أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم تقلص نشاطها في روسيا
قللت عدد الموظفين وحظرت بيانات وتقنيات وبرامج على فرع موسكو
حياة حسين
بدأت شركة (إس إل بي) الأميركية، وهي أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم، تقليص نشاطها في روسيا بعد مرور أكثر من عام على الحرب الروسية الأوكرانية، وفرض حزم عقوبات غربية متعددة.
ويبدو أن إجراءات خفض عملياتها ونشاطها في روسيا بدأت منذ الشهر الماضي (أبريل/نيسان) بطرق متنوعة، منها حظر اطّلاع موظفيها في فرع موسكو على بعض البرامج بفروع الدول الأخرى، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.
واتخذت الشركة موقفًا متراخيًا حيال العقوبات على روسيا بعد غزوها أوكرانيا، إذ أعلنت استمرار نشاطها بصورة طبيعية، ما أثار غضب موظفيها في أنحاء العالم، وجماعات حقوق الإنسان -أيضًا-.
وعُرفت أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم باسم "شلمبرجيه" في السابق، لكنها غيرت اسمها في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022؛ تماشيًا مع مخططات الحياد الكربوني التي أعلنت تبنّيها.
وبدأت الشركة أنشطتها في فرنسا منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتوجد -حاليًا- في أكثر من 80 بلدًا، ويزيد عدد موظفيها حول العالم عن 100 ألف، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
خفض المعدّات المنقولة
بدأت "إس إل بي" تقليص المعدّات المنقولة إلى روسيا في إطار خفض النشاط، بحسب وثائق وتصريحات من مصدرين مطّلعين على الأمر.
وسبق أن أشارت تقارير إلى أن أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم تعزز العمليات في روسيا، وتحلّ مكان منافسيها المتخارجين من موسكو، وفق ما نشرته وكالة رويترز في شهر يناير/كانون الثاني 2023،
وشهدت روسيا تخارج كبريات شركات النفط والغاز بعد غزوها أوكرانيا، مثل شل وإكسون موبيل.
وقال متحدث باسم الشركة، إنها شرعت في اتخاذ إجراءات إضافية لتقليص نشاطها في روسيا بالتوازي مع تطور العقوبات الغربية، وقد تتجاوز تلك الإجراءات متطلبات العقوبات نفسها.
وأضاف أنه من بين تلك الإجراءات فرض حظر إضافي على الشحن لروسيا من أيّ منتجات أو التقنيات المصنّعة في كل من أميركا والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى كندا.
وتابع قائلًا: "إن تعديل الإجراءات يضمن خضوع موظفينا إلى كل العقوبات على روسيا والتغيرات الحاصلة".
أسباب تقليص النشاط
لم تتضح الأسباب التي دفعت "إس إل بي" إلى تقليص نشاطها في روسيا بعد مرور أكثر من عام على الحرب في أوكرانيا، لكن قد يكون الأمر مرتبطًا بفرض أميركا عقوبات اقتصادية إضافية استهدفت قطاعي المناجم والمعادن، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولدى أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم 10 آلاف موظف في روسيا يدعمون أنشطة كبريات الشركات المملوكة للدولة، مثل غازبروم نفط وروسنفط.
وأسهم نشاطها في روسيا بنحو 6% من إجمالي إيراداتها البالغة 28.1 مليار دولار في نهاية عام 2022.
ومع ذلك، تقلَّص عدد موظفي الشركة في روسيا إلى 9 آلاف و600 موظف منذ بداية العام الجاري (2023)، ما خفض إسهام النشاط هناك في الإيرادات إلى 5%.
وعقب الحرب، لم تطلب الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي تخارج شركات النفط والغاز من روسيا، لكنهما حظرا أيّ استثمارات جديدة، ثم فرضا عقوبات على تحويلات الأموال إلى روسيا، إضافة إلى تقييد تصدير بعض المعدّات وخدمات الطاقة، بدءًا من أول 2023.
وبدأ تقليص نشاط أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم في روسيا، خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، بعد إجراء تعديلات في وحدات موسكو وبحر قزوين وقازاخستان.
حرمان موظفي روسيا من البيانات
في الأسابيع الأخيرة، حرمت أكبر شركة لخدمات حقول النفط في العالم (إس إل بي) موظفيها في روسيا من الاطّلاع على بيانات وبرامج مُخزنة في أميركا وبريطانيا، وفق موظف من الشركة.
وأضاف أن الموظفين في روسيا ممنوعون -حاليًا- من تلقّي بعض الرسائل الخاصة بمجلس الإدارة، موضحًا أن أيّ نظام أو تطبيق جديد يُستَعمَل على نطاق واسع عالميًا لا يصل لموظفي فرع موسكو.
يُذكر أن الرئيس التنفيذي للشركة أوليفييه لو بوش قد أخبر موظفيه، في رسالة نهاية فبراير/شباط الماضي، بأنهم في "موقف صعب"، ويجري تقييم للوضع، لكنه كرر ما قاله في السابق، بأنه لا خطة لمغادرة روسيا.
وقال في تصريحات بعد بدء الحرب في أوكرانيا: "حتى هذه اللحظة، يبدو أن التصرف الأفضل بالنسبة للمساهمين هو الاستمرار في روسيا، ما دمنا قادرين على التواؤم مع العقوبات الاقتصادية".
موضوعات متعلقة..
- "إس إل بي" الأميركية تعزز وجودها في روسيا بعد تخارج الشركات المنافسة
-
شلمبرجيه تواجه اتهامات بدعم عمليات التعبئة العسكرية في روسيا
-
شلمبرجيه تحقق أعلى أرباح فصلية في 7 سنوات بدعم من أسعار النفط
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة في المغرب تحقق إنجازًا جديدًا خلال 2022 (إنفوغرافيك)
-
إدارة معلومات الطاقة تخفّض توقعات أسعار النفط إلى أقل من 80 دولارًا
-
محطات شحن السيارات الكهربائية في الجزائر تواجه تحديات "الوقت والسلامة" (صور)