نفطتقارير النفطرئيسية

مصافي التكرير الآسيوية تتجه لزيادة إنتاج البنزين مدفوعة بتوقعات الطلب الأميركي

المصافي الصينية تزاحم بقوة وتختطف الأسواق

رجب عز الدين

تتجه مصافي التكرير الآسيوية لزيادة إنتاجها من وقود البنزين، وسط توقعات بارتفاع الطلب الأميركي على الوقود لسد فجوة النقص في المعروض والمخزون في الولايات المتحدة.

ومن المتوقع ارتفاع إنتاج مصافي النفط في آسيا من البنزين إلى أقصى حد بدءًا من مايو/أيار 2023، مع خفض إنتاج الديزل الذي يعاني تخمة في المعروض، وفقًا لوكالة رويترز.

وتستهدف مصافي التكرير الآسيوية الاستفادة من هوامش الأرباح الكبيرة لوقود السيارات الأساسي، قبل ذروة موسم القيادة الصيفي، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تستهدف زيادة صادرات البنزين، ولا سيما إلى الولايات المتحدة، التي يُتوقع ارتفاع طلبها على البنزين لسد فجوة العجز المحلي في المعروض والمخزونات.

تعديل إنتاج المصافي

مصافي التكرير الآسيوية
عمليات تكرير النفط في آسيا - الصورة من بلومبرغ

عدّلت مصافي التكرير الآسيوية حجم الإنتاج من المشتقات النفطية المختلفة على حسب ظروف السوق المحلية والإقليمية والدولية، مع أخذ صادرات الصين في الحسبان.

وتأتي تعديلات المصافي الآسيوية متزامنة مع انخفاض هوامش تكرير الديزل الأحمر ووقود الطائرات، بعد أن زادت الصين من صادراتها بدرجة كبيرة؛ ما أضر بالمنافسين ودفعهم لتعديل إنتاجهم خشية التعرض للخسائر.

كما أُغلق باب بيع المشتقات الآسيوية بالمراجحة مع أوروبا منذ مطلع عام 2023، مع زيادة الإمدادات إلى القارة قبل زيادة الطلب الموسمي على السفر من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول 2023.

خفض إنتاج الديزل

من المتوقع أن تستفيد مصافي التكرير الآسيوية من خفض إنتاج الديزل؛ ما سيؤدي إلى نقص المعروض وزيادة أسعاره في آسيا مرة أخرى، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتخطط شركة "فورموسا بتروكيمكال كورب" التايوانية لخفض إنتاج الديزل من بعض مصافي التكرير التابعة، مقابل زيادة إنتاج البنزين.

وتعد فورموسا بتروكيمكال من أكبر مصدري المنتجات النفطية في آسيا، وغالبًا ما ينظر إلى سلوكها التجاري كونه مؤشرًا على حالة واتجاه شركات التكرير الآسيوية.

وتدرس الشركة التايوانية خفض أحجام إنتاج الديزل بنسبة 5% خلال شهر مايو/أيار 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تخطط لزيادة إنتاج البنزين بنسبة 2 إلى 3% خلال الشهر نفسه، مقارنة بخطة الإنتاج الأصلية، وفقًا للمتحدث باسم فورموسا بتروكيمكال كي لين.

ورصد مراقبون تعديلات بطيئة في إنتاج مصافي التكرير الآسيوية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط توقعات بتعديلات أكبر خلال الأشهر المقبلة وفقًا لظروف السوق.

هوامش سنغافورة

انخفضت هوامش أرباح مصافي سنغافورة، الرائدة في جني هوامش التكرير الآسيوية، بأكثر من النصف لتسجل 3.17 دولارًا للبرميل في 12 أبريل/نيسان 2023، وهو أدنى مستوى منذ 18 شهرًا (أكتوبر/تشرين الأول 2021).

وبلغ متوسط هوامش أرباح مصافي التكرير في سنغافورة قرابة 7.56 دولارًا للبرميل، خلال شهر مارس/آذار الماضي؛ ما يشير إلى حجم الانخفاض القياسي في هوامش أبريل/نيسان 2023.

كما انخفضت هوامش تكرير منتجات الديزل في سنغافورة خلال 12 أبريل/نيسان 2023، لأدنى مستوياتها في 13 شهرًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم لجوء مصافي التكرير الآسيوية إلى أساليب المناورة الإنتاجية، فيما يتعلق بنواتج التقطير الخفيفة، مثل البنزين والنافثا، ونواتج التقطير الوسطى مثل الديزل ووقود الطائرات؛ فإن قدرتها على تغيير عائدات إنتاج نواتج التقطير ما زالت محدودة ولا يمكن أن تتخطى 3 إلى 5%، لأسباب تتعلق بأسعار المواد الأولية والمحفزات.

نقص البنزين في أميركا

مصافي التكرير الآسيوية
نقص البنزين في الولايات المتحدة - الصورة من واشنطن بوست

مع ذلك، تتطلع المصافي إلى أزمة نقص البنزين في الولايات المتحدة وتراجع مخزوناتها من مشتقات الوقود؛ ما قد يعزز طلبها على المشتقات الآسيوية المكررة.

وتعد الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للبنزين في العالم، وتعاني نقص إمدادات الوقود في الأسواق المحلية منذ الحرب الأوكرانية؛ حيث اضطرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسحب من مخزون النفط الإستراتيجي الأميركي لتهدئة أسعار الوقود المشتعلة على المواطنين.

ورغم زيادة مصافي التكرير الأميركية لإنتاجها بعد موسم الصيانة الدوري خلال الربع الأول من 2023؛ فإن الواردات ما زالت مطلوبة لموازنة السوق على الأقل لمدة أشهر.

وعادة ما يكون الارتفاع في إنتاج البنزين مصحوبًا بزيادة الطلب على مادة النافثا المستعملة في مزيج البنزين أو في إنتاج مادتي الإيثيلين والبروبيلين اللازمتين في صناعة البلاستيك.

وتحتاج مصافي التكرير الآسيوية إلى أخذ هوامش النافثا والبروبلين في الحسبان عند تقييم هوامش التكرير الإجمالية خلال الأشهر المقبلة، وفقًا لكبيرة المحللين في منصة فورتكسا المتخصصة سيرينا هوانغ.

إنتاج البنزين في الصين

تنافس مصافي التكرير الصينية أغلب المصافي الآسيوية في إنتاج مشتقات الوقود وتصديرها إلى الأسواق الآسيوية والإقليمية والدولية.

وعززت مصافي التكرير في شمال شرق الصين، إنتاج الديزل إلى أكثر من 5 ملايين برميل يوميًا منذ سبتمبر/أيلول 2022، مستفيدة من زيادة هوامش تكريره بصورة قياسية إلى 71.69 دولارًا للبرميل.

وتستعد الصين لتعزيز إنتاجها من البنزين خلال أبريل/نيسان ومايو/أيار 2023، بعد نجاحها في تحقيق هوامش قوية من تصديره للخارج منذ يناير/كانون الثاني 2023.

ورفعت الصين إنتاج البنزين فوق 4 ملايين برميل يوميًا منذ قرارها بتخفيف الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا مطلع العام الحالي.

صادرات بكين

ارتفعت صادرات الصين من الوقود إلى 5.5 مليون طن في مارس/آذار 2023، بزيادة 35.1% عن الشهر نفسه في عام 2022، والذي سجل 4.1 مليون طن.

كما ارتفعت صادرات الوقود الصيني بنسبة 60% تقريبًا خلال الربع الأول من 2023، لتسجل 18.2 مليون طن، أي ما يعادل 1.62 مليون برميل يوميًا.

لهذا السبب، ارتفعت واردات الصين من النفط الخام بنسبة 22.5% خلال شهر مارس/آذار 2023 إلى أعلى مستوياتها منذ 33 شهرًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وبلغت واردات الصين من النفط قرابة 52.3 مليون طن، ما يعادل 12.3 مليون برميل يوميًا، خلال شهر مارس/آذار 2023، وهو أعلى مستوى منذ يونيو/حزيران 2020.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق