التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة متجددةكهرباء

مزارع الرياح البحرية الأوروبية ستولّد 450 غيغاواط بحلول 2050 (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تطوير البنية التحتية للشبكة البحرية كان غير منسق نسبيًا حتى وقت قريب
  • رُبطت مزارع الرياح عمومًا بنقطة اتصال واحدة مع القليل من التخطيط المنسق
  • توجد حاليًا مزارع رياح بحرية هجينة متصلة بأكثر من شبكة وطنية واحدة
  • تتميّز مزارع الرياح البحرية الهجينة بأنها توفر المال والمساحة وتعزّز تدفقات الكهرباء

أشار تقرير جديد إلى أن مزارع الرياح البحرية الأوروبية ستشهد توسعًا كبيرًا خلال الأعوام المقبلة، ما سيؤهلها إلى توليد نحو 450 غيغاواط بحلول عام 2050.

وقال التقرير -الذي نشرته شركة هيتاشي إنرجي اليابانية وهيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب"، إنه نظرًا إلى أن القارة العجوز وضعت طاقة الرياح البحرية في صميم سياسات انتقال الطاقة لديها، فقد تعهّدت الحكومات في جميع أنحاء أوروبا فيما بينها بتقديم 150 غيغاواط من طاقة الرياح بحلول عام 2030، وسيتطلب تحقيق ذلك استثمارات كبيرة في البنية التحتية للشبكة.

وأوضح التقرير -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن أوروبا بحاجة إلى الاستثمار بصورة كبيرة في الشبكات البحرية، لتسهيل وصول الكميات الكبيرة من كهرباء مزارع الرياح الجديدة، وأنّ تطوير ما يُسمى "الشبكة المتداخلة" سيكون ضروريًا لتعزيز طاقة الرياح البحرية في أوروبا.

وتتسم هذه المجموعات من مزارع الرياح البحرية الأوروبية بعدد أقل من خطوط الربط المتصلة بالشاطئ، التي يمكنها توجيه الكهرباء إلى شبكتين وطنيتين أو أكثر، وفقًا لتقرير هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب" (WindEurope)، الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه.

ويرى محللون أن تطوير البنية التحتية للشبكة البحرية كان غير منسق نسبيًا حتى وقت قريب، إذ رُبطت مزارع الرياح عمومًا بنقطة اتصال واحدة مع القليل من التخطيط المنسق للتطوير المستقبلي.

في المقابل، تُستعمل مراكز الوصل البينية تحت سطح البحر بصفة أساسية لتربط نظامين منفصلين فقط من أنظمة نقل الكهرباء الوطنية.

مزارع الرياح البحرية الهجينة

توجد -حاليًا- مزارع رياح بحرية هجينة متصلة بأكثر من شبكة وطنية واحدة. وتربط مزرعة الرياح كريغرز فلاك في بحر البلطيق الشبكتين الدنماركية والألمانية. وتريد العديد من الدول الأوروبية الجمع بين أصول النقل ومزارع الرياح البحرية.

وتتميّز مزارع الرياح البحرية الهجينة هذه بأنها توفّر المال والمساحة، وتعزّز تدفقات الكهرباء بين البلدان، بحسب تقرير جديد نشرته شركة هيتاشي إنرجي اليابانية وهيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب".

وسوف يؤدي التطور الطبيعي للمشروعات البحرية الهجينة إلى ربط بعضها ببعض، لتشكيل شبكات بحرية متداخلة. وسيتطلب ذلك نشر الشبكة البحرية على نطاق واسع وتعزيز الشبكة البرّية، وفق التقرير الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه.

ويبدو في الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استثمارات طاقة الرياح في أوروبا بين عامي 2013 و2022:

استثمارات طاقة الرياح في أوروبا

جُزُر الطاقة

ستكون جزر الطاقة نقطة انطلاق رئيسة للشبكات البحرية المتداخلة. فقد أعلنت بلجيكا وهولندا والدنمارك خططًا لبناء هذه الجزر.

وستصبح هذه الجُزُر مراكز لتجميع الكهرباء من مزارع الرياح المحيطة ونقلها إلى الشبكات المجاورة، وستجعل من طاقة الرياح ركيزة للتعاون الإقليمي.

ولن تعمل فقط بصفتها مراكز لتجميع الكهرباء من مزارع الرياح المحيطة، ونقلها إلى الشبكات المجاورة، وإنما ستضع -أيضًا- طاقة الرياح بصفتها منارة للتعاون الإقليمي.

تُجدر الإشارة إلى أنّ تقنيات بناء حلول الشبكة هذه متاحة، ولكن يجب نشرها على نطاق واسع وبسرعة أكبر، وفقًا لما نشرته هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب" (WindEurope).

وسيحتاج المطورون إلى مزيد من الوضوح على المستوى الأوروبي للتخفيف من مخاطر الاستثمار من أجل تسريع نشر الشبكات الهجينة. وتحتاج الحكومات الوطنية إلى توفير إطار حوكمة واضح.

ويُعدّ النهج الحالي للربط المتتابع واضحًا نسبيًا، رغم أن تطور الشبكات البحرية المتداخلة يمثّل فرصة مواتية من شأنها أن تساعد على زيادة انتشار مصادر الطاقة المتجددة إلى أقصى حد.

ودعا تقرير جديد نشرته شركة هيتاشي إنرجي اليابانية وهيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب" إلى معالجة التعقيدات الجديدة التي تفرضها المحطات المتعددة والبائعون، وربط مجموعات مزارع الرياح والأسواق بما في ذلك الحاجة إلى نموذج حوكمة فاعل.

ربط مزارع الرياح الأوروبية

على صعيد آخر، يتطلب تطوير شبكة متداخلة بحرية سلاسل إمداد مرنة ورؤية لتطورات المشروع عبر إطار زمني أطول.

ويشير المحللون إلى ضرورة أن يخطط صانعو السياسات لهذه التوسعات وفقًا لذلك، وأن يبتكر المعنيون في الصناعة نماذج أعمال متطورة.

مزارع الرياح البحرية الأوروبية
توربين رياح عائم أمام سواحل بلغاريا - الصورة من Eolink

بالإضافة إلى ذلك، فإن أحد الموضوعات الرئيسة التي يجب معالجتها هو موارد الأشخاص ومهاراتهم لتنفيذ عملية انتقال الطاقة.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب"، جايلز ديكسون: "لقد حددت الحكومات الأوروبية أهدافًا طموحة للرياح البحرية. لكننا بحاجة إلى التركيز على الشبكات أيضًا".

وأضاف: "هناك حاجة إلى استثمارات ضخمة لربط جميع مزارع الرياح البحرية الأوروبية الجديدة هذه بمستهلكي الكهرباء".

وأشار إلى أن "أفضل حل يتمثّل في تطوير شبكة بحرية متداخلة تربط شبكات وطنية متعددة ببعضها البعض".

ودعا إلى "أن تكون الحكومات واضحة بشأن خططها المستقبلية"، موضحًا أن "الشبكة المتداخلة تتطلب تعاونًا عميقًا عبر الحدود وعبر القطاعات، إلى جانب الاستثمارات في سلاسل التوريد والمهارات".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة هيتاشي إنرجي، كلاوديو فاكشين: "ستكون الكهرباء ركيزة لنظام الطاقة المتطور لدينا، وستؤدي الرياح البحرية -بصفتها جزءًا لا يتجزأ من مزيج الطاقة- دورًا مهمًا في مساعدتنا على تحقيق رؤيتنا للحياد الكربوني".

وأردف قائلًا: "يُعد تطوير مراكز الربط البحرية المتتابعة بالمشروعات الهجينة والشبكات البحرية مثالًا متميزًا على الابتكار التقني، وسيحقق فوائد بيئية واجتماعية واقتصادية كبيرة".

وأكّد أنّ التعاون والتنسيق عبر المناطق الجغرافية والقطاعات وأصحاب المصلحة سيكون عامل نجاح رئيسًا في تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة".

وفي عام 2022، تم توصيل 2.5 غيغاواط من الرياح البحرية (306 توربينات) بالشبكة في أوروبا، وفقًا لهيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب".

وتُعدّ هذه أدنى سعة متصلة بالشبكة الأوروبية في عام واحد منذ عام 2016 وأقل بنسبة 30% مما كان متوقعًا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويقترح المحللون أن تقوم البلدان في جميع أنحاء أوروبا بتبسيط عمليات الترخيص وتسريعها والموافقة عليها، وتفعيل إشارات السوق الصحيحة لتعزيز الاستثمارات، ودعم قواعد التصنيع لديها لتحقيق أهداف أوروبا الطموحة في مجال المناخ والطاقة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق