التغير المناخيأخبار التغير المناخيرئيسية

رئيس كوب 28: النفط والغاز شريكان رئيسان في خفض الانبعاثات ودعم العمل المناخي

وأكد أن 20% فقط من استثمارات التكنولوجيا النظيفة تصل إلى الاقتصادات النامية

جدد رئيس قمة المناخ كوب 28، سلطان الجابر، تأكيد أن قطاعَي النفط والغاز والصناعة شريكان رئيسان في خفض الانبعاثات ودعم العمل المناخي.

وأشار إلى أن العالم بحاجة إلى خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030، ولتحقيق ذلك، يجب أن يقوم قطاع الطاقة بدور محوري يتمثل في زيادة القدرة الإنتاجية لجميع مصادر الطاقة الخالية من الكربون، مع خفض الانبعاثات من مصادر الطاقة الحالية.

وقال خلال مشاركته في حلقة نقاشية نظّمتها مؤسسة "روكفلر" لبحث التمويل المناخي والانتقال المنطقي والعملي والتدريجي في قطاع الطاقة: "لقد وجهتُ دعوةً محددةً في "أسبوع سيرا للطاقة" في هيوستن لقطاع النفط والغاز لمضاعفة الجهود والتوافق حول تحقيق الحياد الكربوني بحلول، أو قبل، عام 2050، والحدّ من انبعاثات الميثان بحلول عام 2030، خاصةً وأنها تعدّ أكثر ضررًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وأوضح أن قطاع الطاقة بحاجة إلى العمل بالشراكة مع القطاعات الأخرى للمساعدة في خفض الانبعاثات، كما نحتاج إلى تطبيق حلول متنوعة، وأن نكون واقعيين وعمليين بشأن ما يمكن تطبيقه من تلك الحلول، وأين يمكن تطبيقها، فلكل بلد ظروفه واحتياجاته الخاصة.

قمة المناخ كوب 28
جانب من روشة العمل - الصورة من وكالة الأنباء الإماراتية

الطاقة المتجددة

قال رئيس قمة المناخ كوب 28: "نعلم جميعًا أن مصادر الطاقة المتجددة ملائمة لخفض الانبعاثات التي يتسبب بها توليد الكهرباء، لذلك نحن بحاجة إلى مضاعفة القدرة الإنتاجية من الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول عام 2030، وزيادة سعتها الإنتاجية 6 أضعاف بحلول عام 2040، إلى 50 ألف تيراواط/ساعة".

وأضاف: " إن مصادر الطاقة المتجددة ليست حلًا كافيًا في القطاعات ذات الانبعاثات الكثيفة، لأن هناك 5000 مصنع فولاذ وألومنيوم وإسمنت في العالم اليوم، ولا يمكن أن تكون صناعتها قائمة على مصادر الطاقة التي توفرها الرياح أو الشمس فقط، فإلى جانب قطاع النقل الثقيل، تتسبب هذه القطاعات مجتمعةً بأكثر من 30% من الانبعاثات العالمية".

وشدد على ضرورة توسيع استعمال جميع البدائل القابلة للتطبيق، بما في ذلك الطاقة النووية السلمية، وتطوير مشروعات وتقنيات الهيدروجين والتقاط الكربون وتخزينه للإسهام في خفض الانبعاثات من تلك القطاعات.

وأوضح أن الإمارات قامت بتأسيس شراكة مع كل من ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان لبناء قدرات شاملة في مجال إنتاج واستعمال الهيدروجين وقودًا، وتسعى أن تكون قمة المناخ كوب 28 منصةً لبناء شراكات تشمل إنتاج الهيدروجين وتسويقه ونقله واستعماله في المجالات الصناعية بمختلف مناطق العالم.

وقال: "بالتزامن مع الاستثمار في الهيدروجين، نحن بحاجة أيضًا إلى التوسع في تطوير وتطبيق تقنيات التقاط الكربون وتخزينه"، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة وام.

أشارت التقارير التي أصدرتها "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" منذ عام 2016 إلى أن التقاط الكربون يعدّ أداة أساسية لخفض ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

قال الجابر: "مع ذلك، يجري سنويًا التقاط 44 مليون طن فقط من الكربون، لذلك نحن بحاجة إلى مضاعفة هذه الكمية 30 مرة، ولأن تحقيق ذلك ليس في متناول الجميع حاليًا، على العالم وضع سياسات واتخاذ قرارات حكومية ذكية تستشرف المستقبل لتحفيز استثمار القطاع الخاص في هذه التقنيات على نطاق صناعي واسع".

قمة المناخ كوب 28
جانب من مباحثات رئيس قمة المناخ - الصورة من وام

مؤسسات التمويل الدولية

أكد الرئيس المعيَّن لقمة المناخ كوب 28، الدكتور سلطان الجابر، ضرورة تطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية وبناء شراكات راسخة مع كبار المعنيين في القطاع الخاص لتوفير تريليونات الدولارات اللازمة من أجل تمكين العمل المناخي.

وشدد الجابر خلال مشاركته في حلقة نقاشية نظّمتها مؤسسة "روكفلر" لبحث التمويل المناخي والانتقال المنطقي والعملي والتدريجي في قطاع الطاقة على ضرورة زيادة التمويل المناخي، وإتاحته بشروط ميسرة وبتكلفة مناسبة وتسهيل الوصول إليه من أجل تسريع العمل المناخي وتحقيق انتقال منطقي وعملي وتدريجي وعادل في قطاع الطاقة.

تأتي الحلقة النقاشية التي شارك فيها رئيس قمة المناخ كوب 28 ضمن فعاليات اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن.

وشارك في الحلقة النقاشية كلٌ من رئيسة وزراء بربادوس، ميا موتلي، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أمينة محمد، ووزير الاقتصاد والمالية والإنعاش الفرنسي برونو لومير، والمبعوث الأميركي الخاص للمناخ جون كيري.

اتفاق باريس للمناخ

قال رئيس قمة المناخ كوب 28: "أجمع العالم في اتفاق باريس على هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، إلّا أن الإجراءات الفعلية ما تزال بعيدة عن ما جرى الالتزام به".

وأضاف: "أمامنا فرصة زمنية محدودة لا تتجاوز سبعة أعوام لإجراء تصحيح جوهري لمسار العمل المناخي الحالي، إذ يعدّ رأس المال والتمويل من الممكّنات الرئيسية لنجاح هذا التصحيح، خاصةً وأن التمويل لا يصل حاليًا بالشكل الكافي لمن هم بأمسّ الحاجة إليه".

وأشار إلى أن التمويل المناخي يعدّ ضروريًا لجميع مسارات عمل اتفاق باريس، بدءًا من "التخفيف" ووصولًا إلى "التكيف"، وأن هذا التمويل مطلوب بشكل خاص في دول الجنوب العالمي الذي لم يحصل في السابق على حصة كافية من الموارد المتاحة.

جانب من مباحثات رئيس قمة المناخ كوب 28 - الصورة من وام
جانب من مباحثات رئيس قمة المناخ - الصورة من وام

التمويل المطلوب للمناخ

أوضح رئيس قمة المناخ كوب 28 سلطان الجابر أن العالم بحاجة إلى مضاعفة المبالغ المتاحة 3 مرات، واستثمارها في تمويل التكنولوجيا النظيفة والتكيّف ودعم الانتقال المنطقي والعملي والتدريجي والعادل في قطاع الطاقة، خاصةً في الدول الناشئة والنامية.

وأشار إلى أن 20% فقط من استثمارات التكنولوجيا النظيفة تصل إلى الاقتصادات النامية التي تشكّل أكثر من 70% من سكان العالم، ويزداد التفاوت في الدول الأقلّ نموًا، التي تحصل على أقلّ من 2 سنتًا من كل دولار من تلك الاستثمارات.

ويُجري رئيس قمة المناخ كوب 28 وفريق رئاسة المؤتمر جولة استماعٍ عالمية بهدف التعرف على الرؤى والآراء والأفكار وتوظيفها لصياغة مسار عمل يحتوي الجميع ويلبي كل احتياجاتهم.

وأوضح أن موضوع التمويل المناخي كان أحد المحاور المهمة خلال اجتماعات جولة الاستماع، قائلًا: "كان هناك إجماع من كل المعنيين الذين التقينا بهم على أن التمويل المناخي ليس متوفرًا بشكل مُيسَّر، ولا بتكلفة مناسبة، ولا يمكن الوصول إليه بسهولة".

وأضاف: "هناك حاجة مُلحّة إلى زيادة مبالغ التمويل المتاحة من مليارات لتصل إلى تريليونات الدولارات، فعندما يتعلق الأمر بالقدرة على تحمّل التكاليف، نحتاج إلى تعزيز تمويل المناخ من دون تحميل الدول النامية مزيدًا من الديون".

قمة المناخ كوب 28
جانب من مباحثات رئيس قمة المناخ - الصورة من وام

تحديات تواجه تمويل المناخ

شدد رئيس قمة المناخ كوب 28 على أنه لتسهيل الوصول إلى التمويل، يجب إزالة العقبات البيروقراطية التي تجعل البلدان تنتظر وقتًا طويلًا للحصول على الأموال التي هي في أشدّ الحاجة إليها".

وقال: "نحن بحاجة إلى تطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية ومصارف التنمية متعددة الأطراف لتنفيذ أهداف العمل المناخي وتحقيق التنمية المستدامة، كما أننا بحاجة إلى توفير المزيد من التمويل المُيّسر الذي يمكنه تقليل المخاطر في البلدان ذات الدخل المنخفض، وجذب المزيد من رأس المال من القطاع الخاص، إضافةً إلى اكتشاف أدوات جديدة لتوجيه التمويل الخاص إلى الدول النامية بمزيد من الفاعلية والكفاءة".

وأكد أن قمة المناخ كوب 28 ملتزمة بالبناء على التقدم المحرز في دورتيه السابقتين كوب 26، وكوب 27، وسيجري خلالها تطبيق ذهنية عالم الأعمال والتركيز على الجانب العملي في منظومة عمل المؤتمر لتحقيق نقلة نوعية وتقدم جذري عبر موضوعات "التخفيف" و"التكيف" و"الخسائر والأضرار" إلى جانب التمويل المتعلق بالمناخ.

وأضاف: "هناك إجماع على أن تحقيق التقدم في العمل المناخي يتطلب رأس مال ضخمًا، لذلك، نحن بحاجة إلى تأمين المزيد منه، ففي العام الماضي تمّ استثمار 1.4 تريليون دولار في التكنولوجيا النظيفة على مستوى العالم، وهذا الرقم ينبغي مضاعفته 3 مرات".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق