أخبار النفطرئيسيةنفط

سافانا إنرجي وإكسون موبيل تتسببان في أزمة دبلوماسية بين تشاد والكاميرون

سحب السفير من ياوندي وسط اتهامات بالتدخل في شؤون تشاد

رجب عز الدين

تسببت شركتا سافانا إنرجي البريطانية وإكسون موبيل الأميركية في نشوب أزمة دبلوماسية بين تشاد والكاميرون على خلفية صفقة استحواذ محل جدل بين الشركات ومسؤولي الدولتين.

وأعلنت الحكومة التشادية استدعاء سفيرها لدى الكاميرون، بدعوى تدخل مسؤولين من البلد المجاور في شؤونها الداخلية، وفقًا لموقع إنرجي فويس المتخصص (energy voice).

واتهم السكرتير العام لرئاسة الجمهورية في تشاد غالي نجوث جاتا، شخصيات من الكاميرون -لم يحددهم- بالتوافد على شركة سافانا إنرجي المنخرطة في نزاع مع بلاده في الوقت الحالي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

لماذا توترت العلاقات؟

جاءت خطوة سحب السفير، بعد إعلان شركة النفط والغاز الوطنية الكاميرونية "إس إن إتش" عقد صفقة مع شركة سافانا إنرجي لشراء 10% من خط أنابيب تصدير النفط الممتد من تشاد إلى الكاميرون.

ووقّعت الشركتان اتفاقية في 20 أبريل/نيسان 2023، لنقل هذه الحصة في شركة "كاميرون أويل ترانسبورتاشن" مقابل 44.9 مليون دولار، ما دفع حكومة تشاد إلى ارسال اعتراض رسمي مكتوب في اليوم نفسه.

واحتجت تشاد، في خطاب الاعتراض، على أن هذه الصفقة تتعارض مع الاتفاقيات المؤسسة والمنظمة لشركة "كاميرون أويل ترانسبورتاشن" (سي أو تي سي أو)، المالكة لخط أنابيب تصدير النفط الممتد بين البلدين.

السيطرة على خط الأنابيب

سافانا إنرجي
مهندسون في مواقع إنتاج سافانا إنرجي- الصورة من موقع الشركة

تسعى الكاميرون منذ سنوات إلى زيادة حصتها في خط الأنابيب، بهدف إحكام السيطرة عليه، كما تسعى شركة سافانا إنرجي البريطانية إلى الهدف نفسه، ما أثار حفيظة المسؤولين في تشاد.

وعرضت شركة سافانا إنرجي البريطانية في عام 2021 شراء 21% من حصة شركة النفط والغاز الوطنية الكاميرونية "إس إن إتش" في خط الأنابيب مقابل 275 مليون دولار.

وحاولت الحكومة الكاميرونية، في عام 2022، إجراء مفاوضات مع تشاد لزيادة حصتها في خط الأنابيب، عبر زيارات لوفود رسمية رفيعة المستوى في أبريل/نيسان، ونوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وترأس الوفد الأول نائب رئيس الوزراء الكاميروني -آنذاك- أمادو علي، في حين ترأس الوفد الثاني نائب السكرتير العام لرئاسة الجمهورية بول إلونغ تشي، لكن لم ينجح الوفدان في اقتناص حصة أكبر من خط الأنابيب، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

تأميم أصول إكسون موبيل

توترت العلاقات بين حكومة البلدين بعد إعلان شركة إكسون موبيل الأميركية -المساهمة في الخط- بيع أصولها في تشاد والكاميرون إلى شركة سافانا إنرجي البريطانية في ديسمبر/كانون الأول 2022، مقابل 407 ملايين دولار.

واعترضت تشاد على هذه الصفقة بطريقة متشددة، عبر تأميم أصول إكسون موبيل في البلاد 23 مارس/آذار 2023، ما أسهم في تأجيج النزاع مع كبرى شركات النفط والغاز العالمية.

ونص قرار التأميم على مصادرة جميع أصول وحقوق الامتياز وتراخيص الاستكشاف الممنوحة لشركة "إيسو إكسبلوراشن آند برودكشن تشاد" التابعة لشركة إكسون موبيل الأميركية.

واحتجت الحكومة التشادية على هذه الصفقة، بأن شروطها النهائية تخالف الالتزامات التعاقدية مع شركة إكسون موبيل الأميركية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأكدت الحكومة اتخاذها الإجراءات الضامنة لمصالحها كافّة، بما في ذلك اللجوء إلى المحاكم الدولية، لوقف عملية البيع ونقل الأسهم بين الشركتين الأميركية والبريطانية.

وتمتلك إكسون موبيل 40% من خط أنابيب تصدير النفط بين تشاد والكاميرون، بالإضافة إلى 40% من مشروع دوبا النفطي في تشاد، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية قرابة 28 ألف برميل يوميًا.

معضلة الدولة الحبيسة

يمتد خط أنابيب النفط المشار إليه على طول 1000 كيلومتر بين تشاد والكاميرون، وهو خط حيوي للغاية بالنسبة إلى دولة حبيسة جغرافيًا مثل تشاد، إذ تستعمل الخط لنقل نفطها الخام إلى ساحل خليج غينيا ومنه إلى أسواق أوروبا وغيرها.

وتعاني الدول النفطية -التي لا تطل على سواحل- معضلة المرور التي تضطرها إلى استعمال أراضي الغير وسواحله، لتصدير منتجاتها إلى الخارج، وكذلك استيراد احتياجاتها، ما يجعلها في وضع شبه تابع لدولة المرور.

وليست تشاد وحدها من تعاني معضلة الدولة الحبيسة في أفريقيا، وإنما تشاطرها 14 دولة أفريقية أخرى المصير نفسه، من أبرزها: بوركينا فاسو، وإثيوبيا، ومالي، والنيجر، ورواندا، وجنوب السودان، وأوغندا، وزامبيا، وزيمبابوي.. ودول أخرى، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ولهذا السبب تخشى تشاد زيادة سيطرة الأطراف الخارجية على خط أنابيب شديد الحيوية بالنسبة إليها، وتحاول التفاوض مع الشركات الراغبة في التخارج لشراء حصصها بدلًا من الآخرين.

بتروناس تخذل سافانا

سافانا إنرجي
مهندسون في شركة بتروناس الماليزية - الصورة من the malaysia voice

حاولت شركة سافانا إنرجي البريطانية الاستحواذ على حصص شركة بتروناس الماليزية في تشاد العام الماضي (2022)، لكنها لم تنجح بسبب تفضيل الشركة الماليزية البيع لأطراف تشادية في نهاية المطاف.

وحاولت تشاد الحصول على موافقة الأطراف الكاميرونية لإتمام صفقة الشراء من بتروناس الماليزية، إلا أنها قُوبلت بالتجاهل، وفقًا لخطاب اعتراض رئاسي مرسل للكاميرون بتاريخ 20 أبريل/نيسان 2023.

وقال السكرتير العام لرئاسة الجمهورية في تشاد غالي نجوث جاتا، إن بلاده ستدافع عن مصالح شعبها مرة أخرى، متهمًا المسؤولين في الكاميرون بتقويض العلاقة بين البلدين.

وتسعى شركة سافانا إنرجي البريطانية إلى تعزيز التعاون مع الكاميرون في مجالات مختلفة، وسط اضطراب مصالحها في دولة الجوار تشاد.

ووقّعت سافانا إنرجي، الأسبوع الماضي، اتفاقية لبناء مشروع لإنتاج الطاقة الكهرومائية شمال الكاميرون بطاقة 75 ميغاواط.

اضطرابات تشاد

يُشار إلى أن تشاد تشهد اضطرابات سياسية وعسكرية ممتدة منذ سنوات، بسبب قتالها ضد مجموعات مسلحة متمردة شمال البلاد، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُوفي الرئيس التشادي إدريس ديبي في أبريل/نيسان 2021، متأثرًا بجروح عميقة أصيب بها خلال مشاركته الميدانية في القتال ضد المتمردين، على غير المعتاد في حالة الرؤساء وقادة الدول.

وأعلن الجيش حل البرلمان والحكومة وتشكيل مجلس عسكري انتقالي يضم 15 عضوًا لإدارة البلاد بعد وفاة الرئيس، وذلك لمدة 18 شهرًا، تُسلّم بعدها السلطة إلى حكومة منتخبة.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن نجل الرئيس اللواء محمد إدريس ديبي -37 عامًا- حل المجلس العسكري وتنصيب نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق