التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

غاز الميثان من المخلفات.. كيف حوّله الفرنسيون إلى وقود حيادي الكربون؟

محمد عبد السند

نجحت شركة واغا إنرجي الفرنسية في استغلال غاز الميثان من المخلفات، أو ما يُطلق عليه أحيانًا "غاز المكب" وتحويله إلى طاقة نظيفة، ما يمكن أن يساعد في تحول الطاقة.

ويبرز توجه قوي لدى العديد من دول العالم -الآن- في تبني مصادر الطاقة المتجددة، والاستعاضة بها عن الوقود الأحفوري، ضمن خطة أوسع لتعزيز أمن الطاقة، والتحوط من الصدمات الخارجية المحتملة.

وفي هذا الصدد، طوّرت واغا إنرجي تقنية جديدة لتحويل غاز الميثان من المخلفات إلى وقود حيادي الكربون، متمثلاً في غاز الميثان الحيوي، حسبما أورد موقع "نيتشر".

الميثان الحيوي

قال الرئيس التنفيذي لشركة واغا إنرجي ماثيو ليفبفر إن الكتلة الحيوية ما تزال المصدر الرئيس للطاقة المتجددة عالميًا، موضحًا أن الميثان الحيوي المُستخرج من الكتلة الحيوية يمكن أن يُستعمل بديلاً عن الغاز الطبيعي التقليدي، كما أنه حيادي الكربون، لأن الانبعاثات الصادرة عن غاز ثاني أكسيد الكربون تُزال في الأصل من الغلاف الجوي بوساطة النباتات.

وفي معرض تعقيبه على فكرة تحويل غاز الميثان من المخلفات إلى وقود حيادي الكربون، قال ليفبفر: "في عام 2007، كنت أعمل مهندس أبحاث في شركة إير ليكويد الفرنسية للغاز متعددة الجنسيات، ومن واقع عملي كنت أرى أن الميثان الحيوي لديه ما يؤهله لأن يصبح ركيزة أساسية في تحول الطاقة".

وأضاف ليفبفر: "ومن ثم بدأت أتحرى عن كيفية إنتاج غاز الميثان الحيوي، فنظرت إلى استعمال المخلفات الزراعية والمخلفات الناتجة عن الطعام وأنشطة الصناعة، لكنني وجدت أن تقنية الهضم اللاهوائي التي نحتاج إليها -عملية مُعقدة تعتمد على الميكروبات في تفكيك المواد العضوية- كبيرة جدًا وباهظة التكلفة".

وأوضح: "قادنا هذا إلى أن ننظر إلى مواقع مكبات النفايات التي تُنتج الغاز الحيوي الغني بالميثان، من التدهور الطبيعي للمادة العضوية، مثل مخلفات الطعام، والخشب والحفاضات المُستعملة".

غاز الميثان من المخلفات
عامل قمامة في أحد مكبات مخلفات الطعام-الصورة من لوس أنغلوس ديلي نيوز

تقنية مُبتكرة

عن التقنية المُستعملة في تحويل غاز الميثان من المخلفات إلى وقود مُستدام، قال ليفبفر إن الغاز المُستخرج من إدارة النفايات الصلبة يُنتج قرابة 5% من انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا.

وأشار إلى أن طنًا واحدًا من غاز الميثان يؤثر سلبًا في ظاهرة الاحترار العالمي أكثر من طن واحد من غاز ثاني أكسيد الكربون، بواقع 18 مرة، على مدار مدة زمنية تزيد على 20 سنة.

وذكر أن الغازات الناتجة عن المخلفات تُطلق في الغلاف الجوي، موضحًا أنه يجري احتجازها وحرقها في أغلب الأحوال في كل من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة واغا إنرجي ماثيو ليفبف إلى أنهم يعتمدون -أساسًا- على تقنية لجمع الغاز من مواقع مكبات النفايات، ثم وضعه عبر سلاسل من الخطوات الكيميائية، لإزالة المياه وكبريتيد الهيدروجين من المادة العضوية.

وتابع: "ثم نضغط الغاز ونستعمل شكلاً مناسبًا من الترشيح الغشائي"، وهي تقنية تُستعمل في مصافي النفط، لفصل ثاني أكسيد الكربون والمواد الملوثة.

وواصل: "ثم نستعمل بعد ذلك تقنية التقطير المبرد، لفصل الميثان من الأكسجين والنيتروجين".

وفي النهاية قال ليفبفر إنهم نجحوا بتلك التقنية في إضافة ما يزيد على 50 مليون متر مكعب من غاز الميثان الحيوي في شبكة الكهرباء الفرنسية، ما ساعدهم على تفادي إطلاق ما يعادل أكثر من 87 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في السنوات الـ5 الماضية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق