غازأخبار الغازأخبار النفطرئيسيةنفط

بي بي تستعد لتطوير المرحلة الثالثة من حقل كلير الضخم في بحر الشمال

بعد الاتفاق مع إكوينور النرويجية على إزالة الكربون

رجب عز الدين

تستعد شركة النفط البريطانية بي بي لدخول المرحلة الثالثة من تطوير حقل كلير النفطي الضخم في بحر الشمال، مع تشديد شروط احتجاز الكربون بالمشروع.

وتتطلع الشركة البريطانية إلى اتخاذ قرار تطوير المرحلة الثالثة من المشروع الذي يحمل اسم "كلير ساوث" خلال 3 أو 6 أشهر مقبلة، تمهيدًا لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي قبل نهاية 2024، وفقًا لمنصة إنرجي فويس المتخصصة (energy voice).

وتقدّر شركة النفط البريطانية بي بي حجم احتياطيات المرحلة الثالثة من حقل كلير بـ7 مليارات برميل نفط؛ ما يجعله أكبر مشروع في أوروبا الغربية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتدرس الشركة في الوقت الحالي خيارات بديلة لإنشاء منصات الحفر اللازمة للمشروع، أحدها يستهدف إنشاء منصة حفر جديدة وتثبيتها بمنشأة كلير ريدج الحالية المتصلة بجسر المشروع، أو إنشاء منصة مستقلة تحت سطح البحر.

ويميل مسؤولي شركة النفط البريطانية بي بي إلى إنشاء منصات متصلة بمنشأة كلير ريدج الحالية، واستبعاد فكرة تأسيس منشأة متكاملة جديدة، وفقًا للعضوة المنتدبة للشركة في المملكة المتحدة دوريس رايتر.

قرار خلال 6 أشهر

شركة النفط البريطانية بي بي
العضوة المنتدبة لشركة بي بي البريطانية دوريس رايتر - الصورة من إنرجي فويس

ترجّح رايتر اتخاذ مجلس إدارة الشركة قرارًا بشأن خيارات التطوير الأمثل للمشروع في غضون 3 أو 6 أشهر، تمهيدًا لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي قبل نهاية 2024.

وحصلت الشركة البريطانية على الضوء الأخضر لتطوير المرحلة الثالثة من مشروع كلير في إطار أنشطة التنقيب الجارية غرب جزر شتلاند ووسط بحر الشمال.

وتهدف هذه المشروعات إلى ضمان الوفاء بالتزامات أمن الطاقة في أوروبا بالتوازي مع خطط خفض انبعاثات الكربون في قطاعات النفط والغاز، إلّا أن هذه المعادلة تتعرض للنقد من قبل أنصار البيئة والمناخ الراغبين في التخلص السريع من أنشطة الوقود الأحفوري.

وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي، إن على الدول الغنية التخلّي عن استعمال الفحم والنفط والغاز نهائيًا بحلول عام 2040، لضمان تحقيق خطط الحياد الكربوني العالمية.

بريطانيا تتكبد 125 مليار دولار

خططت بريطانيا في عام 2021 للاكتفاء باحتياطيات النفط والغاز الحالية لتغطية الطلب على الطاقة حتى عام 2030، دون الحاجة إلى اكتشاف حقول جديدة، إلّا أن تداعيات الحرب الأوكرانية أربكت الحكومات الأوروبية جميعها، واضطرتها للتراجع بصورة أو بأخرى عن الخطط السريعة لهجر الوقود الأحفوري.

وأظهرت بيانات محلية صادرة الشهر الماضي، تكبّد المملكة المتحدة رقمًا قياسيًا تجاوز 100 مليار جنيه إسترليني (125 مليار دولار) لاستيراد الطاقة خلال عام 2022.

(الجنيه الإسترليني = 1.25 دولارًا أميركيًا).

وتعتمد شركة النفط البريطانية بي بي استراتيجية متوازية تستهدف تعزيز إنتاج النفط والغاز لضمان أمن الطاقة ومعالجة نقص الإمدادات في أوروبا، بالتوازي مع الاستثمار في مشروعات انتقال الطاقة.

إستراتيجية الخطط الموازية

عبّر الرئيس التنفيذي للشركة برنارد لوني عن هذه المعادلة في فبراير/شباط 2023، عبر قوله، إن خطّتهم المستقبلية تستهدف الاستثمار في انتقال الطاقة مع نظام الطاقة الحالي المؤلف من النفط والغاز.

وتستهدف الشركة البريطانية زيادة استثماراتها المخططة حتى عام 2030، بقيمة 16 مليار دولار عن المخططات السابقة لتحقيق هذه المعادلة الجامعة بين مصادر الطاقة المتجددة ومصادر الوقود الأحفوري، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستند شركات النفط والغاز في تحديث خططها -المزعجة بالنسبة لأنصار المناخ- على تأييد الحكومات الأوروبية المأزومة بسبب أزمة الطاقة التي خلّفتها الحرب الروسية الأوكرانية المندلعة منذ فبراير/شباط 2022، ولم تهدأ حتى الآن.

وتقول شركة بي بي، إن الحرب الأوكرانية أظهرت مدى هشاشة إمدادات الطاقة الحالية حول العالم؛ ما يدفعها إلى مواصلة إنتاج النفط والغاز لضمان أمن الإمدادات الأوروبية بصورة مستقرة وأسعار معقولة، دون التخلّي عن طريق الحياد الكربوني طويل الأمد.

وضاعفت بي بي الإنفاق الرأسمالي في مشروعات المملكة المتحدة بأكثر من الضعف خلال عام 2023، مقارنة بحجم الإنفاق في العام الماضي.

اتفاق مع إكوينور

بدأت بي بي إنتاج النفط من مشروع كلير في بحر الشمال البريطاني عام 2005، ثم توسعت في المشروع بصورة ضخمة عبر مرحلة ثانية خلال عام 2018، باستثمارات بلغت 5 مليارات جنيه إسترليني.

وخططت الشركة للتوسع في المرحلة الثالثة في عام 2020، إلّا أنها أجّلت قرار الاستثمار النهائي فيها، لحين الاستقرار على صياغة تضمن توافق المشروع مع اشتراطات خفض الانبعاثات في القطاع.

وتستعد الشركة لاستئناف خطط المرحلة الثالثة خلال عام 2023، بعد أن وقّعت اتفاقية مع شركة إكوينور النرويجية وشركة إيثاكا إنرجي، لإزالة الكربون من الأصول البحرية غرب منطقة شتلاند عبر تقنيات كهربة القطاع.

وتأتي هذه الاتفاقية في إطار التزام شركة النفط البريطانية بي بي بإزالة الكربون من منشآت بحر الشمال المتخصصة في التنقيب أو الحفر والاستخراج أو الإنتاج.

أعلى أرباح في تاريخها

شركة النفط البريطانية بي بي
شركة النفط البريطانية بي بي - الصورة من إنرجي فويس

نجحت شركة بي بي في بحر الشمال بخفض انبعاثاتها بنسبة 30% خلال عام 2022، مقارنة بمستوى الانبعاثات في عام 2019، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

كما تخطط لإنشاء مركز لإنتاج الهيدروجين في مدينة أبردين -ثالث أكبر مدينة إسكتلندية- وتستعد لاعتماد قرار الاستثمار النهائي فيه هذا العام، مع تقديرات بأن تبدأ باكورة إنتاجه في عام 2024.

وتستثمر الشركة في مشروعات رائدة للرياح البحرية ومشروعات أخرى لاحتجاز الكربون وتخزينه، لكنها لا تفكر في التراجع السريع عن مشروعات إنتاج الوقود الأحفوري الذي أسهم في تحقيقها ربحًا قياسيا خلال عام 2022.

وسجلت الشركة صافي ربح بلغ 23 مليار جنيه إسترليني (28.7 مليار دولار) خلال عام 2022، وهو أكبر ربح في تاريخها على الإطلاق، وفقًا للقوائم المالية المجمّعة التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفتحت هذه الأرباح شهية الشركة البريطانية وغيرها على مشروعات الوقود الأحفوري مجددًا؛ ما دفعها للتراجع عن تعهداتها السابقة بخفض إنتاج النفط والغاز بنسبة 40% بحلول 2030، واستبدال تعهدات أخفّ بها، لا تزيد عن 25%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق