التقاريرالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

أطول خطوط أنابيب النفط في العالم (خرائط وأرقام)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • تُعَد روسيا نقطة بداية أطول خطين لنقل النفط الخام في العالم.
  • خط أنابيب دروجبا الأطول في العالم ويمتد لنحو 5 آلاف و500 كيلومتر.
  • خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادئ ينقل الخام من روسيا إلى الصين.
  • خط أنابيب كيستون يؤدي دورًا مهمًا في نقل النفط لجميع أنحاء أميركا الشمالية.
  • صناعة النفط تطور 24 ألفًا و166 كيلومترًا من خطوط الأنابيب الجديدة عالميًا.

بالنظر إلى المسافات التي تقطعها أطول خطوط أنابيب النفط في العالم؛ فإنها تُعَد إنجازًا هندسيًا رائعًا للبشرية، لتلبية الطلب على الخام عبر تجميعه ونقله وتوزيعه من مناطق الإنتاج إلى الاستهلاك.

وشهدت خطوط أنابيب النفط تحسينات كبيرة من حيث التصميم والمواد وتدابير السلامة منذ بداية استعمالها في القرن الـ19، وباتت -حاليًا- تمتد لآلاف الكيلومترات، وفق المعلومات التي اطلّعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وتتطلب خطوط أنابيب نقل النفط قدرًا هائلًا من التخطيط والبناء يستغرق سنوات، إن لم تكن عقودًا، ورغم ذلك؛ فقد أصبحت لا غنى عنها، بل تواصل الدول تطوير المزيد من المشروعات لتلبية الطلب المتزايد على الخام، على الرغم من مخاوف أن تصبح أصولًا عالقة في نهاية المطاف، مع التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة.

وترصد وحدة أبحاث الطاقة في السطور التالية، أطول خطوط أنابيب النفط في العالم، والتي تُعَد روسيا نقطة انطلاق لاثنين منها.

1- خط أنابيب دروجبا

يُعَد خط أنابيب دروجبا -يُعرف أيضًا باسم خط أنابيب الصداقة أو خط أنابيب كوميكون- أطول خطوط أنابيب النفط الخام في العالم؛ حيث يبلغ الطول الإجمالي بما في ذلك جميع فروعه نحو 5 آلاف و500 كيلومتر، حسب بيانات الرابطة الدولية لناقلي النفط (IAOT).

وفي أواخر الخمسينيات، بدأت فكرة إنشاء خط الأنابيب لتزويد حلفاء الاتحاد السوفيتي في أوروبا الشرقية بالنفط، وبدأت عملية البناء سريعًا بحلول عام 1960، قبل أن يدخل مرحلة التشغيل الكامل عام 1964.

ويمتد خط أنابيب دروجبا -الذي تمتلكه شركة ترانسنفط الروسية- من مدينة ألميتيفسك في وسط روسيا؛ حيث تلتقي خطوط الأنابيب التي تحمل النفط الخام من سيبيريا والأورال وبحر قزوين إلى مدينة موزير في بيلاروسيا، وهناك ينقسم إلى فرعين: شمالي وجنوبي، كما تُظهر الخريطة أدناه:

خط أنابيب دروجبا

يمر الفرع الشمالي عبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا، بينما يمر الفرع الجنوبي عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا وجمهورية التشيك والمجر، وفق بيانات الرابطة الدولية لناقلي النفط.

وتبلغ سعة أطول خطوط أنابيب النفط عالميًا نحو 1.4 مليون برميل يوميًا، ويمكن أن تصل إلى مليوني برميل يوميًا؛ لذلك يُعَد أكبر شريان رئيس لنقل النفط الروسي -والخام القازاخستاني أيضًا- إلى أوروبا.

وينقل الخط قرابة مليون برميل يوميًا من الخام الروسي إلى أوروبا، لكنه تعطل عدّة مرات في عام 2022، نتيجة للحرب في أوكرانيا، إلى جانب رغبة دول الاتحاد الأوروبي في الابتعاد عن الواردات الروسية.

وقررت بولندا وألمانيا تطوعًا وقف مشتريات النفط الخام عبر خط أنابيب دروجبا بحلول نهاية عام 2022، تزامنًا مع الحظر الأوروبي على واردات النفط الروسية المنقولة بحرًا بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، قبل أن تتراجع الدولتان عن هذه الخطوة فيما بعد.

ورغم ذلك؛ فقد أوقفت موسكو صادرات النفط الروسي إلى بولندا عبر خط أنابيب دروجبا في فبراير/شباط 2023، لكنها سمحت بمرور النفط القازاخستاني عبر الخط إلى ألمانيا.

ومع الرغبة في الابتعاد عن النفط الروسي، تعمل ألمانيا على زيادة وارداتها من النفط القازاخستاني عبر خط أنابيب دروجبا؛ خاصة بعد موافقة روسيا، في 13 يناير/كانون الثاني 2023، على نقل 300 ألف طن (2.13 مليون برميل) من الخام القازاخستاني إلى برلين، خلال الربع الأول من 2023.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أبرز المعلومات عن أطول خطوط أنابيب النفط في العالم:

خط أنابيب دروجبا

تجدر الإشارة إلى أن خط أنابيب دروجبا سيأتي في المرتبة الثانية ضمن قائمة أطول خطوط أنابيب النفط عالميًا، بعد خط أنابيب كولونيل في حالة أخذ خطوط نقل المشتقات النفطية في الحسبان.

ويمتد كولونيل لأكثر من 8 آلاف و800 كيلومتر في الولايات المتحدة، وينقل المنتجات النفطية من هيوستن في تكساس إلى ميناء نيويورك، ولمعرفة المزيد من المعلومات حول هذا الخط يُرجى الضغط هنا.

2- خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادئ

بطول 4 آلاف و857 كيلومترًا، يأتي خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادئ في المركز الثاني بين أطول خطوط أنابيب النفط عالميًا؛ حيث ينقل الخام من روسيا إلى أسواق آسيا والمحيط الهادئ في اليابان والصين وكوريا الجنوبية.

ويمتد خط أنابيب شرق سيبيريا من مدينة تايشيت بإقليم إيركوتسك في وسط سيبيريا، إلى كوزمينو على الساحل الشرقي لسيبيريا، قبل أن يتصل بمدينة سكوفورودينو الروسية، القريبة من الحدود الشمالية للصين، ثم إلى داتشينغ الصينية، حسب بيانات ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

وبدأ بناء ثاني أطول خطوط أنابيب النفط في العالم -الذي تشغله شركة ترانسنفط الروسية- عام 2006، واكتملت المرحلة الأولى عام 2009 بسعة نقل تصل إلى 80 مليون طن سنويًا (586 مليون برميل سنويًا)، كما انتهت المرحلة الثانية بقدرة 50 مليون طن سنويًا (366 مليون برميل سنويًا) أواخر 2012.

في عام 2009، وقّعت روسيا صفقة مع الصين لبناء فرع منفصل من خط الأنابيب، قادر على إمداد بكين بنحو 15 مليون طن سنويًا من النفط، أو 300 ألف برميل يوميًا من الخام الروسي حتى عام 2029، مقابل قرض بقيمة 25 مليار دولار لشركتي ترانسنفط وروسنفط الروسيتين.

وبدأت روسيا تسليم النفط إلى الصين عبر هذا الفرع في يناير/كانون الثاني 2011، ومن أجل تعزيز اتصالها مع النفط الروسي، أنشأت بكين خط أنابيب فرعيًا موازيًا في عام 2018، لتتلقى 15 مليون طن متري إضافية من روسيا سنويًا، ليتمتع الخطان -المتفرعان من خط شرق سيبيريا والمحيط الهادئ الرئيس- حاليًا بقدرة سنوية مجمعة تبلغ 35 مليون طن سنويًا (0.7 مليون برميل يوميًا).

وفي عام 2022، ارتفعت واردات الصين من النفط الخام الروسي -تشمل الشحنات المنقولة بحرًا- بنسبة 8.2% على أساس سنوي، لتصل إلى 1.7 مليون برميل يوميًا، وفق بيانات إدارة الجمارك الصينية.

وتحصل الصين على الخام الروسي -أيضًا- عبر قازاخستان عن طريق خط أنابيب أتاسو-ألاشانكو، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي عام 2022، وقّعت الصين مع روسنفط الروسية اتفاقية لتوريد 100 مليون طن من النفط -أو ما يعادل 200 ألف برميل يوميًا- إلى الصين عبر قازاخستان لمدّة 10 سنوات إضافية تنتهي في 2034.

وترغب روسيا في تعزيز صادراتها إلى الصين بعد ابتعاد أوروبا عن الخام الروسي على خلفية غزو أوكرانيا، في الوقت نفسه، تسعى بكين إلى تأمين إمدادات نفطية أقل تكلفة، وهو الهدف الذي يساعد على تحقيقه ثاني أطول خطوط أنابيب النفط في العالم.

3- خط أنابيب كيستون

يبلغ طول خط أنابيب كيستون نحو 4 آلاف و324 كيلومترًا، وفق بيانات شركة تي سي إنرجي الأميركية، التي تشغل الخط؛ إذ يؤدي دورًا رئيسًا في توصيل إمدادات النفط إلى الأسواق بجميع أنحاء أميركا الشمالية.

وبدأ ثالث أطول خطوط أنابيب النفط عالميًا -الذي ينقل حاليًا 622 ألف برميل يوميًا- العمل في عام 2010، من مدينة هارديستي في ألبرتا الكندية إلى ولاية إلينوي في الولايات المتحدة، قبل إنشاء المرحلة الثانية لنقل الخام إلى كوشينغ في أوكلاهوما، ثم المرحلة الثالثة إلى ولاية تكساس.

وكانت هناك خطة لبناء مرحلة رابعة، المعروفة باسم مشروع كيستون إكس إل، بسعة 830 ألف برميل يوميًا، من ألبرتا الكندية إلى ستيل سيتي في ولاية نبراسكا الأميركية، وتصل تكلفتها إلى 9 مليارات دولار.

ورغم ذلك تعرّض هذا المشروع لعدّة تأجيلات، بسبب المخاوف البيئية، قبل أن يعلق الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، المشروع في 2015، معترفًا بتهديداته للمناخ والنظم البيئية ومصادر مياه الشرب والصحة العامة.

ومع ذلك، أعاد الرئيس السابق دونالد ترمب، إحياء المشروع، قبل أن يقرر الرئيس الحالي جو بايدن إيقافه مرة أخرى، وهو ما جعل شركة تي سي إنرجي تقرر وقف المشروع نهائيًا في منتصف 2021.

وترصد الخريطة التالية، التي أعدّتها وحدة أبحاث الطاقة، شبكة خط أنابيب كيستون العاملة ومشروع كيستون إكس إل المقترح:

خط أنابيب كيستون

ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وقرار الولايات المتحدة حظر النفط الروسي، ظهر خط أنابيب كيستون إكس إل على الساحة مجددًا؛ إذ قال رئيس وزراء ألبرتا الكندية جيسون كيني، إنه يمكن إحياء المشروع حال تراجُع الإدارة الأميركية عن قرار الإلغاء.

وفي نهاية 2022، شهد خط كيستون أكبر تسرب نفطي منذ عام 2013 في ولاية نبراسكا الأميركية، مع تقديرات بأن البراميل المنسكبة بلغت 14 ألف برميل، ليتوقف الخط من 7 ديسمبر/كانون الأول، قبل الموافقة على خطة إعادة تشغيله مرة أخرى في يوم 23 من الشهر نفسه.

4- خط أنابيب قازاخستان-الصين

يبلغ طول خط قازاخستان والصين 2798 كيلومترًا، ليكون في المرتبة الرابعة بقائمة أطول خطوط أنابيب النفط عالميًا، ويُنظر إليه على أنه أول خط أنابيب لتصدير الخام مباشرة إلى الصين من آسيا الوسطى.

كما أنه ينقل الخام من غرب سيبيريا في روسيا إلى ميناء أتاسو النفطي بمنطقة كاراغندا في قازاخستان، ثم إلى الصين.

وينقل الخط –الذي يعرف أيضًا باسم خط أنابيب النفط أتاسو-ألاشانكو- 20 مليون طن من النفط، ما يعادل 142 مليون برميل سنويًا، وتعود ملكيته بالتساوي إلى شركة النفط الوطنية الصينية (سي إن بي سي) وشركة النفط القازاخستانية (كاز موناي غاز).

ويبدأ رابع أطول خطوط أنابيب النفط عالميًا في الأصل من ميناء أتيراو في قازاخستان وينتهي في مدينة ألاشانكو بإقليم شينجيانغ الصيني.

وانتهى بناء الجزء الأول من خط الأنابيب بدءًا من حقول النفط في منطقة أكتوبي إلى أتيراو القازاخستانية في عام 2003، بينما بدأت المرحلة الثانية من أتاسو القازاخستانية إلى ألاشانكو الصينية في سبتمبر/أيلول 2004، وانتهى البناء بعد 14 شهرًا.

بينما انتهت المرحلة الأخيرة من بناء خط الأنابيب، من كينكياك إلى كومكول في قازاخستان خلال عام 2009، وفق البيانات التي اطلّعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

تطوير خطوط أنابيب جديدة

تطوّر صناعة النفط 24 ألفًا و166 كيلومترًا من خطوط الأنابيب الجديدة حول العالم، منها 10 آلاف و351 كيلومترًا قيد الإنشاء، مستفيدة من الأرباح القياسية المحققة جراء ارتفاع أسعار النفط والغاز خلال عامي 2021 و2022، وفق بيانات مؤسسة غلوبال إنرجي مونيتور.

ويتعارض بناء خطوط أنابيب النفط مع الجهود الرامية إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، فضلًا عن أن هذه الخطوط قد تواجه خطر أن تصبح أصولًا عالقة مع الانتقال العالمي إلى مصادر الطاقة المتجددة؛ ما يهدد استثمارات تتجاوز 75 مليار دولار لمطوري هذه المشروعات.

وعلى النقيض من ذلك، يرى تقرير صادر عن منتدى الطاقة الدولي ومنصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، أن صناعة النفط والغاز تحتاج إلى تعزيز استثماراتها في قطاع الاستكشاف والإنتاج ليصل إلى 640 مليار دولار بحلول 2030، مقابل 499 مليار دولار خلال 2022، من أجل ضمان إمدادات كافية؛ ما يعني ضرورة الحاجة لتطوير البنية التحتية.

وبالعودة إلى تطوير خطوط أنابيب النفط؛ فإن الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول المطورة، بطول 2829 كيلومترًا، وتكلفة تبلغ 7.9 مليار دولار، وتقع غالبية المشروعات في حوض برميان.

وتحتل الهند المرتبة الثانية عالميًا؛ حيث تُطور خطوط بطول 2824 كيلومترًا، وتصل تكلفتها إلى 4 مليارات دولار، وفق التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، قائمة أكثر 20 دولة تطويرًا لخطوط أنابيب النفط حول العالم:

قائمة البلدان الـ20 الأولى الأكثر تطويرًا لخطوط أنابيب النفط

بينما تأتي الصين في المرتبة الثالثة بين أكبر مطوري خطوط الأنابيب بطول 2533 كيلومترًا، وبتكلفة تصل إلى 4.2 مليار دولار.

كما تعمل روسيا على تطوير 2000 كيلومتر من خطوط الأنابيب، بتكلفة تُقدر بنحو 4 مليارات دولار، مع رغبتها في تعزيز البنية التحتية حتى تكون قادرة على تسهيل وصول صادراتها إلى أسواق أخرى بعيدًا عن أوروبا، بعد أزمة غزو أوكرانيا.

وفي المرتبة الخامسة عالميًا بين الدول المطورة لخطوط أنابيب النفط، تأتي دولة تنزانيا؛ حيث تعمل على تطوير خطوط أنابيب تمتد لمسافة 1932 كيلومترًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق