تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

نقلة نوعية في قطاع الرياح البحرية العائمة بمنصة أيرلندية مطورة

محمد عبد السند

من المتوقع أن تُحدث منصة الرياح البحرية العائمة، التي طوّرتها شركة غازيل ويند باور الأيرلندية، نقلة نوعية في مشروعات الرياح البحرية التي تشهد ازدهارًا عالميًا في الوقت الراهن.

وتتجه الكثير من دول العالم -حاليًا- إلى تبنّي مصادر الطاقة المتجددة، من بينها طاقة الرياح، في توليد الكهرباء النظيفة المُستدامة رخيصة التكلفة، بعيدًا عن الوقود الأحفوري، في إطار خُطة أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وللمرة الأولى تكشف غازيل ويند باور، مطورة منصات الرياح البحرية العائمة، عن آلية عمل أحدث ابتكاراتها في هذا المجال، وتكشف السبب في كونها تمثّل حلاً فريدًا للمشكلات التي تشهدها تلك الصناعة الحيوية، وذلك خلال فعالية ويند يوروب 2023 التي أُقيمت في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.

حل ابتكاري

تمثّل منصة الرياح البحرية العائمة الجديدة أداة فاعلة لمواجهة التحديات الرئيسة التي تواجه صناعة الرياح البحرية، مثل التكلفة ومشكلات سلسلة الإمدادات، والاستدامة، عبر إتاحة تصميم خفيف الوزن ورخيص التكلفة، يُقلل التأثير الواقع على البيئات البحرية الهشة، مع إمكان استعمال البنية التحتية للمواني القائمة، حسبما ورد في بيان منشور على موقع الشركة الإلكتروني، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وذكر البيان أن منصة الرياح البحرية العائمة، بوصفها تقنية جيل ثالث، تمثّل إبداعًا مُطورًا يتيح الإنتاج التسلسلي، مضيفًا أن المنصة الجديدة تختلف عن منصتها التي استندت إلى تقنية الجيل الأول المُصممة -أساسًا- لمواجهة ظروف المحيطات القاسية.

وأوضح البيان أن المنصة الجديدة تختلف -أيضًا- عن تقنية الجيل الثاني التي كانت تركز على التصنيع، مشيرة إلى أن منصة الرياح البحرية العائمة الجديدة تمثّل انحرافًا عن نماذجها القديمة الثابتة والضخمة، التي كان يصعب تجميعها ونقلها، كما أنها تقلل التكاليف بنسبة 30% مقارنة بالتصميمات التقليدية شبه الغاطسة.

منصة الرياح البحرية العائمة
مزرعة رياح بحرية - الصورة من بلومبرغ

ويتمثّل جانب من هذا التطور الحاصل في المنصة الجديدة في تقليل الفولاذ المُستعمل بها، مقارنة بالمنصات البحرية التقليدية.

وعلى سبيل المثال، ستوفّر مزرعة الرياح البحرية، البالغة سعتها 1 غيغاواط، التي تستعمل منصة غازيل العائمة الجديدة، 71 ألف طن من الفولاذ، كما توفر نحو 100 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

ليس هذا فحسب، وإنما يمكن -أيضًا- تجميع المنصة البحرية العائمة الجديدة بسرعة، وتركيبها بكل سلاسة في مواقع المشروع؛ نظرًا إلى أنها لا تتطلب رافعات أو قوارب متخصصة، وذلك بفضل التصميم الإبداعي الموفر في التكلفة، الذي يستعمل مكونات متاحة عالميًا.

وفي معرض تعقيبه على التقنية الجديدة، قال مدير قطاع التكنولوجيا في غازيل ويند باور، ياسون ورمالد: "بجانب انخفاض التكلفة، واستغلال ميزة البنية التحتية للمواني الموجودة بالفعل، فإن كل جانب من جوانب المنصة الجديدة مُصمم لتقليل الآثار البيئية عبر خفض الفولاذ، واستعمال المواد التي تحمي التنوع الحيوي للأنظمة الإيكولوجية البحرية، وإنهاء الممارسات المتعلقة بتجريف قاع البحار، بالإضافة إلى خفض الآثار الناجمة عن عملية التركيب".

وفضلاً عن ذلك يوفّر التصميم الهندسي الفريد للمنصة الجديدة غاطسًا منخفضًا في الميناء، ما يساعد المنصة على الطفو بمستوى أعلى في المياه، ويمكّن من استعمال المواني الضحلة بدرجة عالية من الثبات في السحب والتخزين في ظروف رطبة.

وتتيح الأذرع المحورية المثبتة في المنصة تحركها بقدر كافٍ من المرونة مع الرياح والأمواج، والمد والجذر، ما يجعل هيكل المنصة أخف وزنًا، وبالتالي أرخص ثمنًا.

نظام إرساء ديناميكي

زُوّدت منصة الرياح البحرية العائمة الجديدة بنظام إرساء ديناميكي مُبتكَر، يمثّل نقلة نوعية من حيث كونه يوازن بين القوى والحركات، ما يحافظ على سرعة التوربين عند مستويات منخفضة، ويحسّن الكفاءة التشغيلية.

وعلاوة على ذلك فإن خطوط الإرساء الرأسية المثبتة في الأذرع المحورية تقلّل البصمة البيئية عبر تقليل الآثار الناجمة عنها، والسماح بخفض نسبته 75% في طول الإرساء، عند مقارنته بالمنصات شبه الغاطسة المزودة بأسلاك للرسو في أعماق تصل إلى 100 متر أو يزيد.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة:

سعة طاقة الرياح البرية والبحرية حسب المنطقة

ويقول مدير قطاع التكنولوجيا في غازيل ويند باور، ياسون ورمالد: "عبر الإبداع الصناعي، يمكن ضبط مكونات المنصة بما يتيح لها استيعاب جميع أحجام توربينات الرياح البحرية المتوقعة، من بينها التوربين الحالي سعة 15 ميغاواط، أو أكثر".

ويضيف: "علاوة على ذلك فإن منصتنا يمكن إنتاجها في أي مكان من العالم، وهي تدعم توفير الوظائف عبر تصنيعها إقليميًا".

وبدءَا من نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، شهدت سعة مشروعات الرياح البحرية العائمة عالميًا زيادة بأكثر من الضعف على مدار 12 شهرًا من 91 غيغاواط إلى 185.

كما زاد عدد مشروعات الرياح البحرية العائمة عالميًا من 130 إلى 230 خلال المدة ذاتها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق