التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

الفحم في أستراليا يناقض الخطوات المناخية.. وإعادة تشغيل منجم نهاية 2023

في ولاية نيو ساوث ويلز

هبة مصطفى

تأتي مشروعات الفحم في أستراليا لتعكس تناقضًا بين اتجاه حكومة أنتوني ألبانيز بالتركيز على مشروعات الطاقة المتجددة، بما يتوافق مع الأهداف المناخية العالمية.

ورغم أن أستراليا تمضي قدمًا في التوسع بمشروعات الطاقة الشمسية والرياح بوتيرة سريعة، فإن شركة "باسيفيك" أعلنت عزمها إعادة تشغيل منجم للفحم الحراري بحلول نهاية العام الجاري، حسبما نقلت رويترز عنها اليوم الإثنين (1 مايو/أيار 2023).

وجاء استئناف الشركة لتشغيل المنجم في ولاية نيو ساوث ويلز عقب أيام قليلة من افتتاح الملياردير الأسترالي "أندرو فورست" مزرعة رياح في الولاية ذاتها، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

منجم الفحم

أكدت شركة باسيفيك -إحدى أبرز شركات الفحم في أستراليا- أنها بصدد إعادة تشغيل منجم "دارتبروك" لإنتاج الفحم الحراري في ولاية نيو ساوث ويلز، بحلول الربع الرابع من عام 2023 (من أكتوبر/تشرين الأول حتى ديسمبر/كانون الثاني).

وتستهدف الشركة إنتاج 3 ملايين طن سنويًا من المنجم الواقع في منطقة "هانتر فالي" بالولاية، ما فتح باب التساؤلات حول أسباب إعادة تشغيل المنجم المغلق منذ عام 2006.

الفحم في أستراليا
مواقع لتعدين الفحم الأسترالي - الصورة من Ember

ويبدو أن اتفاقية توريد مع مشترين عالميين دفعت شركة باسيفيك نحو الاتجاه لإعادة تشغيل المنجم، في ولاية تركّز جهودها على مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة.

وتعيد الشركة المعنية بتطوير عمليات الفحم في أستراليا ترتيب أوراقها لإيجاد ممولين يدعمون خططها التشغيلية، في محاولة منها للوفاء بموعد التشغيل، بما يتوافق مع إعلانها في مارس/آذار الماضي، إذ تتوقع استئناف العمل في نطاق النصف الثاني من العام.

تمويل المشروع

أوضحت شركة باسيفيك أن مشروع منجم الفحم في أستراليا "دارتبروك" يشهد الترتيبات الأخيرة لضمان التمويل الكافي لعملية إعادة التشغيل المخطط لها، لا سيما أن إنتاج المنجم يغذّي اتفاقية توريد جديدة.

وقالت، إن تمويل المشروع المتعلق باتفاقية التسويق والتوريد يشهد مشاركة أطراف دولية لها باع في عمليات تسويق الفحم، مشيرةً إلى أن إتمام الاتفاق وتأمين التمويل اللازم لإعادة التشغيل يجنّبها المخاوف من المخاطر المالية للمشروع.

وتسعى بعض شركات الفحم في أستراليا إلى الاستفادة من ارتفاع أسعار الوقود الملوث مع تباطؤ استثمارات المشروعات الجديدة للوقود الأحفوري، خاصة في أعقاب بلوغ أسعار الفحم مستويات قياسية العام الماضي (2022).

ومن زاوية أخرى، تتناقض الخطط المستقبلية لشركة باسيفيك مع اتجاه حكومة ألبانيز نحو التركيز على الطاقة النظيفة، ووقوف الفحم وراء إسقاط حكومة سكوت موريسون لصالح حكومة ألبانيز في الانتخابات الفيدرالية التي أجريت قبل عام (مايو/أيار 2022).

وتفسر نتائج تصويت انتخابات 2022 اتجاه شركة باسيفيك لإعادة تشغيل منجم "دارتبروك" في واحدة من أشهر مناطق الفحم بأستراليا، إذ كانت نتائج التصويت في "منطقة هانتر" بولاية نيو ساوث ويلز -التي تستضيف المنجم- في غير صالح حكومة ألبانيز الرافضة للفحم.

الفحم الأسترالي

تشهد ولايات عدّة خطوات حثيثة لتطوير الطاقة المتجددة ودعم شبكة الكهرباء بإمدادات نظيفة، ورغم ذلك جذب إنتاج الفحم في أستراليا انتباه دول عدّة.

ولم تُفصح شركة باسيفيك عن الطرف الثاني لعملية التوريد من إنتاج منجم دارتبروك المُزمَعة إعادة تشغيله، لكن منذ بدء العام الجاري (2023)، أخذ الطلب الصيني على الفحم الأسترالي بالارتفاع في أعقاب عودة العلاقات بين البلدين.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- موقع أستراليا ضمن أكبر 10 دول منتجة للفحم عالميًا خلال عام 2021:

أكثر 10 دول إنتاجًا في سوق الفحم العالمية

وبحلول فبراير/شباط، كثّفت شركات في بكين من معدل الطلب على إنتاج الفحم في أستراليا، وشرع عدد من الشركات في إتمام اتفاقيات شراء.

وتعدّ أستراليا إحدى أكبر الدول المنتجة للفحم على الصعيد العالمي، ويقتنص حصة ضخمة من مزيج الكهرباء، إذ يزوّد غالبية المحطات بالإمدادات اللازمة.

وواجهت محطات الكهرباء الأسترالية العاملة بالفحم ضغوطًا خلال الآونة الماضية، في محاولة لغلقها لصالح التوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والمحطات العاملة بالغاز الطبيعي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق