- الغلق ينتظر مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا
- مصفاة نفط تهدد مئات الوظائف في إسكتلندا
- موقع مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا هو أكبر موقع صناعي في عموم البلاد
- قالت المصفاة إنه كان من المتوقع أن يهبط الطلب على الوقود الذي تُنتجه
- المصفاة مسؤولة عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد
تثير مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا جدلًا ساخنًا في البلد الواقع شمال غرب أوروبا، بسبب تداعيات إغلاقها الكارثية على القوة العاملة لديها والممثلة في تشريد أعداد كبيرة من العمال، بعد خطط تمضي الحكومة قدمًا في تنفيذها.
وفي بيان صدر في سبتمبر/أيلول (2023)، قالت الحكومة الإسكتلندية إن منطقة غرانغماوث التي تقع فيها المصفاة ستؤدي دورًا رئيسًا في جهود إزالة الكربون، وأنها تعمل بصورة وثيقة مع الموقع والمجتمع، للتأكد من دورهم في مستقبل البلدة، وفق تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق تستعد مصفاة نفط غرانغماوث لغلق عملياتها في إطار برنامج الحكومة الذي يستهدف التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، في خطوة تهدد بفقدان مئات الوظائف، وفق ما أورده موقع إس تي في نيوز stv news الإسكتلندي.
مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا
تزوّد غرانغماوث التي تُعد مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا، وواحدة من بين 6 مصافٍ فقط متبقية في عموم المملكة المتحدة، 80% من إجمالي الوقود المُستهلَك في عموم البلد الواقع شمال غرب أوروبا.
كما تبرز مصفاة النفط الواقعة في منطقة غرانغماوث بمدينة فَلكِرك الإسكتلندية، المسؤولة عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، وقرابة 8% من قاعدتها التصنيعية.
ومن المتوقع أن تتوقف عمليات المصفاة المذكورة في غضون أقل من 18 شهرًا خلال موسم الربيع من عام 2025.
وقالت شركة أونرز بتروينيوس (Owners Petroineos) -وهي مشروع مشترك بين شركتي بتروتشاينا (PetroChina) الصينية، وإنيوس (INEOS) البريطانيّة العملاقة للكيماويات- إن موقع مصفاة نفط غرانغماوث سيصبح مركزًا للاستيراد والتوزيع، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
حرب مضادة
قالت نقابة يونايت زا يونيون (Unite the Union)، ثاني أكبر نقابة عمالية في المملكة المتحدة، إنها لن "تدخر جهدًا" في معركتها لإنقاذ الوظائف في مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا.
وقال الأمين العام لنقابة يونايت زا يونيون ديريك تومسون: "الأنباء ستُمثل صدمة للمجتمع المحلي، غير أن النقابة لن تترك شيئًا إلا وستفعله من أجل حماية الوظائف في تلك الصناعة الحيوية"، في تصريحات أدلى بها إلى موقع إس تي في نيوز.
وأضاف: "من الممكن أن يعني هذا انتقالًا إلى قطاعات مختلفة من العمل، لكن من المبكر جدًا الخوض في أي تفاصيل الآن".
وتابع تومسون: "نحتاج إلى مزيد من المقترحات، ونحن نرغب في العمل مع الحكومة الإسكتلندية، وحكومة المملكة المتحدة للتوصل إلى نتيجة بشأن ما سيؤول إليه الأمر".
وأكّد أنه يجب أن تُطرح جميع الخيارات على الطاولة لتأمين مئات الوظائف التي تحتاج إلى مهارات عالية في مجمع غرانغماوت على المدى الطويل.
قطار تحول الطاقة
قالت شركة أونرز بتروينيوس، إنه كان من المتوقع أن يهبط الطلب على الوقود الذي تُنتجه مصفاة غرانغماوث، موضحة أن تحول الطاقة يمضي على قدم وساق.
وأشارت إلى أنها باتت تواجه مستويات غير مستدامة من الخسائر في أعقاب فترة زخم أحدثتها الحرب الأوكرانية.
وتحدثت الشركة مع الحكومة الإسكتلندية والنقابات المهنية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني (2023)، في أعقاب تواصلها مع العاملين بالشركة في اليوم ذاته، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلتها الشركة إلى فريق العاملين، قال مدير مصفاة غرانغماوث، راسل مان: "نتوقع أن تستغرق تلك الأعمال الضرورية لمرونة الواردات في فينارت وغرانغماوث، نحو 18 شهرًا كي تكتمل، وننوي -الآن- أن تواصل مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا عملياتها، حتى ربيع عام 2025، وربما بعد ذلك".
وأوضح مان، أن خطط تحويل غرانغماوث إلى مركز واردات تجري مناقشتها -حاليًا- مع حاملي الأسهم في الشهور الأخيرة.
وتابع: "سنشرع بعد وقت قصير في العمل لتعديل بنيتنا التحتية، حتى يتسنى لنا العمل بصفة مركز للواردات والتوزيع في غرانغماوث"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وواصل: "هذه الاستثمارات ستحمي شركتنا في المستقبل، وتعزز مرونة الموقع، وتحمي مكانتنا بوصفنا مركزًا وطنيًا للوقود، لعقود مقبلة".
وكان من المقرر أن يُطلَع العاملون في شركة بتروينيوس بإنجاز مشروع تي إيه آر 2023 - مشروع بتروينيوس والغلق المخطط لتلك الشركة.
غير أن تلك القضايا تسببت في حصول تأخير، ما دفع الشركة إلى التصريح بأنها "لم يعد يمكنها إرجاء العمل بسبب مسائل لوجستية تتعلق بالواردات".
ولفت مدير مصفاة غرانغماوث إلى أن الرسالة التي بُعثت إلى العاملين بالشركة "تمثل بداية برنامج دوري من المشاركة مع جميع الزملاء بشأن الطبيعة المتغيرة للشركة".
الغلق ليس مجديًا
في سبتمبر/أيلول (2023)، قال الرئيس التنفيذي لشركة إينيوس غرانغماوث (Ineos Grangemouth) أندرو جاردن، إن "غلق كل شيء ليس حلًا مجديًا"، في تصريحات أدلى بها إلى موقع إس تي في، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعد موقع مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا أكبر موقع صناعي في عموم إسكتلندا، إذ توظف المنشأة قرابة 2000 شخص مباشرة عبر 3 قطاعات، إلى جانب ما يصل إلى 7 آلاف مقاول في ذروة النشاط.
وفي عام 2019، مثلت صادرات النفط والمنتجات الكيماوية من موقع مصفاة النفط الوحيدة في إسكتلندا ما نسبته 6% من جميع صادرات البلاد، المتجهة إلى خارج المملكة المتحدة.
وضع كارثي
وصف حزب المحافظين الإسكتلندي الوضع الحالي لمصفاة النفط بأنه "كارثي بالنسبة إلى العاملين في مصفاة غرانغماوث، وضربة قوية للاقتصاد الوطني والمحلي".
وقال الناطق باسم حزب المحافظين الإسكتلندي دوغلاس لومسدن، إن "الموقف العدائي" الذي تتبناه الحكومة الإسكتلندية وحزب العمال البريطاني تجاه النفط والغاز "سيكون عاملًا حاسمًا في القرار، رغم أنه لا يتضح إذا كان هذا هو الحال أم لا".
موضوعات متعلقة..
- اتفاقية لشحن الهيدروجين الأخضر عبر ميناء خدمات النفط في إسكتلندا
- طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا تشغّل منصات النفط والغاز ببحر الشمال
- مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة تجني مليار دولار من رسوم تأجير قاع البحر
اقرأ أيضًا..
- استثمارات الهيدروجين الأخضر تضع الصين في المركز الأول عالميًا
- النفط والغاز في سلطنة عمان يستقطبان 37 مليار دولار استثمارات أجنبية بنهاية 2022
- إمكانات الطاقة الشمسية عالميًا.. 6 دول عربية في قائمة الـ10 الكبار
- أكبر 10 حقول منتجة للغاز الطبيعي في العالم خلال 2022 (تقرير)