التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

واردات أوروبا من المشتقات النفطية الأدنى منذ 2016.. والسعودية مورّد رئيس

في شهر مارس/آذار الماضي

هبة مصطفى

تصدّرت كل من السعودية والهند قائمة مورّدي المشتقات النفطية إلى أوروبا، في شهر مارس/آذار الماضي، بعدما بدأ سريان عقوبة جديدة ضد المنتجات الروسية منذ 5 فبراير/شباط 2023.

واستعملت الدولتان ناقلات من الطراز طويل المدى 2 (إل آر 2) لنقل التدفقات لدول القارة العجوز، وهي ناقلات تتسع لحمل 3 أضعاف الشحنات الروسية السابقة للاتحاد الأوروبي، بحسب ما نشرته منصة أرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.

ويشير ذلك إلى تغيّر في طرق الشحن خلال مرحلة ما بعد حزمة العقوبات الأخيرة، سواء السقف السعري أو الحظر المفروض من قبل الاتحاد، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم الحجم الهائل للناقلات، فإن الواردات الأوروبية خلال الشهر الماضي كانت في أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من 7 سنوات، وتثير هذه البيانات التساؤلات حول قدرة دول الاتحاد على تعويض غياب المنتجات الروسية المكررة، وأبرزها الديزل.

بيانات الواردات

استوردت دول الاتحاد الأوروبي ما قُدِّر بنحو 3.3 مليون طن من المشتقات النفطية في شهر مارس/آذار الماضي (بما يعادل 111 ألف طن يوميًا)، وهو أدنى مستوى منذ عام 2016 وفق بيانات مؤشر فورتيكسا.

المشتقات النفطية
ناقلة من طراز إل آر 2 - الصورة من Marine Link

وينخفض معدل واردات الشهر الماضي على أساس سنوي، إذ بلغ 165 ألف طن يوميًا العام الماضي (2022)، وقفز إلى 200 ألف طن يوميًا خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، استعدادًا لسريان القيود الجديدة على الشحنات الروسية المنقولة بحرًا، وفرض سقف سعري عليها في فبراير/شباط الماضي.

وفي مارس/آذار الماضي، حُمّل ما يزيد عن نصف شحنات المشتقات النفطية (53%) إلى دول الاتحاد الأوروبي على متن الناقلات طويلة المدى (إل آر 2)، بنحو 1.76 مليون طن.

ويرتفع الاعتماد على الناقلات (إل آر 2) خلال الشهر الماضي عن مستويات الشهر السابق له (فبراير/شباط)، إذ نقلت حينها 50% فقط من واردات أوروبا من المنتجات المكررة.

ويسجّل معدل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الناقلات -التي تصنَّف بصفتها أكبر ناقلات المشتقات النفطية- خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار مستوىً مرتفعًا عن العام الماضي (2022)، إذ بلغ 25%.

أبرز الموردين

بصورة إجمالية، انخفضت الواردات الأوروبية من المشتقات، خلال شهر مارس/آذار 2023، عن مستويات شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني قبيل سريان العقوبات الجديدة على الواردات الروسية.

وظهرت في السوق الأوروبية قائمة مورّدين جُدد لتعويض غياب المشتقات النفطية الروسية، وحلّت السعودية والهند في صدارة المورّدين، بحصّة مشتركة قدرها 40% ضمن الواردات الإجمالية البالغة 3.3 مليون طن من الديزل وزيت الوقود.

واعتمدت الدولتان على ناقلات "إل آر 2" العملاقة، في حين لم تقتصر واردت الاتحاد الأوروبي على السعودية والهند فقط، إذ حلّت بعدهما الإمارات والصين أيضًا.

وبالنظر إلى اعتبارات عدم ملاءمة جانب من المواني الأوروبية لاستقبال ناقلات "إل آر 2"، لجأت دول الاتحاد الأوروبي لنظام النقل من سفينة إلى أخرى -أصغر حجمًا- لتعزيز إمكان رسو الناقلات على أرصفة المواني وتفريغ شحنات المشتقات النفطية.

تحديات أوروبية

لم تكن سعة استقبال المواني التحدي الوحيد أمام اعتماد دول الاتحاد الأوروبي على الناقلات من هذا الطراز، لكن الأحداث الداخلية كان لها بالغ التأثير في بلد مثل فرنسا؛ إذ أدت الإضرابات والاحتجاجات العمالية رفضًا لنظام التقاعد إلى تعطُّل استقبال ميناء "فوس" -الذي يطل على البحر المتوسط- لشحنات الديزل وزيت الوقود.

ويشكّل الميناء الفرنسي المُعطل منفذًا رئيسًا لاستقبال واردات المشتقات من خارج دول الاتحاد الأوروبي، واستقبل خلال العام الماضي (2022) وحده ما قُدِّر بنحو 6% من الواردات، بينما استقبل ميناء روتردام الهولندي 22% منها.

ويوضح الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور معدل الطلب على المشتقات النفطية مقارنة بين الأرباع الفصلية الـ4 لأعوام (2020، و2021، و2022):

شركات النفط والغاز

وبخلاف جاهزية المواني لاستقبال الناقلات الضخمة للمشتقات والتعامل مع شحناتها، قد تواجه أوروبًا منعطفًا آخر يتمثل في تسجيل أسعار الناقلات ارتفاعًا كبيرًا خلال مرحلة ما بعد العقوبات.

وزادت أسعار التحميل على متن الناقلات "إل آر 2" -المستعمَلة لنقل شحنات الديزل من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا- منذ منتصف فبراير/شباط الماضي إلى ما يزيد عن 50 دولارًا/طن، ارتفاعًا من 35 دولارًا/طن مطلع الشهر ذاته.

وتقفز أسعار التحميل خلال فصل الشتاء إلى 70 دولارًا/طن، ما قد ينذر باجتماع عوامل عدّة خلال الشتاء المقبل، يمكن أن تهدد أمن الطاقة الأوروبي، من بينها مستويات تخزين الغاز، والعقوبات الجديدة على الخام الروسي والمشتقات النفطية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق