التقاريرتقارير الطاقة النوويةتقارير الغازتقارير الكهرباءرئيسيةطاقة نوويةغازكهرباء

بعد انسحاب الطاقة النووية في ألمانيا من المشهد.. هل الغاز الطبيعي بديل؟

أحمد أيوب

ودّعت الطاقة النووية في ألمانيا مزيج الكهرباء، أمس السبت 15 أبريل/نيسان 2023، مع إغلاق آخر 3 محطات في البلاد، وإعلان خروجها من الخدمة.

وقبل إغلاق آخر المحطات النووية بصورة رسمية أمس، كانت برلين قد طبّقت خفضًا تدريجيًا لإنتاجها منذ مطلع العام الجاري (2023)، وفقًا لما نشرته منصة أرغوس ميديا (Argus Media)، المعنية بشؤون الطاقة.

وتتجه الأنظار إلى دور الغاز الطبيعي حاليًا بديلًا للطاقة النووية ضمن مزيج برلين، وإذا ما كان سيحصل على مساحة أوسع نطاقًا بصفته وقودًا لمحطات الكهرباء.

ويُرجح زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي لسدّ الفجوة التي يخلّفها انسحاب الطاقة النووية في ألمانيا من المشهد، على حساب مصادر أخرى مثل: الفحم وطاقة الرياح، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

آخر 3 محطات نووية

قررت السلطات إغلاق آخر 3 محطات كهرباء متبقية تعمل بواسطة الطاقة النووية في ألمانيا، أمس السبت 15 أبريل/نيسان 2023.

الطاقة النووية في ألمانيا
محطة طاقة نووية في ألمانيا - الصورة من تليغراف

وكان من المقرر إغلاق محطات (إيزار 2، ونيكارويستهيم 2 بسعة 1400 ميغاواط، بالإضافة إلى محطة إيمسلاند)، بحلول 31 ديسمبر/كانون الثاني 2022، إلّا أن هذه الخطوة تأجلت.

وفي سبتمبر/أيلول من العام الماضي (2022)، قررت الحكومة الألمانية الإبقاء على عدد من المحطات المتبقية ليكون مصدرًا احتياطيًا لإنتاج الكهرباء، خلال أشهر فصل الشتاء.

وخفضت الحكومة الألمانية قدرات المحطات الإنتاجية بصورة تدريجية مع بداية العام الجاري 2023، في إطار خطتها للإغلاق النهائي، وبلغ إنتاجها 5% فقط من إنتاج الكهرباء عبر المصادر المختلفة.

ومنذ بداية العام حتى الآن، شكّل توليد الكهرباء من الطاقة النووية في ألمانيا نحو 4.5% من مزيج إنتاج الكهرباء في البلاد عند مستويات 2.68 غيغاواط، مقارنة مع قدرة بلغت 3.74 غيغاواط خلال العام الماضي (2022) مثّلت 6.5% من مزيج الكهرباء.

تجدر الإشارة إلى أن السلطات في برلين قد بدأت تنفيذ خطة منذ عام 2011، لتفكيك جميع محطات الطاقة النووية في ألمانيا بحلول نهاية عام 2022، في أعقاب كارثة فوكوشيما اليابانية.

الغاز الطبيعي بديل

مع انسحاب محطات الطاقة النووية في ألمانيا من المشهد، تظهر فجوة في مصادر إمدادات توليد الكهرباء في البلاد.

وفي هذا السياق تتنافس 3 مصادر أخرى للطاقة لتحلّ محلّ الطاقة النووية، وهي: الغاز الطبيعي والفحم وطاقة الرياح، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الطاقة النووية في ألمانيا
موقع لأنابيب نقل الغاز في ألمانيا - الصورة من The New York Times

وأكدت الحكومة ضمان إمدادات مصادر الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء في البلاد بعد إنهاء عصر الطاقة النووية في ألمانيا، وانها تعتزم الاستمرار في تصدير الكهرباء، بحسب ما نشرته رويترز، في 15 أبريل/نيسان الجاري.

كما أكدت أن مستويات تخزين الغاز مرتفعة، مشيرة إلى التوسع في محطات الغاز المسال الجديدة على الساحل الشمالي، إلى جانب خططها للتوسع في الطاقة المتجددة.

ويمكن لمحطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي اقتناص حصة أكبر من مزيج الكهرباء مع إغلاق محطات الطاقة النووية في ألمانيا، ومن ناحية أخرى، ترتبط حصة الغاز بمدى توافر وتكلفة إمدادات الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

ويُظهر ارتفاع مخزونات الغاز الطبيعي في أنحاء أوروبا، بالإضافة إلى إمدادات الغاز في ألمانيا، إمكان تحقيق وفرة في إمداداته بالبلاد وزيادة الاعتماد عليه.

منافسة شرسة

تعدّ محطات الكهرباء العاملة بالغاز هي المستفيد الأكبر من إغلاق المحطات النووية، خاصة المحطات ذات قدرة التشغيل العالية منها، التي تملك القدرة على منافسة محطات الكهرباء العاملة بالفحم.

وتُشير التوقعات إلى أن فصل الصيف المقبل سيشهد اعتمادًا أكبر على الغاز الطبيعي بصفته وقودًا لتشغيل محطات الكهرباء، لا سيما مع زيادة الطلب واعتماد دول أوروبية عدّة -من بينها ألمانيا- على واردات الغاز المسال من السوق الفورية، بجانب نسبة ضئيلة من تدفقات خطوط الأنابيب.

ويُنظر إلى الغاز الطبيعي بصفته أفضل الحلول بعد إغلاق محطات الطاقة النووية في ألمانيا، وقودًا انتقاليًا يصدر انبعاثات أقلّ من الفحم.

ويعدّ الغاز أيضًا وسيلة إنقاذ للأهداف المناخية، بعدما أعلن قطاع الكهرباء في برلين زيادة اعتماده على الفحم تخوفًا من أزمة الطاقة، وسجل اعتماد البلاد على الفحم خلال المدة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول العام الماضي (2022) ما يصل إلى 36.3%.

وقد يساعد الاعتماد على الغاز بخفض معدلات استهلاك الفحم في ألمانيا، بعدما زاد استهلاكه العام الماضي (2022) بنسبة 19% عن العام السابق له.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- واردات الغاز الطبيعي ومزيج الطاقة في ألمانيا خلال عامي 2020 و2021:

الغاز الطبيعي - ألمانيا

الفحم وطاقة الرياح

مع إغلاق عدد من محطات الطاقة النووية في ألمانيا في نهاية عام 2021، ظهرت فجوة قُدِّرت بنحو 4 غيغاواط، وفي ذلك التوقيت كانت فرصة الفحم بصفته بديلًا لهذه القدرات المفقودة أكبر من الغاز، رغم أن غالبية هذه القدرات استُبدلت من خلال طاقة الرياح.

وتشير التوقعات إلى انخفاض طفيف في توليد الكهرباء من طاقة الرياح في المدة من 16 إلى 17 أبريل/نيسان الجاري، ما يدعم فرص استعمال الغاز الطبيعي بديلًا، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال وزير الاقتصاد وحماية المناخ في برلين، روبرت هابيك، إن تأمين إمدادات الطاقة في البلاد "سيظل مضمونًا"، على الرغم من إغلاق محطات الطاقة النووية في ألمانيا.

بدورها، قالت المديرة التنفيذية لجمعية الطاقة والمياه الألمانية (بي دي إيه دبليو)، كريستين أندريه، إن محطات الكهرباء العاملة بالغاز الطبيعي ضرورية، لتوفير إنتاج مضمون يمكن أن يدعم عملية إنتاج الكهرباء، بالتوازي مع مصادر الطاقة المتجددة.

وأضافت أن إستراتيجية الحكومة الفيدرالية بالاعتماد على محطات توليد الكهرباء العاملة بالغاز، والقادرة على استعمال الهيدروجين، وزيادة واردات ألمانيا من الغاز، هي الإستراتيجية الصحيحة.

موضوعات متعلقة..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق