كهرباءتقارير السياراتتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءرئيسيةسياراتطاقة متجددة

شركات تايوانية تستغل محطات تبديل البطاريات للدراجات في توفير الكهرباء للمنازل

في خطوة تستهدف تنويع مصادر الإيرادات ودعم الشبكة الوطنية

رجب عز الدين

تتجه تايوان لاستعمال محطات تبديل البطاريات الخاصة بالدراجات الكهربائية في توفير الكهرباء للمنازل خلال الذروة التي تتعرض فيها الشبكة لضغوط عالية من قبل المستهلكين.

وأعلنت شركة غوغورو المتخصصة -مقرّها تايبيه- تحويل 20% من محطاتها على مستوى البلاد إلى محطات كهرباء افتراضية قادرة على إرسال الكهرباء إلى الشبكة بصورة احتياطية، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

وتعدّ شركة غوغورو واحدة من أكبر الشركات المتخصصة بإنشاء محطات تبديل البطاريات للدراجات الكهربائية في تايوان، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

12 ألف محطة

افتتحت الشركة أكثر من 12 ألف محطة منذ تأسيسها عام 2015، كما يتسع نشاطها الناشئ إلى إندونيسيا والفلبين والهند عبر برامج تجريبية ما زالت محل تطوير وتوسع.

وتتيح محطات الشركة تغيير بطاريات الدراجات الكهربائية ذات العجلتين أو الـ3 عجلات في غضون دقيقة واحدة، ما يوفر أوقات الشحن على مالكي الدراجات.

وبلغ عدد العملاء النشطين لمحطات غوغورو أكثر من 500 ألف شهريًا، بينما بلغ متوسط عدد المقايضات التي تُجرى عبر شبكتها الإلكترونية قرابة 260 عملية كل دقيقة.

تحويل 2500 محطة

محطات تبديل البطاريات
الرئيس التنفيذي لشركة غوغورو هوارس لوك- الصورة من forbes

تتيح الشركة خدمات تبديل البطارية عبر استعمال إحدى التطبيقات الذكية، مقابل رسوم اشتراك تبلغ 849 دولارًا تايوانيًا (27.7 دولارًا)، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

( الدولار الأميركي = 30.5 دولارًا تايوانيًا جديدًا).

وأعلنت الشركة التايوانية تحويل 2500 محطة من محطات تبديل البطاريات إلى محطات كهرباء افتراضية لدعم الشبكة الوطنية في تايوان خلال أوقات الذروة أو الطوارئ.

وتستطيع هذه المحطات تخزين ما يصل إلى 150 ميغاواط/ساعة من الكهرباء، ما يكفي لتشغيل 500 منزل محلي لمدة شهر، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

الوقود الأحفوري 80%

تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز أهداف تايوان في خفض الانبعاثات عبر دمج أكبر قدر ممكن من محطات تبديل البطاريات في الشبكة الوطنية بصورة احتياطية، وفقًا للرئيس التنفيذي للشركة هوراس لوك.

وتعتمد تايوان، ذات الحكم الذاتي المنفصل جزئيًا عن الصين، على مزيج من الوقود الأحفوري لتوليد 80% من احتياجاتها من الكهرباء.

وتخطط الحكومة التايوانية لتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري بصورة تدريجية؛ أملًا في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، متقدمة على الصين بـ10 سنوات.

وتستكشف شركة غوغورو فكرة تحويل محطات تبديل البطاريات إلى محطات كهرباء افتراضية، في إطار توجّه عدد من الشركات الآسيوية والعالمية إلى هذه الخطط لتعزيز الاستفادة من محطاتها بدلًا من حصرها في استعمال واحد.

مصالح متبادلة

يمكن للمحطات الافتراضية المحولة أن تساعد مرافق الكهرباء في تايوان على تجنّب انقطاع التيار الكهربائي خلال أوقات الذروة في مواسم الصيف على وجه الخصوص.

كما تصبّ هذه المحطات في مصلحة الاتجاه الوطني العام لتخفيض الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء، وزيادة الاعتماد على المصادر النظيفة والمستدامة.

كما يمكن للشركات أن تعزز مصادر الإيرادات من خلال بيع الكهرباء الزائدة عن حاجة مالكي الدراجات الكهربائية إلى الشبكة الوطنية في تايوان، ما يحقق مصلحة للطرفين.

خيارات الشركة الحكومية

أعدّت شركة تايوان باور كوربوريشن -المملوكة للدولة- برنامجًا للشركات التي تخطط لتحويل جزء من محطات تبديل البطاريات إلى محطات كهرباء افتراضية.

ويتيح البرنامج، الذي تشارك فيه غوغورو، خيارات متعددة للشركة، من بينها فصل محطات تبديل البطاريات عن الشبكات مؤقتًا في حالة وجود طلب كبير على الكهرباء في مناطق أخرى.

ويتضمن البرنامج دفع علاوة مالية -لم يُفصَح عن قيمتها- للشركات المنخرطة في هذا البرنامج الذي يستهدف ضمان الاستقرار الكلي للشبكة وتجنّب انقطاع التيار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستطيع محطات تبديل البطاريات استمرار العمل بصورة طبيعية لمدة 65 ساعة في حالة فصلها عن الشبكة، وذلك عبر نظام بطاريات احتياطية خاصة.

ضغوط الشبكات سنويًا

تواجه شبكات الكهرباء ضغوطًا هائلة في أنحاء العالم كافة، سواء في فصل الصيف أو خلال العواصف الثلجية الشديدة، ما يؤدي إلى أعطال دورية تتسبب في انقطاع التيار واضطراب حركة الحياة اليومية للمواطنين؛ نظرًا لتغلغل الكهرباء في جميع مناحي الحياة.

ففي عام 2021، أدت عاصفة ثلجية شديدة إلى انقطاع التيار عن ملايين المواطنين في بعض مناطق ولاية تكساس لعدّة أيام، بسبب الأضرار التي لحقت بمحطات التوليد من الوقود الأحفوري أو الرياح أو المحطات النووية.

وتشير هذه الحالات إلى ضرورة البحث عن بدائل لتعزيز شبكات الكهرباء في أوقات الذروة أو الطوارئ عبر مشروعات مختلفة، من بينها السماح لمحطات تبديل البطاريات بالتحول إلى محطات كهرباء افتراضية احتياطية.

كما تحتاج الدول إلى تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني، مع ابتكار حلول تقنية لاستيعاب الكهرباء الزائدة خلال مواسم الرياح النشطة من ناحية، وتوزيع الكهرباء المخزّنة عند ضعف إمدادات الطاقة الشمسية من ناحية أخرى.

تيسلا ونيو

محطات تبديل البطاريات
دراجة كهربائية أمام محطة تبديل بطاريات- الصورة ketagalan media

بلغ حجم السوق العالمية لمحطات الكهرباء الافتراضية قرابة 1.9 مليار دولار خلال عام 2022، مع توقعات بنموها بنسبة 20% خلال 2023، وفقًا لتقديرات شركة بزنس ريسرش المتخصصة.

واجتذبت محطات الكهرباء الافتراضية "في بي بي إس" شركات السيارات الكهربائية الرائدة في العالم، لا سيما شركة تيسلا التي تعمل على تحويل بعض المنازل التي تستعمل بطارياتها المنزلية إلى محطات كهرباء افتراضية في ولاية تكساس.

كما تروّج شركة "نيو" الصينية الرائدة في تصنيع السيارات الكهربائية لمحطات تبديل البطاريات الخاصة بها بوصفها مصدرًا لإمدادات الكهرباء وتخزينها على المستوى الوطني.

ونجحت شركة نيو في دعم شبكات الكهرباء ببعض المناطق الصينية خلال الصيف الماضي، عندما تراجعت قدرة محطات الطاقة الكهرومائية عن التوليد بسبب ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات قياسية.

وتدخلت نيو لحلّ الأزمة عبر 100 محطة من محطات تبديل البطاريات المحولة إلى محطات كهرباء افتراضية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق