تقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين في بنغلاديش بارقة أمل لتبديد ظلام الكهرباء

أسماء السعداوي

يُنظر إلى الهيدروجين في بنغلاديش على أنه أمل جديد لتبديد كابوس انقطاع الكهرباء المتكرر، وتلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة، فضلًا عن تقليل تكلفة واردات الغاز المسال المرتفعة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي الوقت الذي تسعى فيه البلاد للوصول بحصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء المحلي إلى 40% بحلول عام 2025، تعالت الأصوات التي تطالب بزيادة الاعتماد على تلك الموارد النظيفة والرخيصة، ومنها الهيدروجين.

آخر تلك الدعوات، أطلقها العالم البارز في منظمة الكومنولث للبحوث الصناعية والعلمية التابعة للحكومة الأسترالية ناوشاد حق، الذي قال إن بنغلاديش بحاجة إلى إرساء قواعد "إستراتيجية الهيدروجين الوطنية" فورًا، لاستكشاف إمكانات المورد النظيف، بحسب تقرير نشرته صحيفة "بروثوم آلو" المحلية (Prothom Alo)، واطلّعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح أن إستراتيجية الهيدروجين في بنغلاديش ترتكز على عوامل مثل الطلب على الطاقة وتصديرها واستيرادها واستهلاكها.

ووضعت بنغلاديش هدف توليد 5 آلاف ميغاواط إضافية من الطاقة المتجددة ضمن 32 مشروعًا -تحت الإنشاء حاليًا- بسعة 1442 ميغاواط، بالإضافة إلى 4632 ميغاواط من أكثر من 76 مشروعًا للطاقة المتجددة ضمن خطة الحكومة الحالية.

إستراتيجية الهيدروجين في بنغلاديش

عدّد الدكتور ناوشاد حق، ميزات كبيرة للهيدروجين، إذ قال إنه لا يطلق انبعاثات كربونية، كما يتميّز بكثافة طاقة أعلى 3 مرات مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى.

وأكد أن الهيدروجين المتجدد قادر على إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري في المستقبل، غير أن 96% من إنتاج الهيدروجين حاليًا يأتي من الوقود الأحفوري وهذا ليس مستدامًا.

كما يساعد الهيدروجين في الحدّ من الانبعاثات، مع إمكانات واسعة للمساعدة في إزالة الكربون من مصادر الطاقة والنقل والصناعة.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إسهام الهيدروجين في مزيج الطاقة:

مساهمة الهيدروجين في قطاع الطاقة

"نحتاج لنبقى على استعداد لتعزيز التعاون بين المهندسين والجامعات والصناعات.. قد تكون هناك إمكانات تغير قواعد اقتصاد الهيدروجين"، حسبما قال ناوشاد حق.

وأكد استعمال العلم من أجل "الدبلوماسية والتنمية"، قائلًا إن الدول النامية بحاجة إلى التعرض للبحث التكنولوجي وتطوير الطاقة النظيفة.

يقول ناوشاد إن بنغلاديش بحاجة إلى تعزيز قدراتها وإمكاناتها، عبر تدريب المختصين والبحث عن التكنولوجيا وإيجاد سبل لنقلها.

وتابع: "يمكن أن يكون التعاون العلمي أداة ممتازة لتنمية القدرات والاقتصاد، يمكن مشاورة علماء وخبراء أستراليون عبر القنوات الدبلوماسية من أجل تطوير (إستراتيجية هيدروجين وطنية) في بنغلاديش".

وأكد أن التعاون أساسي؛ لأن حلول دولة ما قد لا تفلح في أخرى بسبب عوامل؛ منها الطلب على الطاقة ونموذج استعمال الطاقة واستهلاكها واستيرادها وتصديرها.

ويمكن إرسال العلماء والمهندسين والمحترفين والصحفيين إلى أستراليا، لمعرفة التكنولوجيات النظيفة وتبنيها في بنغلاديش، حسبما قال ناوشاد حق.

وفي مرحلة معينة، ستصل التكنولوجيا إلى مرحلة النضج وستصبح الأمور أيسر، عندما تخطو الشركات الكبرى خطوات للأمام.

دفع صناعة الهيدروجين في بنغلاديش

دعا الدكتور ناوشاد حق، بنغلاديش إلى تعزيز علاقاتها مع الدول ذات الخبرة المتطورة في مجال الهيدروجين، مشيرًا إلى وجود عدد كبير من دول العالم التي تجهز إستراتيجيات الهيدروجين الخاصة بها، والعديد منها لديها إستراتيجيات هيدروجين وطنية مثل أستراليا.

في أستراليا، تُشير التقديرات إلى أن صناعة الهيدروجين النظيفة ستوفر أكثر من 8 آلاف فرصة عمل، كما ستضيف 11 مليار دولار سنويًا إلى الناتج المحلي الإجمالي، فضلًا عن تفادي انبعاثات مسببة للاحتباس الحراري بما يعادل ثُلث الصادرة عن الوقود الأحفوري حاليًا بحلول عام 2050.

وستساعد الإستراتيجية في بناء صناعة الهيدروجين النظيف في أستراليا من خلال زيادة الطلب وخفض تكلفة الهيدروجين إلى أقل من دولارين لكل كيلوغرام، من أجل إرساء نظام طاقة آمن ومرن ودعم انتقالنا إلى مستقبل منخفض الانبعاثات.

وفي السياق ذاته، أشار الدكتور ناوشاد حق إلى التعاون رفيع المستوى في الطاقة النظيفة بين الهند وأستراليا، ولدى بنغلاديش وأستراليا فرصة مماثلة للقيام بالمثل.

وقال: إنه "يمكن لبنغلاديش أن تفكر أيضًا في إقامة شبكة تربط حكومتي البلدين عبر المجلس البنغلاديشي- الأسترالي".

الطاقة المتجددة في بنغلاديش

أكد ناوشاد حق، التخطيط الجيد لطاقة الرياح في بنغلاديش؛ إذ تتمتع بنغلاديش باتساع الرقعة البحرية، ما يمكن البلاد من استكشاف إمكانات طاقة الرياح البحرية لتوليد الهيدروجين الأزرق.

كما تسارعت وتيرة الطاقة الشمسية المنزلية والصناعية في أستراليا، ويمكن لبنغلاديش -أيضًا- الاستفادة من تلك التجربة.

ودعا الخبير إلى البحث في آفاق توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية العائمة واستعمال أسطح المنشآت الصحية المحلية، قائلًا: "يمكن استعمال الهيدروجين في تسيير المركبات ذات العجلات الـ3 والعاملة بالبطاريات".

وتابع: "لا نقول إنه يتعيّن علينا تغيير الأمور بين ليلة وضحاها، لكننا بحاجة لنبقى على استعداد"، حسبما قال الدكتور ناوشاد.

واختتم بقوله: "لا يمكنني إمدادك بالكهرباء بسبب بعد المسافة، لكن يمكنني تحويل الكهرباء إلى هيدروجين وإرسالها إليك".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- القدرة العالمية لتوليد الكهرباء وفقًا للمصدر:

تقرير أوابك والطاقة المتجددة

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق