التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

مناجم الفحم الذكية سلاح الصين لمجابهة ارتفاع أسعار الغاز المسال

79 مليار دولار استثمارات الصين في الفحم خلال 2022

أحمد أيوب

تضخ الصين استثمارات مليارية في مناجم الفحم الذكية، لتعويض ارتفاع أسعار الغاز المسال الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا، بالرغم من الخطوات المتسارعة التي تتخذها الدولة الآسيوية للتوسع في مجال الطاقة النظيفة.

وتدعم حكومة بكين الشركات المتخصصة للتوسع في هذا المجال، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

ودفعت الصين شركات التعدين العملاقة المملوكة للدولة إلى زيادة إنتاج الفحم إلى مستويات قياسية، بعد أن تسبَّب نقص الوقود الأسود في عجز واسع النطاق بإمدادات الطاقة أواخر عام 2021.

استثمارات مناجم الفحم الذكية

قال نائب المدير العام لإدارة الفحم بوكالة الطاقة النووية، رين ليكسين، خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس 27 أبريل/نيسان 2023، إن الصين استثمرت قرابة 200 مليار يوان (29 مليار دولار) في أنشطة بناء مناجم الفحم الذكية.

(الدولار الأميركي= 6.91 يوانًا صينيًا)

وأضاف رين: "لقد أدت مناجم الفحم الذكية دورًا رئيسًا في زيادة إنتاج الفحم وتوفير الإمدادات خلال العامين الماضيين".

مناجم الفحم الذكية
آلية لتعدين الفحم في أحد المناجم الذكية بالصين - الصورة من بلومبرغ

وتعمل مناجم الفحم الذكية من خلال آليات ضخمة يمكن التحكم بها من غرف تحكّم تبعد عن موقع العمل نحو 300 متر.

ويمكن لآلات التصوير وأجهزة الاستشعار بهذه المناجم نقل الصورة إلى غرفة التحكم عبر شبكة الـ5G، وتستطيع عبر ذلك نقل جميع الأجواء المتعلقة بالعمل إلى غرفة التحكم.

وساعدت مثل هذه التقنيات أصحاب مناجم "شياوبودانغ" في الصين على تقليل عدد العمال تحت الأرض وإقناع المنظمين بالسماح لهم بالتنقيب عن الفحم عند مستوى قياسي يبلغ 450 مترًا.

ويُرسل الوقود المستخرج على سيور متحركة من خلال معدّات المعالجة، وفي النهاية يخرج من المنجم إلى صوامع التخزين ومحطات التحميل.

ومنجم "شياوبودانغ" هو مجرد مثال واحد على جهود الصين الحثيثة للاستثمار بشكل أكبر في صناعة الفحم، في وقت تتراجع فيه العديد من البلدان والمؤسسات المالية عن الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا.

واستثمرت الصين 79 مليار دولار في إنتاج الفحم العام الماضي (2022)، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، بينما أنفقت بقية دول العالم مجتمعة 37 مليار دولار.

الإنفاق الصيني على الفحم

من المؤكد أن إنفاق الصين على الفحم لا يقارن بحجم إنفاقها على مصادر الطاقة المتجددة، والذي وصل إلى مستوى قياسي بلغ 164 مليار دولار العام الماضي.

وقال مسؤولون صينيون، إنهم يتوقعون أن يتحول الفحم ببطء من مصدر الطاقة المهيمن في البلاد إلى وقود احتياطي، إذ تستحوذ طاقة الرياح والطاقة الشمسية الأرخص على حصة أكبر في مزيج إنتاج الكهرباء بالبلاد.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور مزيج الطاقة في الصين:

 

مناجم الفحم الذكية

 

ووصف مدير إدارة الطاقة الوطنية، تشانغ جيان هوا -في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان (2023)- الفحم بأنه مصدر رئيس لتوفير إمدادات الطاقة في الصين، وأن الطلب على الفحم في البلاد ربما يمتد لمدة أكبر.

ودفعت بكين شركات التعدين العملاقة المملوكة للدولة إلى زيادة الإنتاج لمستويات قياسية، بعد أن تسبَّب نقص الفحم في عجز واسع بإنتاج الكهرباء أواخر عام 2021.

وتقلل إضافة الفحم من الحاجة إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال الأعلى تكلفة، والذي ارتفع سعره العام الماضي (2022) بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبلغ إنتاج الصين من الفحم 230 مليون طن العام الماضي، وحققت أرباحًا قياسية بلغت 60 مليار يوان (8.7 مليار دولار).

مزايا مناجم الفحم الذكية

مع التوسع في إنشاء مناجم الفحم الذكية، لم تعد هناك حاجة إلى البشر لمراقبة محطات الكهرباء الفرعية أو مضخات المياه الضخمة، والتنازل عن هذه الوظيفة لأجهزة الاستشعار والروبوتات ذات الرؤوس الشبيهة بالرسوم المتحركة التي تقوم بدوريات في الغرف ببطء.

مناجم الفحم الذكية
موظفون داخل مركز تحكّم بأحد مناجم الفحم الذكية -الصورة من بلومبرغ

من برنامج تجريبي مكون من 71 منجمًا في عام 2020، تمتلك الصين الآن نحو 570 منجمًا ذكيًا يستفيدون من التكنولوجيا لتحسين إنتاج نحو 1.9 مليار طن سنويًا، أي نحو 42% من إجمالي إنتاج البلاد من الوقود الجاف.

وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في قسم التعدين بشركة هواوي، شو جون: "يسعى مشغّلو المناجم إلى تحسين الكفاءة، ويدفع المنظمون من أجل تعزيز السلامة وزيادة الرقمنة".

وأضاف جون: "يمكن أن توفر مناجم الفحم الذكية تكاليف العمالة، وتقليل الحوادث، وتقليص وقت التوقف عن العمل، وزيادة الطاقة الإنتاجية".

في حين إن سلامة المناجم قد تحسّنت في الصين على مدار العقد الماضي، مع تطبيق لوائح سلامة أقوى، وأغلقت الحكومة عمليات أصغر، ما تزال البلاد تسجل أكثر من 600 حالة وفاة في صناعة التعدين.

وخلال فبراير/شباط من العام الماضي 2022، أسفر الانهيار الأرضي في أحد مناجم الفحم بمنطقة منغوليا الداخلية بالصين عن مقتل أكثر من 50 عاملًا، أو أصبحوا في عداد المفقودين، إذ يعدّ الحادث واحدًا من أسوأ الحوادث الصناعية في التاريخ الحديث.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق