التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

نشر احتجاز الكربون وتخزينه في العالم بين الفرص والتحديات (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

تُعدّ مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله أداة رئيسة ومهمة في خطة الحفاظ على حرارة الأرض عند درجتين مئويتين، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

ويرى منتدى الطاقة الدولي، في تقرير حديث، أن نشر تقنية التقاط الكربون وتخزينه بحاجة إلى استثمارات كبيرة للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني، متوقعًا أن تصل تلك الاستثمارات إلى تريليونات الدولارات.

وتوصّل إلى أن الدعم المناسب يجعل تقنية احتجاز الكربون وتخزينه فرصة استثمارية أكثر جاذبية؛ ما يؤدي إلى تسريع الانتقال لاقتصاد منخفض الكربون.

ورغم أن تلك التقنية موجودة منذ عقود، فإن إمكاناتها لم تتحقق بالشكل الكامل حتى الآن، بحسب التقرير الذي رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

عوائق احتجاز الكربون وتخزينه

رغم النمو المبكر الذي حققته تقنية احتجاز الكربون وتخزينه في ثمانينيات القرن الماضي، والاهتمام الكبير بها خلال العقد الأول من القرن الـ21، بصفتها أداة للحدّ من الانبعاثات، لم تلتقط التقنية إلّا ما يزيد قليلًا على 15 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2010.

وبحسب التقرير، فإن الافتقار إلى الاستثمارات والإرادة السياسية أحد أكبر العوائق أمام نشر تقنية التقاط الكربون وتخزينه.

احتجاز الكربون وتخزينه أداه مهمة في الوصول لحيادية الكربون
انبعاثات ضارة بالبيئة - أرشيفية

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تستحوذ تقنية احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله على 0.5% فقط من الاستثمارات الموجهة للطاقة النظيفة وتحسين الكفاءة، مشيرة إلى أن نقص دعم السياسات يؤثّر في الجاذبية التجارية للمشروعات.

وبعد مدة من الضبابية، هناك حالة من الزخم مؤخرًا نحو احتجاز الكربون، ومنها صدور تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لعام 2023، الذي أكد أن تلك المشروعات ضرورية للوصول إلى الحياد الكربوني.

كما شهدت سياسات الدول بعض التغييرات نحو تفضيلها التقنيات التي تعمل على تقليل آثار تغيرات المناخ، ما يُبرز الاهتمام بتقنية التقاط الكربون مؤخرًا، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا.

تشريعات تحفز الاستثمار

على صعيد الولايات المتحدة، يتضمن قانون الضرائب الأميركي ائتمانًا ضريبيًا لعزل الكربون؛ بهدف تحفيز الاستثمار في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه.

ويؤكد التقرير أن ذلك التوجه الأميركي أدى منذ عام 2018 إلى تجدد الاهتمام بمشروعات احتجاز الكربون، في حين شهد عام 2021 إعلان أكثر من 100 منشأة جديدة لالتقاط الكربون وتخزينه عالميًا، بل وصلت المشروعات الجديدة إلى 140 مشروعًا العام الماضي (2022).

ومع تلك الآثار الإيجابية، شهد عام 2022 تضمين قانون خفض التضخم الأميركي زيادة الائتمان الضريبي وخفض شرط قدرة احتجاز الكربون، وهو ما عدّه منتدى الطاقة الدولي حافزًا إضافيًا للاستثمار.

وفي السياق نفسه، أعلن الاتحاد الأوروبي خطة بقيمة 3 مليارات يورو (3.307 مليار دولار) للاستثمار في ابتكار وتطوير مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه وإنشاء بنية تحتية لها على مستوى دول الاتحاد.

كما أعلنت كل دولة أوروبية بصفة خاصة زيادة دعمها، فمثلًا، خصصت الدنمارك 5 مليارات يورو (5.512 مليار دولار) لمشروعات التقاط الكربون وتخزينه.

وأكد التقرير أن أكثر الفرص الواعدة في ذلك المجال هي إنشاء مراكز صناعية تقوم على التقاط ثاني أكسيد الكربون من المرافق المرتبطة بها، وتتقاسم البنية التحتية لنقله وتخزينه.

كما يمثّل النهج الجديد المبتكر لالتقاط الكربون وتخزينه -مثل التقاط الكربون من الهواء مباشرة- فرصة أمام المزيد من الإمكانات للاقتصاد الدائري للكربون، بالإضافة إلى الحلول القائمة على الطبيعة، مثل التشجير بصفته جزءًا رئيسًا في إدارة الكربون.

ويستعرض الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، تطور مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا:احتجاز الكربون وتخزينه

كيفية التخلص من العقبات

رغم الفرص التي يوفرها التقاط الكربون، يرى التقرير أن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها للعمل على نشر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه والوصول إلى سعة 5.6 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

ومن بين تلك التحديات التكلفة المرتفعة للغاية، مع الافتقار إلى الأطر التنظيمية الداعمة لتطوير ونشر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه.

وفي السياق نفسه، توجد مخاوف متعلقة بسلامة تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض، كما ينظر بعضهم إلى التقنية بصفتها وسيلة لإطالة دور الوقود الأحفوري في الاقتصاد العالمي بدلًا من اعتماد تقنيات الطاقة النظيفة.

ومن بين أساليب التخلص من مخاطر الاستثمار في احتجاز الكربون وتخزينه، العمل على تطوير إطار تنظيمي دولي واضح وتنفيذ اللوائح، وإنشاء سوق مستقرة لتقنية احتجاز الكربون وتخزينه التي تتوافق مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، إلى جانب تكثيف البحث والتطوير، بهدف تقليل تكلفة التقنية.

ودعا التقرير كذلك إلى استكشاف نماذج جديدة لتمويل مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، كالسندات الخضراء، وبرامج تحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق