التقاريرتقارير الطاقة النوويةرئيسيةطاقة نووية

محطات براكة النووية.. سلاح الإمارات لمكافحة تغير المناخ

أحمد بدر

توقعت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية أن تؤدي محطات براكة النووية دورًا مهمًا في تمكين دولة الإمارات العربية المتحدة من مكافحة تغير المناخ، وتحقيق الحياد الكربوني من خلال التحول إلى الطاقة النظيفة.

وأبرزت الوكالة الدولية، أهمية الطاقة النووية بالنسبة لدولة الإمارات، ذات الطقس الحار صيفًا، والتي من المعتاد أن تصل درجات الحرارة خلال هذا الفصل فيها إلى نطاق 40 درجة مئوية، وأحيانًا تتجاوز 50 درجة مئوية، وفق ما جاء في تقرير بموقعها الرسمي.

ومع تعدّد ظواهر تغير المناخ، تتفاقم الأوضاع في الدولة الخليجية ذات الـ10 ملايين نسمة، إذ إنها من البلدان الأكثر عرضة لتداعيات التغيرات المناخية، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة هناك مع تناقص معدلات سقوط الأمطار، بحسب الوكالة.

كما توقعت وكالة الطاقة الذرّية أن تشهد دولة الإمارات مزيدًا من الجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر، وهو ما يستلزم أن تتصدى الدولة الخليجية لتغير المناخ، من خلال عدّة آليات، أبرزها محطات براكة النووية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الطاقة النووية في الإمارات

من أهم الطرق التي حددتها وكالة الطاقة الذرية لدولة الإمارات للتصدي لتغير المناخ، الطاقة النووية، التي يمكنها الحدّ من البصمة الكربونية الناتجة عن نظام الطاقة، لافتة إلى أنها إستراتيجية تقدّم الإمارات المساعدة لتكرارها في بلدان أخرى، بالتعاون مع الوكالة.

محطات براكة النووية
علم الوكالة الدولية للطاقة الذرّية - الصورة من موقعها الرسمي

وعن نشأة محطات براكة النووية، قالت الوكالة، إن الإمارات قررت في عام 2007 -بعد دراسة عميقة- وضع برنامج نووي مدني، قبل أن تبدأ أعمال التشييد في 2012، لتبدأ في 2020 ربط الشبكة الكهربائية في الدولة بمفاعل للقوى النووية من تصميم كوريا الجنوبية.

وأشارت الوكالة إلى أن هذا المفاعل هو الأول من مجموعة ضمن 4 مفاعلات، إذ يقع مفاعل القوى النووية الجديد في منطقة براكة، على بعد 300 كيلومتر غرب العاصمة أبوظبي، وهو الأول في العالم العربي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال رئيس قسم الهندسة النووية ومدير مركز الإمارات للتكنولوجيا النووية بجامعة خليفة، فرانسوا فولون، إن العديد من الدول تسعى لتنفيذ برامج جديدة للطاقة النووية، ولكن ما يميز الإمارات هو نجاحها في بدء تنفيذ البرنامج وتحقيق فوائد تجارية في هذا الوقت القصير.

يشار إلى أن فولون يعمل مع وكالة الطاقة الذرية في تنسيق الأنشطة التي تتيح للخبراء من دول أخرى زيارة الإمارات للتعلم من تجربتها، وهو ما دعا إلى تسمية جامعة خليفة منذ عام 2017 بـ"المركز المتعاون مع الوكالة" في مجالات البنى الأساسية والموارد البشرية الخاصة بالطاقة النووية.

ولفت فولون إلى أن الإمارات عندما بدأت برنامجها النووي، بدأت ببنية أساسية وقدرات محدودة، إذ كان عدد المهندسين النوويين قليلًا للغاية، ولم تكن لديها خبرات ولا تشريعات نووية أو نماذج مشابهة يمكنها الاحتذاء بها، فكان عليها أن تبني كل ذلك من الصفر.

وتابع: "قدّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرّية المساعدة على مدار الرحلة، والآن، يردُّ البلد العطاء ويتقاسم خبراته لمساعدة الدول الأخرى على تحقيق طموحاتها في مجال الطاقة النووية".

ولفت إلى أن محطات براكة النووية تمنح الإمارات أهمية حاسمة فيما يخص تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، خاصة أن البلاد تستهدف إنتاج 14 غيغاواط من الكهرباء النظيفة بحلول 2030.

دور محطات براكة النووية

تسهم محطات براكة النووية في تحقيق هدف الحياد الكربوني، من خلال وحدتين قيد التشغيل التجاري حاليًا، بينما تستعد الثالثة لدخول طور التشغيل التجاري، بجانب وحدة رابعة في المراحل النهائية لدخول الخدمة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

محطات براكة النووية
المفاعل الرابع في محطات براكة النووية - الصورة من وكالة أنباء الإمارات

ومع اكتمال وحدات محطات براكة النووية الـ4، سيكون المفاعل قادرًا على إنتاج ربع الطاقة الكهربائية في الدولة، إذ تتوقع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إنتاج نحو 5 آلاف و600 ميغاواط من الكهرباء، أي ما يكفي لإمداد 574 ألف منزل بالكهرباء لمدة عام كامل.

وتستهدف المؤسسة منع 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، أي ما يعادل امتصاص الكربون في 350 مليون شجرة على مدار 10 أعوام، وهو أيضًا ربع ما أعلنت الدولة استهداف خفضه خلال قمة المناخ كوب 26.

وعلى غرار تجربة محطات براكة النووية في الإمارات، تسعى دول أخرى لاستغلال الطاقة النووية للتمكن من تخفيف حدة تداعيات تغير المناخ، إذ تسعى اليوم نحو 30 دولة إلى وضع برامج نووية بدعم من وكالة الطاقة الذرية، وبعضها تُقدّم لها جامعة خليفة خبراتها التقنية.

من جانبه، قال المسؤول العلمي الرئيس بهيئة الطاقة الذرية النيجيرية، كوفري فرايدي أكبان، إن خبرات الإمارات في تأسيس محطات براكة النووية أصبحًا نجمًا تهتدي به الدول المستجدة، لافتًا إلى مشاركته في دولة دراسية نظّمتها وكالة الطاقة الذرّية في 2019، استضافتها أبوظبي.

بدورها، قالت رئيسة قسم إرساء البنية الأساسية النووية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليليا دولينتس، إن المركز المتعاون في جامعة خليفة يتيح للخبراء من جميع أنحاء العالم فرصة للتعلم من خبرات الإمارات، وطريقها نحو الطاقة النووية.

وأضافت: "استضافة الإمارات للمؤتمر الوزاري الدولي بشأن الطاقة النووية في القرن 21 عام 2017 كانت فرصة لتسليط الضوء على نجاحها النووي، وفي العام الجاري 2023 ستكون الدولة محطَّ أنظار العالم لاستضافتها قمة المناخ كوب 28.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق