التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ يؤجّج الصراع بين البشر والأحياء البرية على الموائل والموارد (تقرير)

نوار صبح

يؤدي تغير المناخ إلى تأجيج الصراع بين الأحياء البرية والبشر على الموائل والموارد، وإلى زيادة شدة حرائق الغابات، ويقلل من الغطاء النباتي ويجعل الفقراء أكثر اعتمادًا على الغابات، حسبما قال دعاة حماية البيئة في الهند، يوم الجمعة 14 أبريل/نيسان.

في أحدث تقرير لها بشأن تقدير النمور لعموم الهند، الذي أصدره مؤخرًا رئيس الوزراء ناريندرا مودي، سلطت الهيئة الوطنية لحماية النمور في الهند (إن تي سي إيه) الضوء على التهديدات "الصامتة والمتزايدة" للتأثيرات المرتبطة بتغير المناخ في الموائل وفقدان نوعية الغابات.

وأشار التقرير إلى أن تغير المناخ يهدّد بقاء النمور في منطقة سندربان الهندية، وهو أحد التحديات الرئيسة التي تواجه الأحياء البرية في سلسلة جبال غاتس الغربية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من أن عدد القطط الكبيرة في منطقة سندربان ثابت، فقد انخفض بصورة كبيرة في منطقة غاتس الغربية، إذ إن تسجيل 824 نمرًا في عام 2022 مقابل 981 في عام 2018، حسبما نشرته ذا هندو اليومية الهندية (The Hindu) في 14 أبريل/نيسان الجاري.

تغير المناخ والآفات الجديدة

وقال مساعد المفتش العام للغابات في الهيئة الوطنية لحماية النمور محمد ساجد سلطان، إن الحياة البرية تتأثر بتغير المناخ مع ظهور آفات وأمراض جديدة.

وأضاف: "تتغير أنماط المطر بصفة تدريجية"، مشيرًا إلى تقارير عن انتقال النمور إلى ارتفاعات أعلى ومناطق متداخلة مع نمور الثلج، وهو ما لم يحدث من قبل.

وأوضح: "هذا يشير إلى حدوث تغييرات في النظام البيئي، بما في ذلك التحولات في أنماط الأمطار الموسمية، والمزيد من موجات الجفاف وحرائق الغابات، التي من المحتمل أن تؤثر في النباتات والكائنات الحية في الغابة، بما في ذلك الحيوانات المفترسة مثل النمور".

وألمح إلى أن الأدلة التجريبية ضرورية لفهم تأثير تغير المناخ بصورة كاملة، ولا يمكن إنكار أنه يؤثر في الحياة البرية وكذلك على دورات الهجرة والتكاثر للكائنات الحية".

الصراع بين الإنسان والأحياء البرية

وفقًا لدراسة أجراها علماء في مركز حراس النظام البيئي بجامعة واشنطن، فإن الاحتباس الحراري يزيد الصراع بين الإنسان والأحياء البرية من خلال تغيير موائل الحيوانات، مثل مناطق الجليد البحرية التي تقطنها الدببة القطبية.

وكشف تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عن أن نحو نصف سكان العالم يواجهون ندرة حادة في المياه لمدة شهر على الأقل سنويًا، نتيجة العوامل المناخية والعوامل الأخرى ذات الصلة. وهذا يجبر الحياة البرية والناس على الخروج والبحث عن مصادر جديدة للمياه.

وقال رئيس صندوق حماية الحياة البرية، عضو الهيئة الوطنية لحماية النمور في الهند، أنيش أندريا: "إن تغير المناخ له تأثير مدمر في كل من الحياة البرية والمجتمعات".

وأضاف: "لقد أدى تغير المناخ إلى أنماط مناخية غير منتظمة، ما تسبب في تناقص غلات المحاصيل وجعل المزارعين يعتمدون بصورة متزايدة على الغابات في معيشتهم".

وأوضح: "نتيجة لذلك، أصبح الفقراء أكثر اعتمادًا على الغابات للحصول على الغذاء وحطب الوقود، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة الصراعات بين الإنسان والحياة البرية".

تغير المناخ
تغير المناخ يؤدي إلى نفوق كثير من الحيوانات وانقراض بعضها - الصورة من GETTY

بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة تكرار حرائق الغابات وشدتها، التي تُعدّ نتيجة مباشرة لظروف الطقس الأكثر جفافًا، لا تؤدي فقط إلى حرق الغطاء النباتي وإنما تقضي على الأشجار أيضًا، حسبما نشرته ذا هندو اليومية الهندية (The Hindu) في 14 أبريل/نيسان الجاري.

وأشار أنيش أندريا إلى أن هذا يؤدي إلى تدهور الغابات بأكملها، ويسبب خروج الحيوانات من أراضيها والدخول في صراع مع البشر.

وقال القائد الوطني للحفاظ على النمور في الصندوق العالمي للطبيعة بالهند، براناف تشانتشاني: "إن تغير المناخ له تأثيرات متباينة في موائل النمور، مع تعرض منطقة سوندربانز الهندية للتأثير المتزايد".

وتابع قوله: "إن ارتفاع مستوى سطح البحر يقلل تدريجيًا من نطاق موائل أشجار المانغروف المتاحة للنمور وفرائسها".

تدهور الغابات

في مناطق أخرى، ارتبط تغير المناخ بتدهور الغابات وتراجع الغطاء النباتي بسبب الإجهاد الحراري وندرة المياه، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف تشانتشاني أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الروابط بين تغير المناخ وحرائق الغابات والغطاء النباتي والنباتات الدخيلة.

ونظرًا إلى زيادة انحسار الموائل بسبب التغيرات في استعمال الأراضي، قال تشانتشاني إن قدرة الثدييات الكبيرة على التكيف والتحرك استجابة للأحداث المناخية القاسية أو التغيرات البيئية الناجمة عن المناخ أصبحت أكثر صعوبة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق