تقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

إنتاج الغاز في النرويج يخالف التوقعات في شهر مارس على عكس النفط

سجلت أكبر عائدات في تاريخها خلال 2022

رجب عز الدين

خالفت معدلات إنتاج الغاز في النرويج -أكبر مورّد لأوروبا- كل التوقعات خلال شهر مارس/آذار 2023، على العكس من إنتاج النفط الذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الشهر نفسه.

وسجلت النرويج ارتفاعًا في إنتاج النفط من جميع القطاعات خلال شهر مارس/آذار 2023، إلّا أن الزيادة في إنتاج الغاز كانت أقلّ من التقديرات الرسمية، وفقًا لموقع أوفشور إنرجي المتخصص (offshore energy)

وبلغت مبيعات الغاز في النرويج، خلال شهر مارس/آذار 2023، قرابة 10.6 مليار متر مكعب، بزيادة طفيفة لم تتجاوز 0.7% عن متوسط إنتاج شهر فبراير/شباط 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

بينما بلغ متوسط إنتاج النفط وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات قرابة 205 آلاف برميل يوميًا خلال شهر مارس/آذار 2023، وفقًا لبيانات مديرية النفط النرويجية.

وبلغ متوسط إنتاج سوائل الغاز الطبيعي قرابة 201 ألف برميل يوميًا، بينما بلغ إنتاج النفط نحو مليون و826 ألف برميل يوميًا بزيادة 0.1% فقط عن التوقعات الرسمية.

كما بلغ متوسط إنتاج المكثفات قرابة 23 ألف برميل يوميًا خلال الشهر المنصرم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

معدلات الربع الأول

إنتاج الغاز في النرويج
منصات حفر في بحر الشمال- الصورة من فايننشال تايمز

بلغ إجمالي إنتاج النفط في النرويج، خلال الربع الأول من عام 2023، قرابة 60.4 مليون برميل نفط مكافئ، مقسمًا بين 25.6 مليون برميل نفط، ونحو 3.3 مليون برميل نفط مكافئ من سوائل الغاز الطبيعي، و31.5 مليون برميل من المكثفات.

وارتفع إنتاج الغاز في النرويج بمعدلات كبيرة منذ الحرب الأوكرانية، في محاولة لتلبية الطلب الأوروبي المتزايد بعد انقطاع الغاز الروسي.

وضاعفت النرويج صادرات الغاز إلى دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أكثر من 10 مرات، لتسجل 117 مليار متر مكعب خلال عام 2022، مقارنة بـ10 مليارات متر مكعب خلال عام 2021.

وجاءت أغلب هذه الصادرات من حقل ترول -أكبر حقول الغاز النرويجية- الذي استحوذ وحده على 10% من الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

أكبر مورد لأوروبا

مع ارتفاع إنتاج الغاز في النرويج، تمكّنت أوسلو من تغطية قرابة 40% من الطلب الأوروبي عبر شبكة مكونة من 22 خط أنابيب، ما دفع كبار المسؤولين الأوروبيين إلى الإشادة بدور النرويج في إنقاذ القارة خلال الشتاء الماضي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأثنت رئيسة المفوضية الأوروبية أوسولا فون دير لاين على دور شركة إكوينور النرويجية التي تسيطر عليها الحكومة، في زيادة الصادرات إلى أوروبا خلال 2022، ما دفع الشركة إلى إعلان استمرارها في إنتاج النفط والغاز إلى ما بعد عام الحياد الكربوني الأوروبي المرتقب (2050).

كما أعلنت النرويج، في يناير/كانون الثاني 2023، طرح عدد قياسي من المربعات أمام الشركات الراغبة في البحث والتنقيب والاستكشاف في القطب الشمالي.

ويتفاوض الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي مع النرويج لزيادة صادرات الغاز خلال السنوات المقبلة، إلّا أنه لا يريد الالتزام بالشراء لمدة تزيد عن 10 سنوات خشية التأثير في خطط خفض الانبعاثات والحياد الكربوني، ما يتعارض مع رغبة النرويج وشركات الطاقة في تأمين مكاسب طويلة الأجل.

عائدات قياسية

سجلت أوسلو أعلى إيرادات في تاريخ تصدير الغاز خلال عام 2022، لتصل إلى 1.4 تريليون كرونة نرويجية (140 مليار دولار)، بزيادة 300% عن عائدات عام 2021، ما دفعها إلى تعزيز خط إنتاج الغاز في النرويج خلال السنوات المقبلة.

(الدولار الأميركي =10.5 كرونة نرويجية).

ولم تحقق النرويج مكاسب قياسية من تصدير الغاز إلى أوروبا فحسب، بل نجحت في ترويج النفط النرويجي بأوروبا بديًلا للنفط الروسي المحظور بالعقوبات الغربية منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وينافس خام يوهان سفيردروب، الذي أطلقته النرويج في عام 2019، خامات النفط العالمية في تلبية احتياجات مصافي التكرير الأوروبية التي تبحث عن بدائل النفط الروسي منذ عام.

وأصبح خام يوهان سفيردروب النرويجي من أكثر نوعيات النفط الخام المرغوبة بشدة من قبل مصافي التكرير في دول الشمال والغرب الأوروبي، وفقًا لوكالة رويترز.

النفط النرويجي ينافس

يتشابه الخام النرويجي مع خام الأورال الروسي من حيث خصائص التركيب ودرجات الحموضة المتوسطة والمحتوى المنخفض للكبريت، ما يجعله بديلًا مناسبًا لإنتاج وقود الديزل في أوروبا.

وتستورد مصافي التكرير الأوروبية مجموعة واسعة من النوعيات النفطية من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الخام الحلو من قازاخستان وأذربيجان وأفريقيا، لاستعماله في إنتاج النافثا والبنزين.

وتعدّ مصافي التكرير في ألمانيا وبولندا وفنلندا من أكبر المصافي الأوروبية طلبًا لخام النفط النرويجي يوهان سفيردروب، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

بولندا وفنلندا

ارتفعت واردات بولندا من خام النفط النرويجي إلى أكثر من 8 ملايين برميل خلال شهر مارس/آذار 2023، وذلك عبر ميناء غدانسك في بحر البلطيق.

وتوقفت بولندا عن استيراد النفط الروسي في فبراير/شباط 2023، إذ أنهت شركة" بي كيه إن أورلن" عقد التوريد المتبقي لها مع شركة تاتنفط الروسية.

وكثّفت مصفاة تابعة لشركة "بي كيه إن أورلن" في ليتوانيا من عمليات شراء خام النفط النرويجي، إذ حصلت على شحنتين بحمولة 1.2 مليون برميل خلال شهر مارس/آذار 2023.

واستحوذ خام يوهان سفيردروب على 50% من إجمالي واردات فنلندا النفطية خلال شهر مارس/آذار 2023، وفقًا لبيانات منصة ريفينيتف إيكون المتخصصة في تحليل أسواق الطاقة وتتبّع حركة السفن والناقلات.

إكوينور تدرس

إنتاج الغاز في النرويج
منشأة غاز تابعة لشركة إكوينور النرويجية- الصورة من بلومبرغ

تدرس شركة إكوينور النرويجية زيادة إنتاج هذا الخام من 720 ألف برميل يوميًا إلى 755 ألف برميل يوميًا، مع زيادة الطلب الأوروبي شهرًا بعد شهر.

وانخفضت شحنات الخام النرويجي إلى آسيا بصورة حادة، مع زيادة مشتريات الأوروبيين المتمسكين به بديلًا مطمئنًا عن النفط الروسي.

وبلغ حجم الخام المشحون إلى آسيا قرابة مليوني برميل فقط خلال الـ3 أشهر ونصف الأولى من 2023، مقارنة بـ100 مليون برميل خلال عام 2021 كاملًا.

ويستحوذ خام الأورال على أغلب الأسواق الآسيوية الكبرى عبر خصومات مغرية أدت إلى زيادة مبيعاته 10 مرات خلال عام 2022.

وما زال خام الأورال الروسي يصل إلى أوروبا بصورة جزئية، لا سيما إلى دول الشرق الحاصلة على إعفاء من الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بحظر دخول النفط الروسي.

وتستورد بلغاريا النفط الروسي عبر السفن، بينما تستقبله سلوفاكيا والمجر والتشيك عبر خط أنابيب دروجبا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق