذلك الحين- القمر الصناعي ميثان سات (MethaneSAT) إلى الفضاء، الذي يُمكنه اكتشاف انبعاثات غاز الميثان من الفضاء بدقّة أكبر من الأقمار الصناعية الأخرى ذات الأجهزة المماثلة.

وتمكّنت من تحقيق ذلك بمساعدة وكالة الفضاء النيوزيلندية، ومنحة بقيمة 100 مليون دولار من صندوق بيزوس إيرث (Bezos Earth )، ومانحين آخرين وشركة سبيس إكس (SpaceX) التابعة لإيلون ماسك.

أدوات لقياس انبعاثات الهيدروجين

وجدت دراسة خلال العام الماضي (2023) أن الهيدروجين يعمل بوصفه غاز دفيئة غير مباشر، ويتسبب في ارتفاع درجة الحرارة بما يتراوح بين 8.8 و14.4 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 عام.

وترجع فجوة البيانات المتعلقة بالانبعاثات إلى حقيقة مفادها أن أدوات قياس انبعاثات الهيدروجين على نطاق واسع -باستثناء تلك المطلوبة لقياس كميات صغيرة لأسباب تتعلق بالسلامة- لم تكن موجودة من قبل.

وقال هامبورغ: "بمجرد تسليم هذه الأدوات، سنبدأ حملات القياس في أوروبا وأميركا الشمالية، وسنبدأ في جمع البيانات، ثم سنصدرها".

وتابع: "من الواضح أنه يتعين علينا إجراء بعض التحقق؛ لذا يتعين علينا التأكد من موافقة الجميع على أننا نحصل على بيانات عالية الجودة".

أحد مواقع تسرب الهيدروجين
أحد مواقع تسرب الهيدروجين - الصورة من منصة Proactive Investors

والأهم من ذلك، أن التقنية الجديدة ستكون قادرة على أخذ قياسات من خارج المشروع أو المنشأة، ما يعني أن صندوق الدفاع عن البيئة وشركاءه لن يحتاجوا إلى إذن لجمع البيانات.

ويعتقد هامبورغ أن صناعة الهيدروجين لديها الكثير الذي يمكنها أن تسهم به وأن تحقق مكاسب، مشيرًا إلى أن صندوق الدفاع عن البيئة لديه بعض شركاء الصناعة للعمل جنبًا إلى جنب في قياس انبعاثات الهيدروجين.

وشدد على أن البيانات ستخضع لمراجعة النظراء وستكون مستقلة، مشيرًا إلى قوانين صندوق الدفاع عن البيئة الصارمة التي تضمن جمع البيانات والتحقق منها بطريقة شفافة، وعدم مشاركة أيّ نتائج حتى تصبح المجموعة واثقة بنسبة 100% من قوة البيانات.

وأضاف: "هذا ما فعلناه بغاز الميثان الناتج عن صناعة النفط والغاز.. لقد خلقنا زيادة هائلة في كمية البيانات، التي بدأت في تحديد طبيعة المشكلة، والتي زوّدت صنّاع السياسات بعد ذلك بالأدوات اللازمة للبدء في تطوير اللوائح الصحيحة، وأعطت الشركات الحوافز المناسبة لفهم أين واجهوا مشكلات وأين لم يواجهوا ذلك.. وهذا ما أتصور حدوثه مع الهيدروجين أيضًا".

حادث تسرب الهيدروجين

كان تسرب الهيدروجين في مصنع المواد الكيميائية العملاق التابع لشركة باسف (BASF) في لودفيغسهافن الألمانية، قد تسبَّب في حدوث "اشتعال قصير" مساء يوم الثلاثاء (30 أبريل/نيسان 2024).

ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (ومقرّها واشنطن)، أوضحت شركة باسف الألمانية أن مركبات القياس البيئي التابعة لها كانت تتحرك داخل مباني المصنع وخارجها، وعُثِر على قراءات مرتفعة قليلًا في محيط موقع الانتشار.

وتمكّنت الشركة من إخماد الحريق سريعًا بوساطة إدارة الإطفاء الموجودة في أكبر مجمع كيميائي في العالم، مشددة على أنها تُجري تحقيقًا لمعرفة أسباب الحادث.

والهيدروجين أحد غازات الدفيئة غير المباشرة، وهو شديد الاشتعال، ويُمكن أن ينفجر عند تسخينه أو تحت الضغط، ولكن لم تحدث أيّ انفجارات في موقع المجمع الكيميائي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق