رئيسيةالتغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخي

خبير أميركي: الألواح الشمسية لا تخدم قضية المناخ

محمد عبد السند

أكّد خبير بيئي أميركي أن الألواح الشمسية لا تخدم قضايا البيئة والمناخ، ولا تساعد حتى في تحقيق الهدف الأسمى الذي تسعى دول كثيرة لتحقيقه في الوقت الحالي وهو الحياد الكربوني.

جاء ذلك في مقال كتبه المحاضر المتخصص في شؤون البيئة والمناخ وقضايا الطاقة جورج إريكسون، الذي راح يفند فيه الآراء الداعمة لاستخدام الخلايا الشمسية في توليد الكهرباء النظيفة، وما لذلك من آثار إيجابية -في النهاية- في ظاهرة التغيرات المناخية.

وألقى إريكسون حجرًا في المياه الراكدة، قائلًا إن الألواح الشمسية التي يتردد كثيرًا أن لها دورًا بالغ الأهمية في تحول الطاقة، تُسرّع وتيرة التغيرات المناخية.

وقال إريكسون، في مقال رأي نشرته صحيفة "دولوث نيوز تربيون" الأميركية، إن توسيع استعمال الألواح الشمسية والإيثانول بوصفهما داعمين للطاقة النظيفة، لا يلقى الدعم سوى من أولئك الذين لم يجربوا العلم، واعتادوا إقامة المشروعات المدعومة حكوميًا، المقترنة بالنقاط السلبية الخفيفة والخطيرة في الوقت نفسه، والبعيدة كل البعد عن كونها "خضراء".

ويرى كاتب المقال أن المشروعات التي تستعمل الألواح الشمسية تُفاقم التغيرات المناخية، بدلاً من أن تساعد في إبطاء وتيرة تلك الظاهرة المُخيفة عالميًا.

الإيثانول ضار بالبيئة

قال الكاتب إن الانتقادات الموجهة إلى المشروعات التي تستعمل الإيثانول –شكل من أشكال الوقود الحيوي- ليست جديدة، مُستشهدًا بدراسة نشرتها مجلة "إيه إيه إيه إس ساينس" العلمية الأميركية، وجدت أن الإيثانول المُصنع من الذرة قد زاد انبعاثات غازات الدفيئة بدلًا من خفضها.

وعزز الكاتب رأيه الصادم في الإيثانول وتداعياته على البيئة عبر سرد دراسة أخرى نُشرت نتائجها في عام 2009، خلصت نتائجها إلى أن عملية حرث الحقول لزراعة الذرة قد تنطلق منها انبعاثات كربونية في الهواء، بدرجة أكبر مما قد يعوضه الإيثانول.

الألواح الشمسية
مصنع لإنتاج الإيثانول - الصورة من إن بي آر

وأوضح الكاتب أن مرحلة التخمير التي تتضمنها عملية إنتاج الإيثانول ينطلق منها غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة، بل أكثر نشاطًا من ثاني أكسيد الكربون نفسه.

ورأى أن مشروعات الإيثانول تتمحور حول المال، وليس البيئة كما هو مزعوم، مشيرًا إلى أنها تسيء إلى الملايين "الذين ينامون ليلًا وبطونهم خاوية".

كما استشهد الكاتب بمقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في 18 مارس/آذار (2022)، ورد فيها: "إذا ما كنتم ترغبون في خفض أسعار الغاز والغذاء، فليس أمامكم سوى أن تلغوا دعم الإيثانول؛ فصناعة الإيثانول تحول إنتاج الذرة إلى الوقود، بدلًا من الغذاء".

وواصل: "علاوة على ذلك، يترك الإيثانول المُصنع من الذرة بصمة كربونية أكبر مما يفعله البنزين".

وفي السياق ذاته ذكر الكاتب أن تصنيع الإيثانول ليس بهذا القدر من البساطة، موضحًا: "كلنا نشاهد صورًا لمصافي النفط، ومصانع إنتاج الإيثانول كلها تتشابه في درجة التعقيد؛ ولك أن تفكر أولًا في البصمة الكربونية حينما ترغب في بناء أحد تلك المصانع".

الألواح الشمسية

تحوّل كاتب المقال إلى الحديث عن الألواح الشمسية ودورها الذي لم يكن أبدًا في الحسبان، في تسريع وتيرة التغيرات المناخية، قائلًا إن دعم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية "أمر مؤسف".

وتابع: "من المفترض، بل من الطبيعي، أن نهتم بقضية الاحترار العالمي، لكننا نخفض درجة امتصاص الكربون، ونقطع أوراق الأشجار المُنتجة للأكسجين، ونستعمل بدلًا منها الألواح الشمسية التي ترتفع درجة حرارتها بواقع 50 درجة مئوية عن درجات الحرارة المحيطة".

وواصل: "الألواح الشمسية لها القدر نفسه من التداعيات السلبية حال رُكبت في الصحراء -أيضًا- إذ إننا نُغطي الرمال التي تعكس الضوء بالألواح الشمسية التي تحول نحو 80% من الإشعاع الساقط عليها إلى حرارة".

وذكر الكاتب أن هناك دراسات توضح أن ملّاك المنازل سيحسنون التصرف بما يخدم أنفسهم والبيئة -كذلك- إذا ما اتجهوا لطلاء أسطح منازلهم باللون الأبيض أو الرمادي الفاتح بدلًا من تركيب الألواح الشمسية عليها.

واختتم المحاضر المتخصص في شؤون البيئة والمناخ وقضايا الطاقة جورج إريكسون، مقاله بقوله إن المزارع الشمسية تؤثر –أيضًا- سلبًا في أنواع الكائنات الحية المحلية، في كوكب يشهد في الأصل تزايًدا في معدل انقراض الأنواع الحية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بالسعوديه بالحفريات الطاقه الشمسيه بالطرق باكمرات ساهر الواح بحجم اربع الى خمس امتار الحيد الكربوني قريبين منه الطاقه الشمسيه بكل مكان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق