تقارير التغير المناخيالتغير المناخيالتقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

مفارقة.. معادن القطب الشمالي تدعم التحول الأخضر واستخراجها يرفع حرارة الأرض (تقرير)

الخلاف يتأجج حولها بين الدول المتنافسة

نوار صبح

تمثّل معادن القطب الشمالي كنزًا جديدًا دفينًا يثير الخلاف بين الدول المتنافسة لاغتنام هذه الموارد، التي تمارس أنشطة التجسس والعسكرة لدى تنقيبها واستخراجها لتلك الثروات.

في المقابل، فإن الخلاف والأنشطة العسكرية تزيد التلوث وترفع الحرارة ومن ثم تذيب الجليد، وهو أمر لا تريده الدول المعنية بالأمر، على الرغم من أنه يتعذّر استخراج المعادن الأرضية النادرة، التي كان الغطاء الجليدي الدائم يحجبها سابقًا عن الأنظار والاستغلال.

اللافت للانتباه هو أن ذوبان الجليد سيزيد من الحركة التجارية وأنشطة الاستكشاف في المنطقة، ومن ثم سيستمر الذوبان وتلاشيه بوتيرة أكبر وأسرع، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتمثّل المعادن الأرضية النادرة، بأسماء غريبة مثل النيوديميوم والبراسيوديميوم، المواد الخام لثورة الطاقة الخضراء، مكونات أساسية لتوربينات الرياح، وهي التكنولوجيا المطلوبة للحدّ من تغير المناخ، إضافة إلى ذلك، يوجد في قاع البحر كنز جديد آخر من النفط والغاز.

ونظرًا لأن الاحتياطيات الموجودة في أماكن أخرى من الكوكب نادرة أو صعبة الاستخراج، يحتدم السباق للمطالبة بهذه الاحتياطيات الجديدة في القطب الشمالي واستغلالها.

وفي ظل السباق على الموارد، خصوصًا بين القوى العظمى، يظهر دائمًا استعداد للصراع، وحيثما يكون هناك استعداد للصراع، يبرز خطر حقيقي من نشوب حرب.

ذوبان جليد القطب الشمالي

معادن القطب الشمالي
تزويد طائرة التجسس ريفيت جوينت بالوقود من طائرة صهريجية في سماء القطب الشمالي – الصورة من يورونيوز

يتضح تأثير المعدل الكارثي لذوبان جليد القطب الشمالي، الناجم عن تغير المناخ، من خلال صور الدببة القطبية وهي تتضور جوعًا نتيجة لتضاؤل حجم الجليد البحري.

ويؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل 7 مرات أسرع من بقية الكوكب، وتهديد السلام العالمي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويُعّد القطب الشمالي، اليوم، واحدة من أكبر المناطق غير المأهولة بالسكان على هذا الكوكب، حسبما نشره موقع شبكة يورونيوز (Euronews) في 30 أبريل/نيسان.

وعلى الرغم من عدم وجود دبابات أو كتائب مشاة تسير عبر الجليد المتقلص في القطب الشمالي، فإن هذه المنطقة تُعَدّ واحدة من أكثر المناطق هشاشة وعسكرة بشكل كبير على هذا الكوكب، ويرى المحللون أنّ تغير المناخ مسؤول إلى حدّ كبير.

وقالت عالمة مناخ في الهيئة البريطانية لمسح القطب الجنوبي، الدكتورة إيلا جيلبرت: "إن الجليد في القطب الشمالي يذوب أسرع مما توقّع العلماء سابقًا".

وأضافت: "في القطب الشمالي، ترتفع درجات حرارة البحر والغطاء الجليدي البحري ينخفض بمعدل ينذر بالخطر".

وأوضحت أن "المنطقة التي كانت ترتفع درجة حرارتها في السابق أسرع بمرتين من بقية الكوكب، تسخن الآن بما يقرب من 4 أضعاف المتوسط العالمي؛" مشيرة إلى أن "حرارة أجزاء من أرخبيل سفالبارد ترتفع بمعدل غير مسبوق يبلغ 7 المتوسط العالمي".

أحقية ملكية موارد القطب الشمالي

بالنظر إلى أنه لم يعتقد أحد أن الجليد سيذوب على الإطلاق، يوجد القليل من المعاهدات الدولية بشأن أحقية الملكية ومكانها ونطاقها. ولأن الجليد يتراجع، فمن الأسهل استعمال كل تقنيات الحرب الحديثة.

حاليًا، تبحر السفن الحربية السطحية في البحار التي كانت في السابق مملكة عدد قليل من غواصات الحرب الباردة، المتربصة خلسة تحت الجليد.

وتجد الدول التي تملك أراضي في القطب الشمالي، مثل روسيا وكندا والولايات المتحدة، أنه من الأسهل بناء وتشغيل قواعد بحرية وجوية جديدة.

على مدى العقد الماضي، قامت روسيا بتوسيع وتحديث أكثر من 50 منشأة عسكرية قائمة عبر القطب الشمالي، حسبما نشره موقع شبكة يورونيوز (Euronews) في 30 أبريل/نيسان.

وتتمثل الرسالة الواضحة من وراء ذلك في أن تلك الدول تضع قوتها العسكرية لدعم ادّعائها المثير للجدل بحقّ استخراج المعادن الأرضية النادرة الموجودة في قاع البحر حتى القطب الشمالي نفسه، وقد رفعت روسيا علمها على قاع البحر في القطب عام 2007.

ويرى المحللون أنّ هناك حاجة إلى الجيولوجيين، وليس للمحامين، لتفسير القانون الدولي بشأن القطب الشمالي، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

معادن القطب الشمالي
سفن خفر السواحل النرويجية تقوم بدوريات حول أرخبيل سفالبارد – الصورة من يورونيوز

في الوقت الحاضر، تتمثل الاتفاقية الدولية الوحيدة بشأن حقوق استغلال معادن قاع البحر في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

هذا يعني أن روسيا لديها حقوق الموارد المعدنية على أيّ جرف قاري يمتد من ساحلها، وترى أن جرفها القاري، المسمى بتلال لومونوسوف، يمتد حتى القطب الشمالي وما وراءه.

على صعيد آخر، تختلف الدول الأخرى بشأن مفهوم جيولوجي غامض مفتوح للتفسير، وترى أن قاع بحر القطب الشمالي لم يُمسَح بشكل صحيح أبدًا لتحديد ما هو -أو ليس- الجرف القاري.

ويشير المراقبون إلى أن البحث المكثف من جانب الجيولوجيين فقط هو الذي يمكن أن يحسم الخلاف.

ويبرز قلق جديد بشأن حركة الملاحة في منطقة القطب الشمالي، فمثلما تستطيع السفن الحربية الآن الإبحار عبر المياه المفتوحة التي خلّفها ذوبان الجليد، كذلك يمكن للسفن التجارية أن تبحر.

وسيقلل الطريقان البحريان الجديدان اللذان فُتِحا عبر الجزء العلوي من كندا وروسيا، بشكل كبير، من وقت وتكلفة الشحن من آسيا إلى أوروبا.

وتتمتع كندا بسلطة قضائية على جزء كبير من الممر الشمالي الغربي، لكن اهتمامها يتعلق بالسلامة أساسًا، ويتعلق قلق روسيا من طريق بحر الشمال حول سيبيريا أكثر بالسيطرة العسكرية والاقتصادية.

من ناحيتها تعتمد أيسلندا، التي تُعَدّ موقعًا حيويًا من الناحية الإستراتيجية للسيطرة على حرية الحركة من وإلى القطب الشمالي، على حلفائها في الناتو في قضايا الدفاع.

ولا يساور وزيرة الخارجية الأيسلندية ثورديس كولبرون أدنى شك في تأثير تغير المناخ على أمن بلادها، حسبما نشره موقع شبكة يورونيوز (Euronews) في 30 أبريل/نيسان.

وقالت ثورديس كولبرون: "عندما نشاهد خريطة العالم من الأعلى، يمكننا أن نرى التحديات التي نواجهها نتيجة لتغير المناخ وفتح طرق بحرية جديدة، لذا من المهم أن نتخذ قرارات في إطار القانون الدولي وضمن نظام قائم على القوانين".

الناتو والحياد الكربوني

ربما يأتي أقوى دليل على أن تغير المناخ يزيد من مخاطر الصراع في القطب الشمالي من التحولات السياسية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتصريحات أمينه العامّ، يِنْس ستولتنبرغ.

وقال ستولتنبرغ: "إن تغير المناخ يجعل منطقة الشمال الأعلى أكثر أهمية، لأن الجليد يذوب ويصبح الوصول إليه أكثر سهولة، سواء للنشاط الاقتصادي أو للنشاط العسكري".

وأضاف: "سيؤدي ذوبان الجليد البحري وارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير جذري بالتحديات الأمنية في المنطقة ".

وأدرك الأمين العام أن لدى حلف الناتو دور يؤديه في الحدّ من تداعيات تغير المناخ، إذ أعلن مؤخرًا برنامج التحالف الخاص لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

تناقص الجليد البحري في القطب الشمالي فقط!

يتأثر حجم الجليد البحري بالرياح وتيارات المحيطات، بالإضافة إلى درجات الحرارة.

ويبدو أن الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي المغلق جزئيًا يستجيب مباشرة للاحترار، بينما يبدو أن التغيرات في الرياح وفي المحيط تهيمن على أنماط المناخ وتغير الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية.

وترجع بعض الاختلافات في حجم الجليد البحري الموسمي بين القطب الشمالي ونظيره الجنوبي إلى العوامل الجغرافية الأساسية وتأثيرها في دوران الغلاف الجوي والمحيطات، حسبما نشرته جمعية لندن الملكية لتحسين المعرفة الطبيعية "رويال سوسيتي" (Royal Society).

ويُعدّ القطب الشمالي حوضًا مائيًا محاطًا إلى حدّ كبير بكتل أرضية قارية جبلية، بينما تمثّل الدائرة القطبية الجنوبية قارة محاطة بالمحيط. وفي القطب الشمالي، يكون حجم الجليد البحري منحصرًا ضمن الكتل الأرضية المحيطة.

في شتاء المحيط الجنوبي، يمكن للجليد البحري أن يتوسع بحرّية في المحيط من حوله، وتصل حدوده الجنوبية إلى ساحل القارة القطبية الجنوبية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ونظرًا لأن الجليد البحري في القارّة القطبية الجنوبية يتشكّل عند خطوط عرض أبعد من القطب الجنوبي (وأقرب إلى خط الاستواء)، فإن الجليد يبقى صامدًا في فصل الصيف.

وعلى الرغم من أن حجم الجليد البحري في كلا القطبين يتغير موسميًا؛ فإن التباين على المدى الطويل في حجم الجليد في الصيف والشتاء يختلف بكلّ نصف من الكرة الأرضية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى هذه الاختلافات الجغرافية الأساسية.

الحد الأدنى لحجم جليد بحر القطب الشمالي

يتقلص حجم الجليد البحري في القطب الشمالي بفصل الصيف بنسبة 12.6% كل عقد من الزمان بسبب الاحترار العالمي، ويصل الجليد البحري في القطب الشمالي إلى أدنى حدّ له في شهر سبتمبر/أيلول.

ويتقلص جليد سبتمبر/أيلول البحري في القطب الشمالي الآن بمعدل 12.6% لكل عقد، مقارنة بمتوسط مداه خلال المدة من 1981 إلى 2010، حسبما نشرته الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأميركية "ناسا" (nasa.gov).

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق