التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الغازرئيسيةطاقة متجددةغاز

الطاقة المتجددة في ميزان مجموعة الـ7.. مستهدفات جديدة ومساحة لاستثمارات الغاز

هبة مصطفى

عززت مجموعة الدول الـ7 الطاقة المتجددة بمستهدفات جديدة أكثر طموحًا، رغم أنها لم تتخذ موقفًا حاسمًا حيال الفحم، لكن يبدو أن مخاوف تداعيات أزمة الطاقة غيّرت المشهد، وأبرزت دورًا أكبر للغاز.

ومع إدراك دول المجموعة واقعَ مخاوف أزمة الطاقة العالمية في أعقاب تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا خلال العام الماضي (2022)، فإنهم أفسحوا المجال للاستثمارات في قطاع الغاز بصفته وقودًا انتقاليًا، بحسب ما أُعلن في ختام لقاء وزراء المجموعة الذي استمر يومين في اليابان، ونقلت رويترز نتائجه اليوم الأحد 16 أبريل/نسان 2023.

وبينما بدا من قرارات ختام الانعقاد أن هناك تركيزًا كبيرًا على الطاقة النظيفة مستقبلًا، فقد كان من اللافت للنظر عدم اتخاذ موقف حاسم حيال التخلص من الفحم، أكثر أنواع الوقود تلويثًا، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتضم مجموعة الـ7 الصناعية دولًا كبرى يُطلق عليها الدول الغنية، وتضم كلًا من: (أميركا، كندا، المملكة المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، اليابان).

مستهدفات الطاقة المتجددة

أنهى وزراء مجموعة الـ7، اليوم الأحد، اجتماعاتهم التي استمرت على مدار يومين، وكانت المصادر المتجددة للوقود وسبل ضمان أمن الطاقة عقب اندلاع الحرب الأوكرانية أبرز الملفات المطروحة للنقاش.

وأقرّ الوزراء بضرورة تسريع وتيرة مشروعات تطوير الطاقة المتجددة، وعززت هذا الاتجاه بمستهدفات جديدة تتعلق بإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البحرية.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم الاستثمارات العالمية للطاقة المتجددة من عام 2004 حتى العام الماضي (2022):

استثمارات الطاقة المتجددة عالميًا خلال 2022

والتزم الوزراء برفع قدرة الطاقة الشمسية الإجمالية لدول المجموعة إلى ما يتجاوز 1 تيراواط، بجانب زيادة قدرة الرياح البحرية إلى 150 غيغاواط، بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

واتُفق على استهداف زيادة معدل الكهرباء المنتجة اعتمادًا على مصادر الطاقة المتجددة، والعمل على إنهاء التلوث البلاستيكي وخفضه إلى مستويات صفرية بحلول عام 2040.

من جانبه، وصف المسؤول عن البيانات في مركز "إمبر" لأبحاث الطاقة، ديف جونز، مستهدفات الطاقة المتجددة الجديدة بأنها "ضخمة".

وقال جونز، إن الالتزام الذي قدّمته مجموعة الـ7 حول مستهدفات إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يعدّ خطوة مهمة، وتعكس اتجاه الدول الكبرى للاعتماد على الطاقة النظيفة في إطار تخلّصها من الوقود الأحفوري.

استثمارات الغاز

خلال مناقشة وزراء مجموعة الـ7 حول مستهدفات الطاقة المتجددة الضخمة والجديدة، توصلوا إلى ترك مساحة أمام مواصلة استثمارات الغاز الطبيعي.

وأكدوا أن هذه الاستثمارات تدفع باتجاه تعويض نقص الطاقة المحتمل، لا سيما في ظل المرحلة الانتقالية التي تمر بها الدول الملتزمة بتعهدات الأهداف المناخية، والشكوك حول قدرة مصادر الطاقة المتجددة على سدّ فجوة الطلب في الآونة الحالية.

وأوضح ممثلو مجموعة الدول الـ7 أن استثمارات الغاز قد تعدّ حلًا ملائمًا، لمداواة أيّة تداعيات يخلّفها غزو أوكرانيا على الأسواق، غير أنهم ربطوا الموافقة على مواصلة هذه الاستثمارات بمدى توافق تنفيذها مع الأهداف المناخية.

وربما يتوافق هذا القرار مع طموحات اليابان -مضيفة اجتماع وزراء دول مجموعة الـ7- بصورة أكبر من غيرها، لا سيما أنها ترغب في إطالة أمد الاعتماد على واردات الغاز المسال بصفته وقودًا انتقاليًا لمدة تتراوح بين 10 و15 عامًا على الأقلّ، بالنظر إلى اعتمادها على واردات الطاقة لتلبية الطلب.

الفحم والوقود الأحفوري

لم تأخذ دول مجموعة الـ7 على عاتقها حسم أمر التخلص من الفحم بالجدّية ذاتها التي شهدها إعلان مستهدفات جديدة طموحة وضخمة للطاقة المتجددة، أو إعلان الاحتفاظ باستثمارات الغاز.

واتُّفِقَ حول أولوية اتخاذ خطوات ملموسة في الوقت المناسب، بهدف تسريع وتيرة التخلص من إنتاج الكهرباء اعتمادًا على الوقود الملوث، اتفاقًا مع الهدف الذي توصلوا إليه العام الماضي (2022) بإزالة الكربون من قطاع الكهرباء بحلول عام 2035.

ويرصد الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور الاستهلاك العالمي للفحم من عام 1965 حتى عام 2021:

الطلب على الفحم في العالم - سوق الفحم

وتطرَّق الوزراء إلى ضرورة التخلص من الوقود الأحفوري بصورة تدريجية، مع ربط عمليات الحرق باستعمال تقنيات احتجاز الانبعاثات الكربونية لتحقيق الحياد الكربوني في أنظمة الطاقة بحلول منتصف القرن (2050).

من جانبه، قال وزير الموارد الطبيعية الكندي "جوناثان ويلكينسون"، إن العمل المناخي وضمان أمن الطاقة هدفان متكاملان، وليسا متناقضين، بحسب ما أثاره بعضهم.

وأشار إلى جدّية كندا بشأن إنهاء إنتاج الكهرباء اعتمادًا على الفحم بحلول عام 2030، موضحًا أن بريطانيا وعددًا من أعضاء المجموعة أكدوا أيضًا التزامهم بالسقف الزمني المحدد مسبقًا.

وأضاف أن بقية دول المجموعة تعمل على ترتيب أوراقها، وبحث كيفية الالتزام بهدف إنهاء الاعتماد على الفحم في عمليات توليد الكهرباء بحلول نهاية العقد الجاري.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق