التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

مرشح رئاسي أميركي يتهم نشطاء البيئة وبيل غيتس بالإرهاب المناخي للمجتمع

يهدفون إلى السيطرة الشاملة بالطريقة نفسها لفيروس كورونا

رجب عز الدين

اتهم أحد مرشحي الانتخابات الأميركية لعام 2024، نشطاء البيئة ورجل الأعمال العالمي المشهور بيل غيتس، بممارسة الإرهاب المناخي في محاولة للسيطرة الشاملة على المجتمع.

وشن المرشح الديمقراطي روبرت إف كينيدي جونيور، خلال حوار تلفزيوني، هجومًا لاذعًا على نشطاء المناخ والمدافعين عن قضايا التغير المناخي مشككًا في دوافعهم وأهدافهم، وفقًا لموقع ديلي كولر " Daily caller ".

وقال المرشح الذي يعمل محاميًا ومقدم برامج إذاعية في الولايات المتحدة، إن نشطاء البيئة وأصحاب المليارات الكبار يستعملون قضايا المناخ لإرهاب المجتمع وإجباره على الدخول في برامج غير بريئة تستهدف السيطرة الشاملة على حركة البشر من جميع جوانبها.

بيل غيتس متهم

نشطاء البيئة
رجل الأعمال الأميركي بيل غيتس - الصورة من أسوشيتد برس

خص روبرت كينيدي جونيور، رجل الأعمال المشهور في عالم التكنولوجيا المعاصرة بيل غيتس، والمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، وكبار أثرياء العالم، بوصفهم من أكبر المروجين لقضايا التغير المناخي خلال العقود الماضية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويعتقد ابن شقيق الرئيس الأميركي الراحل "جون كينيدي" بأن نشطاء البيئة وبيل غيتس يحاولون السيطرة الشاملة على المجتمع بالطريقة نفسها التي استغلوا بها فيروس كورونا لإثارة الرعب العالمي وإجبار البشر على الإذعان لتقييد حركتهم في الحياة.

وقال المرشح الديمقراطي، في لقاء مع مقدمة البرامج الحوارية الأميركية كيم إيفرسن، إن الحل الأمثل لقضايا التغير المناخي يتمثل في تعزيز قواعد رأسمالية السوق الحرة بالولايات المتحدة والعالم.

رأسمالية الشركات الوحشية

يعتقد روبرت إف كينيدي جونيور بأن النموذج المطبق للرأسمالية في الولايات المتحدة منذ عقود ليس رأسمالية السوق الحرة، وإنما رأسمالية شركات وحشية بربرية لا ترحم الفقراء، على حد تفسيره العام للأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

ويصف جونيور نموذج رأسمالية الشركات بأنه نوع من الاشتراكية الناعمة التي تخدم مصالح الأثرياء والمليارديرات في العالم من أمثال بيل غيتس، ومنتدى دافوس الذي يمثل توجهاتهم الاقتصادية والعالمية إلى حد كبير.

وانتقد المرشح الديمقراطي المثير للجدل، النقاشات التي دارت في نسخة اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي"دافوس" الأخيرة في سويسرا، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2023، والتي شهدت حضورًا مكثفًا لقادة العالم وكبار رجال الأعمال التنفيذيين.

وأولى المتحدثون في دافوس أهمية كبيرة لقضايا تغير المناخ والاحتباس الحراري، وتحدث بعضهم عن ضرورة طرح نماذج عمرانية جديدة لمدن لا يحتاج فيها الناس إلى السيارات، بوصفها من أهم مصادر التلوث الرئيسة في العالم.

كما طالب المتحدثون الحكومات والشركات بتسريع الالتزام بخفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مع تشديد الرقابة على المتخلفين عن ركب العالم الجديد المحايد كربونيًا.

انتقاد نشطاء البيئة

بدوره، انتقد روبرت إف كينيدي الأوصافَ والتعبيرات السلبية التي يستعملها نشطاء البيئة لوصف ما سماه" الفوضى المناخية"، في محاولة منهم لتخويف المجتمع وإرهابه وتجريد ثروات الفقراء لصالح أثرياء العالم ومليارديراته، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وذكّر المرشح الديمقراطي الجمهور بمراجعة خطاباته منذ 40 عامًا، والتي يحذر فيها من نموذج رأسمالية الشركات وإساءة استعمال قضايا التغير المناخي.

وتقدم روبرت كينيدي بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في 5 أبريل/نيسان 2023، على أمل في تسميته من جانب الحزب الديمقراطي الذي لم يستقر بعد على دعم الرئيس الحالي جو بايدن مرة أخرى أم سيختار شخصية أخرى من بين المتقدمين للترشح.

ويشار إلى أن والد المرشح الديمقراطي "روبرت إف كينيدي"، قد اغتيل في عام 1968 خلال ترشحه للانتخابات الأميركية، بعد 5 سنوات من اغتيال عمه الرئيس جون كينيدي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

آراء معادية للحزب الديمقراطي

رغم انتماء ابن شقيق الرئيس الأميركي المغتال عام 1963، إلى الحزب الديمقراطي؛ فإن هجومه على نشطاء البيئة وتشكيكه في قضايا التغير المناخي يختلفان مع توجه الحزب العام المناصر للبيئة منذ عقود؛ خلافًا للحزب الجمهوري المنافس الذي تبدو رؤيته العامة متناغمة مع اتجاه المرشح الديمقراطي المحتمل ومقولاته.

كما تتقاطع مقولات مرشح عائلة كينيدي في الهجوم على الرأسمالية الأميركية ووصفها بالتوحش والبربرية مع مقولات التيارات اليسارية في الولايات المتحدة والغرب؛ ما قد يجعل ترشيحه على قوائم حزب ليبرالي عتيق أمرًا في منتهي الصعوبة، إلى جانب ضعف شعبيته وتأخره في ترتيب المرشحين المحتملين للحزب في الانتخابات المقبلة.

وانتقد روبرت إف كينيدي جونيور خطط إنقاذ البنوك المعرّضة للإفلاس، واصفًا دفاع الحزب الديمقراطي عنها بأحد أشكال الدفاع عما يسميه "اشتراكية الأثرياء"، وفقًا لحوار أجراه مع مقدم البرامج في قناة فوكس نيوز -آنذاك- تاكر كارلسون يوم 19 أبريل/نيسان 2023.

تزاوج المال والسلطة

نشطاء البيئة
المرشح الديمقراطي روبرت إف كينيدي جونيور - الصورة من CNN

يروج روبرت كينيدي في خطابه العام إلى حالة زواج فاسدة بين رأسمالية الشركات وسلطة الدولة في الولايات المتحدة؛ ما أدى إلى انحراف النموذج الرأسمالي الحر عن أهدافه، وبزوغ نموذج آخر في المقابل يسميه "اشتراكية ناعمة للأثرياء".

وشن ابن عائلة كينيدي هجومًا لاذعًا على إدارة الرئيس بايدن ووزارة الخزانة الأميركية التي تصر على خطة إنقاذ البنوك المتعثرة؛ خوفًا من انتشار عدوى الانهيارات والإفلاس في القطاع المصرفي برمته.

واستعمل كينيدي جونيور في نقده لإنقاذ بنك سيليكون فالي، مفارقات اجتماعية واقتصادية في القرارات الحكومية الأخيرة، مثل خفض برامج الرعاية الاجتماعية ودعم الطعام لأكثر من 30 مليون أميركي خلال الشهر نفسه (مارس/آذار 2023)، الذي أعلنت فيه وزارة الخزانة والفيدرالي الأميركي دعم البنك الصغير بقيمة 300 مليون دولار.

طباعة الدولار والتضخم

كما انتقد زيادة معدلات طبع النقود في الولايات المتحدة وزيادة تكلفة حرب أوكرانيا إلى 113 مليار دولار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة من خطابات المرشح الديمقراطي المحتمل.

ويقول روبرت كينيدي جونيور إن الحكومات الأميركية المتعاقبة طبعت نقودًا خلال الأعوام الـ14 الماضية، بما يعادل حجم طباعة النقود خلال 10 قرون سابقة، في مفارقة صارخة أثرت في معدلات التضخم وأسهمت في ارتفاع أسعار الغذاء والمواد الأساسية على المواطنين، ولا سيما الأكثر فقرًا.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية، مثل الدجاج ومنتجات الألبان، بنسبة 76%، خلال العامين الماضيين؛ ما دفع المرشح الأميركي إلى التساؤل مستنكرًا عن أولويات الحكومة لإنقاذ البنوك في الوقت الذي تخفض فيه دعم الطعام عن الفقراء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق