أخبار الغازرئيسيةغاز

الجزائري محمد هامل: الغاز في أفريقيا "أساس التنمية".. ودعوات التخلي عنه "مضللة"

أسماء السعداوي

لا يحظى الغاز في أفريقيا باهتمام كبير، رغم ثراء باطن القارة السمراء بموارده الوفيرة، وحاجة اقتصادات الدول إلى إسهامه اقتصاديًا واجتماعيًا.

وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، الجزائري محمد هامل، أن دعوات التخلي عن خطط تطوير الغاز بأفريقيا "مضللة"، إذ إنه يحمل إمكانات ضخمة لتحقيق التنمية الاقتصادية، بحسب التصريحات التي نشرها المنتدى على موقعه الرسمي، واطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وأكد هامل، موارد الغاز الطبيعي الوفيرة بالقارة، التي يمكن من خلالها تعزيز اقتصادات الدول، وانتشال الملايين من براثن الفقر، وإقامة البنى الأساسية الضرورية لتيسير تبني تكنولوجيات الطاقة بالمستقبل.

جاءت تلك التصريحات خلال الكلمة التي ألقاها الأمين العام محمد هامل، أمام مؤتمر ومعرض موزمبيق للتعدين والنفط والغاز والطاقة 2023، في دورته التاسعة التي عُقدت في عاصمة موزمبيق مابوتو أمس 26 أبريل/نيسان 2023.

فقر الطاقة رغم وفرة الموارد

أشار الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز إلى فقر الطاقة التام في أفريقيا، إذ إنها الأفقر في العالم -على حد تعبيره-، مشيرًا إلى أن الكهرباء لا تصل إلى 600 مليون نسمة.

ويعوق ضعف الوصول للكهرباء التنمية الاقتصادية وفرص التعليم والخدمات الصحية، ما يعمّق الفقر وانعدام المساواة، بحسب هامل.

وفي المقابل، شدد على غنى القارة بموارد الطاقة، مشيرًا إلى أن إطلاق العنان لإمكانات الطاقة الضخمة سيمكّن القارة السمراء من تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، الذي يستهدف الوصول العالمي للطاقة بحلول عام 2030.

إلا أن هذا الهدف يتطلّب 100 مليار دولار أميركي سنويًا، نظير تكلفة توصيل الكهرباء لـ90 مليون نسمة خلال السنوات الـ7 المقبلة، وتحويل 130 مليون نسمة من استعمال وقود الطهي الملوث للبيئة.

محمد هامل يسلط الضوء على إمكانات الغاز في أفريقيا
الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد هامل، خلال مشاركته في مؤتمر ومعرض موزمبيق للتعدين والنفط والغاز والطاقة 2023 - الصورة من حساب المنتدى الرسمي على تويتر

تداعيات تغير المناخ على أفريقيا

لفت الأمين العام إلى استمرار اعتماد أكثر من 900 مليون شخص في أفريقيا على وقود الكتلة الحيوية التقليدي، مثل الخشب والفحم، لاستعمالها في أغراض الطهي والتسخين.

وشدد على أضرار استعمال تلك الأنواع من الوقود، إذ تؤدي إلى التصحر وتلوث الهواء وتُسهم في الوفاة المبكرة لما يُقدّر بـ600 ألف شخص سنويًا.

وفي ضوء التوقعات بزيادة عدد السكان إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، وزيادة الإنتاج الاقتصادي بأكثر من 3 أضعاف، وارتفاع الطلب على الطاقة أيضًا بواقع 82%؛ أشار هامل إلى معاناة أفريقيا بصورة كبيرة آثار تغير المناخ، رغم أنها الأقل تسببًا فيه.

وأوضح أن إجمالي الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري ضئيل للغاية، وتمثّل أفريقيا نسبة تتراوح بين 3% و4% من إجمالي تلك الانبعاثات، رغم أنه يقطن بها 17% من إجمالي التعداد العالمي.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطاقة عالميًا:

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لقطاع الطاقة تسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق

آفاق الغاز في أفريقيا

شدد الأمين العام على أن دعوات التخلي عن تطوير مصادر الغاز في أفريقيا من أجل حماية البيئة "مضللة"، فالقارة السمراء ستكون في مكانة جيدة تمكّنها من الإسهام في الحد من تغير المناخ، كما ستعالج في الوقت ذاته أمن الطاقة واحتياجات التنمية الاجتماعية - الاقتصادية.

وبيّن هامل الدور الحاسم للغاز الطبيعي في هذا الصدد، إذ إن الاستفادة من موارده الوفيرة ستمكّن دول القارة السمراء من تعزيز اقتصاداتها وانتشال الملايين من براثن الفقر وإقامة البنى الأساسية الضرورية لتيسير تبني تكنولوجيات الطاقة بالمستقبل.

إلا أن إطلاق العنان لإمكانات الغاز في أفريقيا لا يخلو من التحديات، وعلى رأسها نقص البنية الأساسية اللازمة لنقله وتوزيعه، بالإضافة إلى إنشاء خطوط الأنابيب ومحطات الإسالة والمرافق اللازمة التي تتطلب استثمارات ضخمة وتخطيطًا طويل المدى.

ودعا هامل في هذا الصدد إلى توفير الموارد المالية اللازمة وتقديم الدعم اللازم من جهات، من بينها بنك التنمية الأفريقي.

كما وصف هامل الغاز الطبيعي بـ"الشريك" لمصادر الطاقة المتجددة، وعامل دعم واستقرار لشبكات الكهرباء، كما يؤدي دورًا حيويًا في إنتاج المخصبات الزراعية والبتروكيماويات.

ميزات هائلة للغاز الطبيعي

في السياق ذاته، عدّد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، محمد هامل، مزايا الغاز الطبيعي، متوقعًا أن يصبح له دور أساسي في تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة في العالم.

وأوضح أن الغاز الطبيعي مصدر أكثر نظافة وكفاءة للطاقة مقارنة بالنفط والغاز، كما أن ملوثات الهواء والانبعاثات مسببة للاحتباس الحراري الصادرة عنه أقل بصورة كبيرة.

واستشهد الأمين العام بتقرير الآفاق طويلة المدى الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز، إذ من المتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي بنسبة 36% بحلول عام 2050، كما أن نسبته في مزيج الطاقة العالمي معرضة للزيادة بنسبة تتراوح بين 23% و26%، وهي الأعلى بين الهيدروكربونات.

وحتى مع تسارع جهود إزالة الكربون من مصادر الوقود، يُتوقع أن يواصل الغاز الطبيعي نموه ولو كان بسرعة أقل، بحسب الأمين العام للمنظمة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- دور الغاز الطبيعي في تحول الطاقة:

الغاز الطبيعي - تحول الطاقة

توصيات لتعزيز الطاقة المتجددة

يحتاج العالم وأفريقيا بصورة خاصة إلى مزيد من موارد الطاقة في مناحي الحياة كافّة، لكنه يجب أن يكون بصورة أنظف وأقل تسببًا في غازات الاحتباس الحراري، بحسب هامل.

ومن أجل ذلك، قدّم الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز توصيات مهمة، من أجل توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والتكنولوجيات المتقدمة.

ومن بين هذه التوصيات، الاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والحد من حرق الغاز بحقول النفط، وخفض انبعاثات الميثان، والتحول إلى من الفحم إلى الغاز، واحتجاز الكربون واستهلاكه وتخزينه، وتعزيز الهيدروجين منخفض الكربون، وتبني حلول حديثة للكتلة الحيوية.

كما أوصى محمد هامل بتقديم دعم سريع إلى السياسات ذات الصلة، وتقديم حوافز مالية ونقدية، ووضع أُطر عمل مصممة جيدًا من أجل تمكين السوق من التحول السلس والعملي للطاقة النظيفة.

ودعا أمين عام منتدى الدول المصدرة للغاز، الحكومات والصناعات والأوساط الأكاديمية إلى تيسير نشر نطاق تلك الحلول المبتكرة وتوسيعها.

"يتعيّن علينا منح الأولوية لنقل التكنولوجيا للدول النامية، بما يتماشى مع الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ"، بحسب هامل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق