نفطأخبار النفطرئيسية

واردات الصين من النفط تقفز في مارس إلى أعلى مستوياتها منذ 33 شهرًا

الخبراء مختلفون حول السبب.. وبعضهم يبالغ في التقدير

رجب عز الدين

قفزت واردات الصين من النفط الخام خلال شهر مارس/آذار 2023 إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف 2020، مدفوعة بزيادة الطلب المحلي وانتعاش القطاع الصناعي.

وارتفعت واردات الصين من الخام إلى 52.3 مليون طن، ما يعادل 12.3 مليون برميل يوميًا، خلال شهر مارس/آذار 2023، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

وتزيد واردات الصين من النفط خلال مارس/آذار 2023 بنسبة 22.5% عن الشهر نفسه من العام الماضي (2022)، إذ سجل 10.1 مليون برميل يوميًا.

كما تُعد واردات شهر مارس/آذار 2023 الأعلى منذ 33 شهرًا، أي منذ شهر يونيو/حزيران 2020، الذي سجل 53.18 مليون طن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

واردات الربع الأول

ارتفعت واردات الصين من النفط خلال الربع الأول من العام الحالي إلى 136.6 مليون طن، بزيادة 6.7% عن 127.9 مليون طن مسجلة خلال المدة نفسها من العام الماضي.

كما ارتفعت واردات بكين من الغاز الطبيعي إلى 8.9 مليون طن خلال شهر مارس/آذار 2023، بزيادة 11.2% عن 8 ملايين طن مسجلة في الشهر نفسه من العام الماضي.

وبلغ إجمالي واردات الغاز خلال الربع الأول من عام 2023 قرابة 26.7 مليون طن، منخفضة بنسبة 3.6% عن المدة نفسها من العام الماضي.

تخفيف إجراءات كورونا

انتعش الطلب المحلي في الصين منذ تخفيف الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا بصورة كبيرة في يناير/كانون الثاني 2023.

وارتفع طلب مصافي التكرير الصينية على النفط الخام، لتلبية الطلب المحلي على مشتقات الوقود في القطاعات الصناعية، بالإضافة إلى قطاعات النقل والحياة اليومية.

كما زاد الطلب الخارجي على صادرات مشتقات الوقود الصينية، ما دفع مصافي التكرير إلى زيادة مشتريات النفط الخام، لتلبية الطلبيْن المحلي والعالمي.

وتجني الصين هوامش ربحية جيدة من تصدير البنزين ومشتقات الوقود إلى الخارج في الوقت الحالي، مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية غير المألوفة منذ عقود بسبب الحرب الأوكرانية.

صادرات الوقود

واردات الصين من النفط
مصفاة تكرير تابعة لشركة سينوبك - الصورة من بلومبرغ

قفزت صادرات الصين من مشتقات الوقود المكررة بنسبة 35.1% إلى 5.5 مليون طن في مارس/آذار 2023، مقارنة بـ4.1 مليون طن خلال الشهر نفسه من عام 2022.

كما قفزت صادراتها خلال الربع الأول من 2023 لتسجل 18.2 مليون طن، أي ما يعادل 1.62 مليون برميل يوميًا، بنسبة نمو 59.8% عن المدة نفسها من العام الماضي.

وبلغت صادرات الصين من الوقود خلال الربع الأول من 2022، قرابة 1.01 مليون برميل يوميًا، ما يعني ارتفاعها بمعدل 610 آلاف برميل يوميًا خلال الأشهر الـ3 الأولى من 2023.

واستقرت معدلات الاستهلاك المحلي للبنزين خلال شهر مارس/آذار 2023، في حين ارتفع الطلب على الديزل بمعدلات أقل من المتوقع، وفقًا لكبير المحللين في شركة "جي إل سي" لاستشارات السلع الأساسية شو بينغ.

وكان من المتوقع نمو الاستهلاك المحلي للكيروسين على نطاق واسع خلال شهر مارس/آذار 2023، استنادًا إلى تقديرات بانتعاش قطاع الطيران، بعد رفع قيود السفر ضمن حزمة تخفيف إجراءات كورونا.

خصومات النفط الروسي

يفسّر بعض الخبراء قفزة واردات الصين من النفط بالخصومات السخية التي تقدمها الشركات الروسية إلى مصافي التكرير الصينية، ما دفعها إلى تكثيف عقود الشراء الآجلة.

وأصدرت مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية "إيه إن زد" مذكرة بحثية إلى عملائها، تفسر فيها زيادة الطلب الصيني على النفط بأسباب تتعلق بتحسن الطلب الصناعي إلى جانب الأسعار المنخفضة للنفط الروسي.

واستحوذت مصافي التكرير الصينية الخاصة على أغلب واردات النفط الروسي خلال شهر مارس/آذار 2023، خاصة خام إسبو.

خام إسبو المفضل

وصلت ناقلات محملة بـ43 مليون برميل من نوعيات النفط الروسي المختلفة إلى المواني الصينية خلال شهر مارس/آذار 2023، كان من بينها 20 مليون برميل من مزيج إسبو، و11 مليون برميل من خام الأورال الرئيس.

وتفضّل شركات التكرير الصينية الخاصة خام إسبو الروسي الخفيف لجودة تركيبه الكيميائي واحتوائه على نسب كبريت منخفضة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستحوذ مصفاتا "شيشنغ بتروكيميكال" و"هينغلي بتروكيميكال" على 6.6% من إجمالي طاقة التكرير في الصين، وهما أكبر مصفاتين مستقلتين في البلاد.

ووجهت روسيا أغلب صادراتها النفطية إلى الصين والهند أكبر الاقتصادات الآسيوية، مع عروض خصومات سخية، بسبب العقوبات المفروضة على خاماتها منذ الحرب الأوكرانية.

العقوبات الغربية

فرضت مجموعة الـ7 والاتحاد الأوروبي حظرًا شبه كامل على صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، مع تحديد سقف سعري لتداولها في الأسواق العالمية لا يزيد على 60 دولارًا للبرميل.

وشدد الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا عبر إضافة مشتقات الوقود الروسية، خاصة الديزل الروسي، إلى القائمة منذ 5 فبراير/شباط 2023، ما دفع موسكو إلى التمسك بإغراق الأسواق الآسيوية بالنفط الرخيص لضمان تدفق العوائد اللازمة لاستمرار الحرب.

وارتفعت واردات آسيا من النفط خلال شهر مارس/آذار (2023) إلى 116.73 مليون طن، ما يعادل 27.6 مليون برميل يوميًا، بزيادة 4% عن شهر فبراير/شباط 2023.

وترجع هذه الزيادة إلى ارتفاع واردات الصين والهند من النفط الروسي بصورة قياسية، بالإضافة إلى النفط السعودي الذي استعاد مكانته الأولى في التصدير إلى الصين خلال شهر مارس/آذار 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطلب على النفط في الصين خلال عامي 2012 و2023:

الطلب على النفط في الصين

تقديرات مبالغة

تذهب أغلب التقديرات الدولية إلى أن الصين ستستمر في زيادة واردات النفط، لتلبية الطلب المتزايد محليًا، في حين يشكك آخرون في هذه التقديرات ويرونها مبالغة إلى حد كبير، خاصة في ما يتعلق بالإفراط في التفاؤل بشأن نمو النشاط الصناعي الصيني، وفقًا لكبير المحللين في رويترز كلايد راسيل.

وترجح بعض التقديرات زيادة صادرات الصين من الوقود، ما سيؤدي إلى انخفاض الطلب على مشتقات الوقود التي تصدرها بعض الدول المنافسة للصين، إذ تحل المنتجات الصينية محل إمدادات المصدرين الآخرين في الغالب.

ويؤكد هذا الترجيح انخفاض هوامش الربح لمنتجات الديزل في سنغافورة في 12 أبريل/نيسان 2023، إلى أدنى مستوياتها خلال 13 شهرًا، منذ عودة المصافي الصينية إلى أسواق التصدير.

ومن المتوقع استمرار نمو واردات الصين من النفط خلال شهر أبريل/نيسان 2023، مع زيادة الطلب العالمي على الوقود، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق